القرنية المخروطية.. العلاجات المتاحة.. هل الأعشاب والعسل منها؟

هي نفس خطوات العلاج الضوئي الكيميائي التقليدية، ولكن مع اختصار كبير في الوقت، مع تغيير قوة الطاقة المنبعثة من الأشعة فوق البنفسجية من 3 مللي واط/ سم مربع إلى 30 مللي واط/ سم مربع، نتج عنه اختصار الوقت من ثلاثين دقيقة إلى 3 دقائق، وبالتالي إنهاء معاناة المريض والطبيب عند إجراء هذا النوع من العمليات.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/23 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/23 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش

ما زال تدبير القرنية المخروطية بطرق محافظة (قبل اللجوء لزرع قرنية من معطِي) يشكل تحدياً كبيراً لأطباء العين.

تتركز هذه الطرق على محاولة تقسية النسيج القرني بشد ألياف الكولاجين بتفاعل ضوئي كيميائي (أو تصليب القرنية) أو بآلية حرارية أو بأمواج راديوية أو محاولة تدعيم بنية محيط القرنية بزرع حلقات بلاستيكية بآليات متعددة، بالإضافة لمحاولة تقليل الزوغانات وتصحيح بعض أسواء الانكسار بالليزر بحال سمحت سماكة القرنية وتم تدعيمها أو تقسيتها، ولا نستطيع الادعاء أن هذه الطرق مرضية النتائج دوماً، أو أنها تقدم حلولاً لكل القرنيات المخروطية.. وليست كلها حاصلة على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية.

ما هي القرنية المخروطية؟

القرنية المخروطية هي اضطراب يصيب العين، حيث تحدث تغييرات هيكلية داخل القرنية تجعلها أقل سماكةً وأقل قدرة على مقاومة ضغط العين الداخلي، ويصحبها تغيير إلى شكل مخروطي أكثر من الشكل الطبيعي تحت تأثير هذا الضغط.

القرنية المخروطية يمكن أن تسبب تشويهاً كبيراً من الرؤية، مع صور متعددة، وضعف في القدرة البصرية والحساسية للضوء، هذه عادة أهم ما يشتكي منه المريض، وعادة ما يصاب بها المراهقون؛ إذ تتأثر كلتا العينين بشكل كبير، وتدهور في الرؤية يمكن أن يؤثر على قدرة المريض على قيادة سيارة أو قراءة الطباعة العادية.

في معظم الحالات، تكون العدسات اللاصقة الصلبة أو المصممة بناء على بصمة القرنية والتي توضع من قِبل إخصائي فعالة بما فيه الكفاية للسماح للمريض على الاستمرار في القيادة والقراءة.

أما إذا تطور المرض فقد يتطلب التدخل الجراحي؛ حيث هنالك العديد من الخيارات المتاحة، بما في ذلك حلقة توضع داخل القرنية، تثبيت القرنية بالألياف الكولاجينية المتصالبة، بضع القرنية التشععي، وزرع القرنية في 25% من الحالات.

يقدر الانتشار لمجموعة القرنية المخروطية من (1 لكل 500) إلى (1 لكل 2000) شخص، ولكن صعوبة تمييز هذا المرض سببت عدم القدرة على تحديد مدى انتشاره.

يصيب هذا المرض السكان في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أنه لوحظ على نحو أكثر تواتراً في مجموعات عِرقية معينة، مثل جنوب آسيا.

وتعتبر العوامل البيئية والوراثية من الأسباب المحتملة، ولكن السبب الدقيق غير مؤكد.

هل الأعشاب أو العسل مفيد في علاج القرنية المخروطية؟

لا يوجد أي دراسة أو دليل علمي واحد يثبت فائدة الأعشاب أو العسل في علاج القرنية المخروطية والحديث عن فائدتهما كلام غير علمي وخزعبلات تملأ الشبكة العنكبوتية والسوشيال ميديا.
ما العلاجات المتاحة حالياً للقرنية المخروطية؟
من الضروري التأكيد على أن الكثير من القرنيات المخروطية قد تكون بحاجة لمشاركة أكثر من علاج مما سيرد، وبالتالي لا نستطيع الجزم بعلاج للقرنية المخروطية، ولكننا نجزم بعلاج قرنيتك المخروطية، أريد القول إنه لا يوجد حالة تشبه الأخرى، فكل حالة تحتاج مقاربة خاصة.

