قتل الإرهابي الذي صدم بسيارته أكثر من 20 مدنياً بعد ظهر أمس، الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول، في نيويورك 5 أصدقاء كانوا يزورون المدينة قادمين من الأرجنتين، من أجل اجتماع لمّ شملٍ للمدرسة التي تخرَّجوا فيها.
وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية في بيان نشرته فرانس برس، إن الخمسة "هم مجموعة أصدقاء كانوا يحتفلون بالذكرى الثلاثين لانتهاء دراستهم في مدرسة البوليتكنيك" في روزاريو، المدينة الواقعة على بعد 300 كلم شمال العاصمة بوينوس أيرس.
وأضافت أن أرجنتينياً سادساً كان من ضمن مجموعة الأصدقاء هذه أصيب بجروح في الاعتداء.
وقد قُتِل كلٌ من: أريل إرليج، ودييغو ميندوزا، ودييغو إنريك أنخيليني، وأليخاندرو داميان بانيوكو، وهيرنان فيروتشي عندما قاد مَن يُزعَم أنَّه رجلٌ أوزبكي يُدعى سيف الله حبيب اللهفيتش سايبوف (29 عاماً)، شاحنته مسافة 17 حاجزاً داخل مسارٍ مُخصَّص للدراجات الهوائية في منطقة ذات مناظر خلَّابة في منطقة ويست سايد بحي مانهاتن في ولاية نيويورك الأميركية.
وأُودِع المستشفى رجلٌ سادس من المجموعة، يُدعى مارتن لودوفيكو مارو، بعد الحادث الذي أسفر عن مقتل ما مجموعه 8 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 15 شخصاً.
والأمر الأكثر مأساوية هو أنَّ إرليج، الذي يُدير مصنعاً للصلب في الأرجنتين، قد دفع من ماله الخاص لضمان تمكُّن اثنين من أعضاء المجموعة من الحضور، وذلك بحسب تقارير إخبارية محلية، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأكَّدت الحكومة الأرجنتينية مساء الثلاثاء أنَّ معظم المجموعة – وجميعهم من دفعة عام 1987 – قد سافروا إلى نيويورك من أجل اجتماع لمّ شملٍ مدرسي.
وعند الوصول إلى نيويورك، قابلهم مارو، وهو الرجل الذي أُصيب في الهجوم.
ووفقاً لصحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية، فإنَّهم جميعاً قد تخرَّجوا في إحدى كليات الفنون التطبيقية بمدينة روزاريو الأرجنتينية، وحين وقعت الحادثة كان قد مرَّ على وجودهم في نيويورك عدة أيام.
وقال ماتيو استريمي، القنصل العام الأرجنتيني لدى الأمم المتحدة، لصحيفة نيويورك بوست الأميركية إنَّ المجموعة كانت موجودة بالقرب من مدرسة ستايفيسانت الثانوية حين صدمها القاتل بشاحنته، في نهاية قيادته الجنونية.
وقال: "نحاول إيجاد طريقة لمتابعة الوضع، خصوصاً مع العائلات. إنَّهم يشعرون بالضياع تماماً كونهم بعيدين للغاية عن أقاربهم. ولا يعرفون ما يجب القيام به".
وقال إنَّه حتى أولئك الذين نجوا أُصيبوا بندوبٍ فظيعة جرَّاء الهجوم. وأضاف: "لقد دُمِّروا. ولا يزالون في حالة صدمة لأنَّهم لا يستطيعون تصديق أنَّ ذلك قد حدث".
وقالت الحكومة الأرجنتينية في بيانٍ لها إنَّ مارو "قد أُودِع مستشفى بريسبيتاريان في مانهاتن للتعافي من الإصابات التي تعرَّض لها، وأنَّه في مأمنٍ من الخطر".
مارو هو عالِمٌ في معاهد نوفارتس للأبحاث البيولوجية الطبية بكامبريدج، في حين أنَّ زوجته، ماريانا داغاتي، تعمل مهندسة معمارية، وعاشا في مدينة نيوتن لما يقارب 7 سنوات.
وقالت الحكومة الأرجنتينية في بيانها: "تواصل القنصلية العامة العمل بتواصلٍ دائم مع سلطات الشرطة والمستشفى التي استقبلت الضحايا، وكذلك مع أقاربهم بالأرجنتين. ونشارك الأسر تلك اللحظة المريعة من الألم العميق، والتي يتشاركها جميع الأرجنتينيين".
ولم تكن الأرجنتين هي البلد الأجنبي الوحيد الذي تأثَّر مواطنوه بالهجوم.
إذ أكَّد ديديه رينديه، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي، أنَّ مواطنةً بلجيكية كانت ضمن القتلى، وأُصيب 3 آخرون.
وقال رينديه لوكالة أنباء "بيلجا" البلجيكية إنَّ الضحية القتيلة كانت سيدة من مدينة رويسلاري، وكانت تزور نيويورك برفقة شقيقتها ووالدتها. وليس من الواضح ما إذا كان أفراد أسرتها هم الضحايا البلجيكيين الآخرين، أو – إن كان الأمر كذلك فعلاً – مَن هو الشخص الثالث المصاب.
وغرَّد رينديه على موقع تويتر قائلاً: "أُعلن ببالغ الحزن وجود ضحية بلجيكية في مانهاتن. وأعبِّر عن تعازيّ للعائلة والأصدقاء".
وقال إنَّ الثلاثة الآخرين الذين أُصيبوا كانوا "في غرفة العمليات".