اعتبره عملاً عدائياً ضد بلاده.. الرئيس اللبناني: السعودية تحتجز الحريري وعائلته كرهائن وتفتشهم عند الخروج والدخول

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/15 الساعة 06:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/15 الساعة 06:20 بتوقيت غرينتش

اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون، الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، السعودية باحتجاز رئيس الوزراء سعد الحريري وعائلته رهائن، وذلك في أول تصريحات يقول فيها هذا علناً ووصف ما حدث بأنه "عمل عدائي ضد لبنان".

وقال عون في بيان: "لن نقبل بأن يبقى رهينة. لا نعلم سبب احتجازه".

وأضاف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، رئيس حزب التيار الوطني الحر الذي ينتمي له عون، أن الوضع غير طبيعي، لكن بيروت تريد "علاقات طيبة" مع الرياض.

وأكد عون أنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يعود إلى لبنان ويقدمها رسمياً شارحاً أسبابها، وهو ما قال الحريري إنه سيقوم به في غضون الأيام المقبلة. وقال ساسة مقربون من الحريري الأسبوع الماضي إن السعودية أجبرت الحريري على الاستقالة.

وقال عون: "لا شيء يبرر عدم عودة الرئيس الحريري بعد مضي 12 يوماً. وعليه نعتبره محتجزاً وموقوفاً".

وأضاف عون أن لبنان تأكد كذلك من أن أسرة الحريري محتجزة أيضاً. وقال في بيان: "لم نطالب بعودتها (أسرة الحريري) في السابق، لكننا تأكدنا أنها محتجزة أيضاً ويتم تفتيشها عند دخول أفرادها وخروجهم من المنزل".

ويحمل الحريري جنسية سعودية وتتركز ثروة عائلته في شركة (سعودي أوجيه) للمقاولات التي أسسها والده رفيق الحريري الذي تولى رئاسة الحكومة اللبنانية مرتين قبل اغتياله عام 2005.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، أمس الثلاثاء بعد لقائها مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إنها تتوقع أن يعود الحريري وعائلته إلى لبنان قريباً.

وقالت مصادر سياسية متنوعة في لبنان إن الحريري تبنى نهجاً أكثر توافقاً خلال المقابلة التلفزيونية التي أجراها يوم الأحد مقارنة ببيان استقالته الذي هاجم فيه إيران وحزب الله بشدة.

وأضافت المصادر أن ذلك عكس تراجعاً من الرياض بسبب الضغط الأوروبي.

وقال عون، الأربعاء، إن الرياض لم تستجب للبلدان العربية التي سعت لضمان عودة الحريري وإن هذا ما دفعه لطلب المساعدة من المجتمع الدولي.

ودعا رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الحريري إلى العودة إلى لبنان. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن من المقرر أن يصل وزير الخارجية جان إيف لو دريان إلى الرياض في وقت متأخر اليوم الأربعاء لبحث الأزمة اللبنانية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ويجتمع بالحريري يوم الخميس.

ولفرنسا علاقات وثيقة مع لبنان الذي كان خاضعاً للاحتلال الفرنسي في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. ويمتلك الحريري منزلاً في فرنسا أقام فيه عدة سنوات.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتيه-إسباني للصحفيين خلال إفادتها اليومية إن وزير الخارجية "سيؤكد أهمية تجنب أي تدخل واحترام مبدأ السيادة في المنطقة". وأضافت أن الوزير "سيؤكد ارتباط فرنسا باستقرار لبنان في هذا السياق".

واتهمت إيران، العدو الإقليمي اللدود للسعودية، الرياض بأن لها "حسابات خاطئة متعددة" في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة أنباء فارس عن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله إن الرياض ارتكبت في لبنان "خطأ طفوليا للغاية".

وبعد أقل من ساعة على صدور موقف عون، أكد الحريري في تغريدة على تويتر أنه بخير وسيعود قريباً. وكتب باللغة العامية "بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم، وحاتشوفوا".

وقدَّم الحريري استقالته بشكل مفاجئ من رئاسة الحكومة، في الرابع من الشهر الحالي، موضحاً أن من أبرز أسباب استقالته عدم احترام حزب الله -أحد أبرز مكونات الحكومة- سياسة النأي بالنفس، وتدخله في نزاعات في المنطقة، بدفع من إيران.

تحميل المزيد