وأقول: إن معظم هذه العلاجات المحافظة يتطلب حداً أدنى من سماكة القرنية، وهنا يبرز دور التشخيص الباكر والبدء بالعلاج، وأنه عندما تترقق القرنية تصبح هذه العلاجات غير مجدية، ولا بد من زرع القرنية في النهاية.

Lasik-xtra عملية الليزك – إكسترا

عبارة عن عملية الليزك المحرمة سابقاً على مريض القرنية المخروطية + تشبيك ألياف الكولاجين الضوئي أو الكروس لينكيتغ السريعة الحديثة في عملية واحدة لا تستغرق إلا 15 دقيقة مع نتائج بصرية رائعة لم يكن مريض القرنية المخروطية يحلم بها حتى بعد زرع القرنية له بشرط أن يكون التشخيص باكراً وسماكة القرنية تسمح بذلك.

kerafex كيرافليكس أو الليزك الحراري

إن عملية "كيرافليكس" هي عملية لتسطيح القرنية (تقليل تحدب القرنية)، تعيد "كيرافليكس" تشكيل القرنية حرارياً من دون إزالة أي نوع من الأنسجة؛ لذلك توفر هذه العملية قدرة فريدة على تصحيح الانكسار من دون إضعاف سلامة النشاط الحيوي للقرنية، كما يحدث مع الليزك وغيرها من عمليات تصحيح الانكسار .

وتقوم عملية "كيرافليكس" بتغيير تحدب القرنية المخروطية عن طريق تغيير الضغط في ألياف الكولاجين حرارياً، وتحقق قرنية أقل تحدباً، ويمنح ذلك تصحيح الانكسار وتجانس القرنية غير المنتظمة بالنسبة لحالة القرنية المخروطية، وتالياً تحسين حدة البصر. فالاستفادة من تشابك كولاجين القرنية يحسن استقرار القرنية ويعمل أيضاًً على وقف تطور مرض القرنية المخروطية.

علاج القرنية المخروطية ,بزرع عدسة لاصقة داخل العين

العلاج عبارة عن عدسة شبيهة في التركيب بالعدسات اللاصقة التي توضع خارج العين ولكن هذه توضع داخل العين، ولها القدرة على تصحيح درجات عالية من أسواء الانكسار والانحراف عالي الدرجة بعد أن توفر منها عدسات توريك لتصحيح الانحراف، هذه العدسات بالأصل وجدت لتكون بديلاً عن عملية الليزك في حالات معينة.

علاج القرنية المخروطية، بشد ألياف الكولاجين بأمواج الراديو الموجه ببصمة العين

أمواج الراديو من ضمن الطيف الضوئي ذات طول موجة كبير لها القدرة على شد ألياف الكولاجين حرارياً عند تعرضها لها، ويجري هذا الشد الموجّه بطوبوغرافيا بصمة العين لشد منطقة المخروط القرني أكثر من المناطق المحيطة.

علاج القرنية المخروطية بالحلقات

تستخدم الحلقات أساساً لإعادة انتظام القرنية مرة أخرى، أو على الأقل تقليل عدم الانتظام، بالطبع هناك مكاسب إضافية تحدث عندما تنتظم القرنية، فحدة الإبصار تتحسن نظراً لتغير مقاس القرنية واقترابه من المقاس الطبيعي، والحلقة نفسها قد تساعد على إبطاء أو ربما توقف المرض، ولكن يبقى الهدف الأساسي من استخدام الحلقات هو إعادة انتظام القرنية.

الليزر أفضل

تركيب الحلقات باستخدام ليزر الفيمتو ثانية (الإنتراليز) أضاف بُعداً جديداً لهذا النوع من العمليات، فالعملية أصبحت أكثر أماناً، وأجهزة الإنتراليز مكّنت أطباء العيون من وضع هذه الحلقات في أكبر عمق ممكن داخل القرنية بدقة كبيرة وبعيداً عن التخمين والتقدير اليدوي.

تُعتبر زراعة حلقات القرنية عملية حديثة بُدئ فيها في العشر سنوات الأخيرة لعلاج قصر النظر وبعض اعتلالات القرنية.. وكان الهدف في البداية من اختراع حلقات القرنية تصحيح قصر النظر البسيط للأشخاص الذين لا يودون إجراء عملية الليزك أو الذين لديهم قرنية ضعيفة ولا يسمح سمكها بإزالة بعض أنسجتها في عمليات الليزكوعمليات الليزر السطحي أو الإبليزك.. وتشكِّل زراعة حلقات القرنية لهذه الحالات اختلافاً جذرياً مقارنة بعمليات الليزك؛ حيث إن عمليات الليزك وبدائل الليزك يتم خلالها إزالة بعض أنسجة القرنية بهدف تعديل تقوس القرنية.

