في ظل ولعه بالانقلاب على كل تقاليد سلفه باراك أوباما، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعابةً قبل شروعه في طقس العفو عن الديك الرومي بأول عيد شكرٍ له، الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قال فيها إنه كان يبحث في إلغاء العفو الذي منحه الرئيس أوباما للديك الرومي الخاص بعيد الشكر في العام الماضي (2016).
وكان ترامب يقف إلى جانب السيدة الأولى ميلانيا ترامب، وابنه البالغ من العمر 11 عاماً بارون ترامب، حين أشار إلى أنه سعى خلال الأشهر العشرة التي قضاها في الرئاسة إلى الانقلاب على كل الإجراءات التنفيذية التي اتخذها سلفه الرئيس أوباما، حسبما ورد في تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية.
وتابع الرئيس قائلاً: "لكن مكتب مستشاري البيت الأبيض قد أبلغني بأن العفو عن (تيتر) و(توت) لا يمكن إلغاؤه بأي حالٍ من الأحوال"، مشيراً إلى الديكين الروميَّين اللذين عفا عنهما أوباما العام الماضي.
قساة
وفي خطابه الذي لم يتجاوز 10 دقائق، أشار ترامب إلى تقليد تقديم ديكٍ روميٍ للرئيس من قِبل الاتحاد الوطني لمربي الديوك الرومية، والذي بدأ قبل 70 عاماً، خلال عهد الرئيس الأسبق هاري ترومان.
وأضاف ترامب أن ترومان، الذي كان ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، "لم يمنح الديك عفواً"، واصفاً الديمقراطيين بأنهم "قساة".
وامتدح نفسه قائلاً: "سأكون اليوم رئيساً ألطف بكثير".
وتابع: "خلال الأشهر العشرة الماضية، أتيح لي أنا وميلانيا أن نحظى بشرف استقبال العديد من الضيوف المميزين الذين زاروا البيت الأبيض العظيم. لقد استضفنا العشرات من قادة العالم العظام، وعدداً من أعضاء مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى القليل من الطيور الغريبة".
ثم أضاف: "لكننا لم نستقبل قبل اليوم أي ضيفٍ يشبه ضيف الشرف الداجن المميز الذي زارنا اليوم".
تصويت
وكان مؤتمرٌ صحفيٌ قد عُقِدَ في فندق ويلارد يوم الإثنين 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أُعلنت فيه أسماء الديوك الرومية المرشحة، وأجرى البيت الأبيض تصويتاً على تويتر ليختار الأميركيون أي ديكٍ سينال العفو الرسمي.
وسينال الديك الفائز ووصيفه فرصة العيش بقية حياتيهما في معرض "غوبلرز رست" بجامعة فرجينيا، الذي وصفه ترامب بأنه "مكانٌ جميلٌ".
وعادةً ما تكون الديوك الرومية المربَّاة بغرض الذبح بدينةً إلى حدٍّ مُفرِط، ما يجعل العديد من الديوك الحاصلة على عفوٍ رئاسي تموت خلال أقل من سنة.
مع ذلك، فإن ديكَي العام الماضي، والمسميَين "تيتر" و"توت" لا يزالان على قيد الحياة في جامعة فيرجينيا، وهو ما أشار إليه ترامب قبل إلقائه الدعابة بشأن انتزاع العفو منهما.
وقال ترامب: "تيتر وتوت، لكما أن ترتاحا".
جذور هذا التقليد
وكما قال ترامب، فإن الرؤساء الأميركيين كانوا يُهدَون سنوياً ديوكاً روميةً بدءاً من عام 1947، رغم أن الحدث لم يتحوَّل إلى طقس عفوٍ قبل عهد رونالد ريغان.
وكان ريغان قد عفا عن الديك الرومي تشارلي عام 1987، وكان الرئيس جورج بوش الأب قد حول الطقس إلى عادةٍ سنويةٍ حين تولى الرئاسة عام 1989.
واحترم كلٌ من كلينتون وبوش الابن التقليد الذي استمر 43 سنة.
وتحتفل الملايين من الأسر الأميركية بما يعرف بعيد الشكر ، في آخر خميس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني مِن كل عام، ويتوَّج هذا الاحتفال بطبق رئيسي من الديك الرومي.
ويعود تاريخ الاحتفال بهذا العيد إلى القرن الـ17 الميلادي، عندما احتفل من يُعرفون في التاريخ الأميركي باسم "المستوطنين" أو "المهاجرين" مع السكان الأصليين للبلاد، أو من باتوا يُعرفون باسم "الهنود الحمر".
فبعد نزول المهاجرين الأوائل من سفنهم، وبسبب جهلهم بطبيعة الأرض، صاروا يعانون مجاعات قاسية جراء هلاك محاصيلهم، وهو أمر لم ينقذهم منه سوى مساعدة السكان الأصليين، الذين بدأوا بتعليم القادمين الجدد طرق الزراعة والري والتي يمكن استخدامها في البلاد التي قدموا إليها حديثاً.
وبعد إتقانهم فنون العيش، قرر المهاجرون الاحتفال بـ"النِّعم" التي يعيشون فيها واستدعوا السكان الأصليين لتناول عشاء، وكانت الوجبة الرئيسية عبارة عن ديك رومي.
إلا أن الوضع مختلف في البيت الأبيض الذي يستقبل ديكاً رومياً كهدية للرئيس قبل عيد الشكر بأيام، ولكن من أجل أن يعفو عنه الرئيس بدلاً من ذبحه.