عثر عمال الإنقاذ على طفلٍ رضيع لا يزال حياً وبحالةٍ جيدة، بعد مرور 3 أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب الحدود الإيرانية-العراقية.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنَّ الطفل قد عُثر عليه بين أنقاض بلدة ساربول زهاب صباح يوم الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بعدما ضرب زلزال البلدة وبلغت قوته 7.3 درجة، وأسفر عن مقتل 530 شخصاً على الأقل، بحسب ما ذكرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وانتشرت صورة للطفل، الذي بدا مبتسماً وغير مكروب، على نطاقٍ واسع بين الإيرانيين على الشبكات الاجتماعية. ووصف العديد من الناس عملية إنقاذه بأنَّها "معجزة إلهية"، وعبروا عن أنَّ بقاء الطفل أمر باعث للأمل وسط هذه المأساة.
ونشرت قناة "الميادين" مقطع فيديو، قالت إنه لعملية إنقاذ الرضيع الإيراني، وظهر رجال كانوا يحاولون إخراجه من تحت الأنقاض.
وواصلت خدمات الطوارئ البحث عن الناجين يوم الخميس 16 نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن بعد 4 أيام من وقوع الزلزال، كان عدد الأحياء الذين يجري انتشالهم من حطام المباني السكنية يقل شيئاً فشيئاً.
وفي مدينة ساربول زهاب الكردية التي تعد الأكثر تضرراً، تعالج المستشفيات الميدانية الجرحى، فيما أقيمت خيام لـ70 ألف شخص شُرّدوا بعد تهدم منازلهم، ليحتموا فيها من برد الشتاء.
وتقول وكالات الإغاثة إنَّه ما تزال هناك حاجة إلى إقامة مأوى وتوفير البطانيات، وملابس الأطفال، والأدوية، والعلب الكبيرة لتخزين مياه الشرب.
لكن التبرعات من المغتربين الإيرانيين في الغرب وغيرهم ممن يريدون المساعدة واجهت بعض المشاكل؛ بسبب قواعد العقوبات الدولية؛ ففي الولايات المتحدة، كان إرسال الأموال مباشرةً إلى الناس داخل إيران ممنوعاً منذ قيام "الثورة الإسلامية" في عام 1979.
وفي محاولة لجمع الأموال ونشر التوعية، طرح إيراني حامل أوزان -والذي فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد ريو لعام 2016- ميداليته في المزاد بغرض جمع الأموال للضحايا.
وقال كيانوش روستامي، الذي نشأ في محافظة كرمانشاه بالقرب من ساربول زهاب، إنَّه كان يحاول "اتخاذ خطوة، مهما كانت صغيرة" لمساعدة المحتاجين بعد وقوع الزلزال.
وقال في منشور كتبه على إنستغرام يوم الأربعاء: "سأعيد ميداليتي الأولمبية التي ربحتها في ريو 2016 إلى من تنتمي إليه في حقيقة الأمر، إلى شعبي".
وتابع: "سأطرح ميداليتي في المزاد العلني، وستُمنح جميع الأرباح إلى من ضُربت منازلهم بالزلزال".
وكانت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أعلنت أنَّ زلزال الأحد الماضي الذي بلغت قوته 7.3 ريختر، قد تمركز على بُعد 31 كيلومتراً خارج مدينة حلبجة في شرق العراق.
وقد ضرب الزلزال على عمقٍ ضحل نسبياً يبلغ 23.2 كيلومتر؛ مما يؤدي عادة إلى أضرار أوسع على مستوى سطح الأرض، ووصلت الهزات إلى المناطق الغربية، مثل الساحل الإسرائيلي على البحر الأبيض المتوسط، وإلى الجنوب، مثل بغداد.
وأسفر الزلزال عن مقتل 436 شخصاً، وفق حصيلة رسمية جديدة أعلنها التلفزيون الرسمي، فيما كانت حصيلة سابقة قد تحدثت عن 433 قتيلاً.
وأفادت وسائل إعلامية إيرانية، نقلاً عن مصادر رسمية مختلفة، بأن عدد الجرحى نتيجة الكارثة يتراوح بين 7700 و9400، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
ويشار إلى أنَّ إيران، التي تقع جيولوجياً على العديد من خطوط الصدع (التي تؤدي إلى حدوث زلازل حين تتعرض الأرض لهزات)، معرَّضة لحدوث زلازل في أي وقت، فقد قتل زلزالٌ قوته 6.6 ريختر 26 ألف شخص بمدينة بم الإيرانية في عام 2003.