أكد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن الأمير متعب، ابن الملك الراحل عبدالله، الذي كان من المحتمل أن يصبح ولياً للعهد، قد تعرّض للضرب والتعذيب هو و5 أمراء آخرين أُلقي القبض عليهم وتم استجوابهم في الرياض أثناء حملة التطهير السياسية المستمرة في المملكة منذ حين.
وقال هيرست في مقاله الذي نشره موقع "ميدل إيست آي" إن الأمراء الستة تعرضوا للتعذيب لدرجة أنهم نُقلوا بسيارات الإسعاف للمستشفى، فيما أُدخل أحدهم إلى وحدة العناية المركزة بسبب صعوبة حالته جراء التعرض للتعذيب.
حينما بدأ المحققون بالتحقيق، لم يكن الأمراء مدركين ما يجري، كانوا مشدوهين ويصرخون بوجوه المحققين: من أنتم لتتكلموا وتحققوا معنا. وعلى إثر ذلك قال بن سلمان للمحققين: أي أحد يتعرض لكم أو لا يستجيب، أجلدوه واضربوه. ثم بدأ الضرب والأهانة والتقييد لا يفارقهم (كل الأمراء الكبار ضربوهم) https://t.co/VrcH47lDAt
— العهد الجديد (@Ahdjadid) ١٧ نوفمبر، ٢٠١٧
وقد أدخل الأمراء الستة جميعاً إلى المستشفى بعد 24 ساعة من إلقاء القبض عليهم، وكانت حالة أحدهم في غاية السوء لدرجة أنه أدخل إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى، وهي الوحدة التي يكون العلاج فيها مطلوباً لمن باتت حياتهم في خطر، كما في حالة فشل الأعضاء الحيوية مثل القلب أو الرئتين، أو الكليتين، أو في حالة ارتفاع شديد في ضغط الدم.
ومن المثير للاهتمام أن موظفي المستشفى تم إبلاغهم بأن الإصابات التي كان يعاني منها المرضى نجمت عن محاولات للانتحار. وقد تعرّض جميعهم للضرب الشديد، لكن لم تكن بأبدانهم أي كسور، ولُوحظ أن العلامات التي شُوهدت على أبدانهم كانت بصمات لأحذية عسكرية.
من بين الذين كانوا رهن الاعتقال، نقل ما لا يقل عن 17 إلى المستشفى، إلا أن عدد مَنْ أُسيئت معاملتهم أكبر من ذلك بكثير على وجه التأكيد.
وعلم موقع ميدل إيست آي أنه تم تركيب وحدات طبية داخل فندق ريتز كارلتون، حيث تجري عمليات الضرب والتعذيب، وذلك لتجنب الاضطرار إلى نقل الضحايا إلى المستشفى.
الوليد بن طلال حاول الانتحار بقطع عروق يديه تمت معالجته وانقاذ حياته.
بعدها تم سحب كل شيء في الغرف إلا الأسرة والأغطية.
يتعرض الوليد للضرب بشكل خاص ولا أعلم ما سبب حقد MBS عليه.
متعب بن عبدالله متهم حالياً بقضية جنائية لقيامه بضرب عسكري بطفاية السجاير.
MBS داس كرامة أسرته بالجزمة— كشكول (@coluche_ar) ١٤ نوفمبر، ٢٠١٧
وبالإضافة إلى فندق ريتز كارلتون، تم احتجاز المعتقلين في فندقين آخرين، بما في ذلك فندق كورتيارد الذي يقع في الحي الدبلوماسي في الجهة المقابلة تماماً لفندق ريتز كارلتون.
يُذكر أن فندق ريتز كارلتون وفندق كورتيارد كلاهما يداران من قبل سلسلة فنادق ماريوت إنترناشيونال. وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي اليوم الجمعة قال متحدث باسم ماريوت إنترناشيونال أن ريتز كارلتون وكورتيارد الذي في الحي الدبلوماسي لا يعملان في الوقت الراهن كفنادق على النحو التقليدي.
ويبدو أن كلا الفندقين قد حُجزا بالكامل حتى آخر ديسمبر/كانون الأول ولا يستقبلان الضيوف، بحسب ما ورد في مواقعهما على الإنترنت.
ويؤكد موقع ميدل إيست آي أن الأمير عبدالعزيز بن فهد، ابن الملك الراحل فهد، الذي ألقي القبض عليه بعد موسم حج هذا العام في سبتمبر/أيلول، أدخل المستشفى بعد برهة من إلقاء القبض عليه، مع أن مصيره غير معروف على وجه التأكيد حتى الساعة.
ونظراً إلى أن الاعتقالات والاستجوابات وسوء المعاملة تجري كلها داخل فنادق مملوكة لشبكة مقرها الرئيسي الولايات المتحدة وذات سمعة عالمية، فقد أثيرت تساؤلات حول كيف يمكن لسلسلة ماريوت إنترناشيونال أن تصمت وتسمح باستخدام مرافق تابعة لها بهذا الشكل.
وطلب موقع ميدل إيست آي من ماريوت إنترناشيونال أن توضح سياسة شركتها بشأن السماح باستخدام مرافقها كمراكز احتجاز، خاصة في ضوء ما تردد أن التعذيب يُمارس داخلها بحق المعتقلين.
وقال متحدث باسم الماريوت: "في الوقت الراهن لا يعمل فندق ريتز كارلتون، الرياض، وفندق كورتيارد، الحي الدبلوماسي، كفنادق تقليدية. ونحن في تواصل مع السلطات المحلية بهذا الشأن".
وأضاف: "مازلنا في تواصل مع الضيوف والمجموعات التي لديها حجوزات حالية، ونحاول أن نعمل معهم في سبيل مساعدتهم لإعادة ترتيب حجوزاتهم وتقليل ما قد يلحق بهم من متاعب في حلهم وترحالهم".