أما في حالات زرع حلقات القرنية فتعتبر هذه إضافة أنسجة أو إضافة دعامات لتقوية القرنية، وفي نفس الوقت يتم بواسطتها تعديل تقوس القرنية وإصلاح قصر النظر.. وتستطيع حلقات القرنية بمقاساتها المختلفة تصحيح قصر النظر حتى 5 درجات تقريباً أو أكثر.

تصليب القرنية: كروس لينكينغ cross-linking

هو علاج ضوئي كيميائي، يهدف إلى تماسك القرنية وزيادة صلابتها، وهو العلاج الأحدث والأكثر أماناً لعلاج القرنية المخروطية المبكرة.

تتلخص فكرة العلاج في تشبيع أنسجة القرنية بمادة الرايبوفلافين، وذلك لمدة نصف ساعة يتم خلالها تقطير هذه المادة على سطح العين بكثافة (نقطة كل عدة دقائق لمدة نصف ساعة)، بعد ذلك يتم تسليط الأشعة فوق البنفسجية على سطح القرنية لمدة نصف ساعة أخرى، فيحدث تفاعل بين الأشعة والمادة الكيميائية يؤدي إلى تقوية الروابط بين الأنسجة، وبالتالي يزداد تماسك القرنية.

عملية لوقف الضعف

إذاً نحن أمام عملية ليس الهدف منها تخليص المريض من عناء لبس النظارة والعدسة بقدر ما هو الهدف منها أن نوقف الضعف التدريجي الذي يصيب القرنية المخروطية ونحاول مساعدة المريض على أن يتمتع برؤية جيدة وعلاجه قبل أن يستفحل.

أمر آخر ينبغي مراعاته عند الحديث عن عمليات (كروس لينكنغ) وهو ضرورة توافر باقي الاشتراطات المطلوبة لنجاح العملية وأهمها أن تكون سماكة القرنية لا تقل عن 400 مايكرون، وأن تخلو من عتامات أو سحابات أو جفاف شديد.

ثلاث دقائق فقط للعلاج

ومن المشاكل التي كانت تواجه المريض والطبيب طوال العملية، فالمريض تبقى عينه مفتوحة لأكثر من نصف ساعة لتلقي العلاج الضوئي، مما يتسبب في كثير من الألم والإجهاد، ومن هنا جاءت هذه التقنية الجديدة التي اختصرت مدة العلاج بصورة كبيرة من ثلاثين دقيقة إلى ثلاث دقائق فقط.

العلاج الضوئي المُسَرَّع

هي نفس خطوات العلاج الضوئي الكيميائي التقليدية، ولكن مع اختصار كبير في الوقت، مع تغيير قوة الطاقة المنبعثة من الأشعة فوق البنفسجية من 3 مللي واط/ سم مربع إلى 30 مللي واط/ سم مربع، نتج عنه اختصار الوقت من ثلاثين دقيقة إلى 3 دقائق، وبالتالي إنهاء معاناة المريض والطبيب عند إجراء هذا النوع من العمليات.

زرع القرنية

عند فشل العلاجات المحافظة بأشكالها أو بحال ترقق شديد بسماكة القرنية مهدد بالانثقاب أو بحال وجود عتامات في محور الرؤية بسبب كثافة على قرنية العين ناتجة عن تمخرطها لا بد من زرع قرنية للعين من معطِي.

زرع القرنية كامل السماكة عملية قديمة، الجديد هو زرع طبقات من القرنية حسب الحالة واستخدام المشرط الضوئي أو ليزر الفيمتوثانية في مراحل فصل وقص طبقات القرنية، وهذا الزرع الصفيحي جعل الشفاء سريعاً وبدون الحاجة للقطب في الزرع الصفيحي الأمامي السطحي أو زرع الطبقة الداخلية من القرنية كما وخفف احتمال الرفض المناعي القليل نسبياً بالنسبة لزرع أعضاء أخرى في الجسم البشري.

ملاحظة: لا تعتبر هذه المقالة استشارة طبية، وإنما محاولة لإلقاء الضوء وتوعية المرضى حول بعض العلاجات المتوافرة، وكما ذكرت ليست كل هذه العلاجات مرخصة في الولايات المتحدة الأميركية، رغم أن أغلبها مرخَّص في أوروبا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد