في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الفلسطينية الأميركية توتراً ملحوظاً، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الخميس 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض استقبال مكالمة هاتفية من جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المسؤول عن التوسط في اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، يوم الأربعاء.
وبدلاً من تلقي مكالمة كوشنر، أحاله عباس إلى ممثل السلطة الفلسطينية في واشنطن، وفقاً لما ذكره تلفزيون الميادين اللبناني.
يأتي هذا في ظل حالة توتر ظهرت على السطح، عقب قرار واشنطن عدم تجديد ترخيص مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأميركية، ما دفع الرئيس عباس إلى الإعلان عن تجميد الاتصالات الفلسطينية مع الولايات المتحدة.
ويطالب البيت الأبيض بأن يسحب الفلسطينيون طلبهم من محكمة العدل الدولية في لاهاي، بالتحقيق في شأن إسرائيل، وألا يقاوموا مبادرة السلام الأميركية، كشرطين مسبقين لقيام منظمة التحرير الفلسطينية بمواصلة نشاطها في الولايات المتحدة.
مرحلة حاسمة
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم عباس، الذي يتولى حالياً منصب رئيس السلطة الفلسطينية، من مدريد، حيث يقومان بزيارة رسمية، يوم الثلاثاء، إن "الفترة القادمة ستكون حاسمة فيما يتعلق بتعريف العلاقة الفلسطينية-الأميركية".
وفي حديثه عن المطالب الأميركية الجديدة، أكد أبو ردينة أن "تعليمات عباس تنبع من الإيمان بالمسار الفلسطيني".
وقال مسؤول حكومي فلسطيني بارز مطلع على هذه التطورات لـ"هآرتس"، إن تعليمات عباس بقطع العلاقات يتم تنفيذها من قبل كبار المسؤولين، بينما يستمر التواصل مع المسؤولين الأميركيين على المستوى الأدنى.
وأوضح المصدر أن المسؤولين الفلسطينيين سيوافقون على إجراء محادثات مع كبار المسؤولين في إدارة ترامب، في حال بدء واشنطن هذا الحوار.
وقال المصدر إن "المهم بالنسبة للفلسطينيين هو نقل الرسالة والموقف الواضح إلى الحكومة الأميركية، وليس قطع العلاقات لمجرد قطع العلاقات". وأضاف: "لا ينبغي أن ننسى في هذه الحالة لعبة السلطة [بين الأطراف]، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بقوة عالمية مثل الولايات المتحدة".
وقال عضو كبير في السلطة الفلسطينية، إن التهديد الأميركي بإغلاق مقر بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن هو خطوة لم يسبق لها مثيل. وقال المصدر إن التهديد أثار أكبر شقاق بين السلطة الفلسطينية والبيت الأبيض في السنوات الأخيرة.
وقال المصدر "في لقاءات مع الرئيس ترامب، تلقَّى عباس رسائل مطمئنة جداً، ومن ناحية أخرى نرى أنفسنا نتعامل مع هذا الموقف من قبل الحكومة [الأميركية]، وهو موقفٌ يثير الشكوك في العلاقة برمتها. السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يفسر البيت الأبيض هذا التفاوت؟"
وقال مسؤول في الحكومة الفلسطينية، مساء الأربعاء، إن البيت الأبيض حاول الاتصال بالسلطة الفلسطينية ودعوة عباس إلى اجتماع في واشنطن في الأسابيع المقبلة، لكن رئيس السلطة الفلسطينية لم يستجب للدعوة.
وقال المسؤول إن رام الله تفضل أن يلتقي المستشارون الأميركيون الكبار وممثلو وزارة الخارجية الأميركية مع رئيس فريق المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، الموجود حالياً في واشنطن، الذي يتعافى من عملية، أو مع رئيس المخابرات الفلسطينية، الذي يعتبر مبعوثاً شخصياً لـ"عباس" للتواصل مع الولايات المتحدة والعديد من قيادات العالم.
وقال المسؤول أيضاً إنه لا توجد معلومات أخرى حول الموضوعات التي يريد كوشنر مناقشتها مع عباس، إلا أن الأخير ما زال ثابتاً على موقفه بقطع العلاقات مع واشنطن، حتى يتم حل النزاع حول بعثة منظمة التحرير الفلسطينية.