التقى البطريرك الماروني اللبناني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وكذلك رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، خلال زيارة تاريخية للسعودية، التي تحظر ممارسة شعائر الديانات الأخرى، لكن تبدي رغبتها في الانفتاح على العالم.
وتعتبر الزيارة الرسمية لرجل دين كبير وغير مسلم مثل الراعي انفتاحاً دينياً نادراً من قبل السعودية، التي يوجد على أرضها أهم المقدسات الإسلامية، ولا تسمح لغير المسلمين بممارسة طقوسهم علنا.
والراعي هو بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للمراونة. وللكنيسة المارونية وجود في لبنان وسوريا وقبرص.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن الراعي ناقش خلال لقائه مع العاهل السعودي "أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم".
والتقى الراعي لاحقاً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك سعد الحريري حليف السعودية، الذي استقال من منصب رئيس وزراء لبنان، في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في خطوة اعتبرها ساسة لبنانيون كبار رضوخاً منه لضغوط من الحكومة السعودية.
وقال الحريري إن استقالته جاءت بسبب مؤامرة لاغتياله، واتهم إيران وجماعة حزب الله اللبنانية بنشر الفتنة في العالم العربي.
وتبنَّى ولي العهد الأمير محمد (32 عاماً) نهجاً أكثر تشدداً تجاه إيران، منذ توليه مسؤوليات واسعة خلال العامين الماضيين منها عمله وزيراً للدفاع.
ويدعم الأمير محمد مزيداً من الحريات الاجتماعية، في بلد ظلت السلطة فيها معتمدة على توافق بين العائلة الحاكمة ورجال الدين المتحكمين في المذهب الوهابي، الذي نشأ بالأساس في السعودية.
وجرى بالفعل تقليص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتخفيف قيود الاختلاط بين الجنسين من غير المحارم، كما منحت المرأة حق قيادة السيارة بدءاً من العام المقبل.
والراعي هو ثاني بطريرك مسيحي يزور السعودية منذ عام 1975. وكانت رحلته مقرَّرة قبل الأزمة السياسية الحالية في لبنان. وقال الراعي إن الدعوة الأصلية لهذه الزيارة وصلته عام 2013.