ترك رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، منصبه، الأربعاء الأول من نوفمبر/تشرين الأول، تاركاً لابن شقيقه مهمة المصالحة مع الحكومة المركزية في بغداد ومع الدول المجاورة ومع أحزاب كردية منافسة بعد فشل استفتاء على الاستقلال.
قال مسؤولون أكراد إن نيجيرفان بارزاني الذي تولى منصب رئيس الوزراء أصبح الآن الشخصية الرئيسية الممثلة للسلطة في إدارة الإقليم الكردي المتمتع بالحكم الذاتي في أعقاب تخلي عمه عن الرئاسة.
من جهة أخرى، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم غالن، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصدد تحديد موعد للقاء رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان البارزاني.
وتعليقاً على طلب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق لقاء الرئيس التركي، قال غالن إنه "سيتم تقييم الطلب والقرار الأخير للرئيس أردوغان"، بحسب ما أعلنه في مؤتمر صحفي نقلته قناة "تي آر تي" التركية.
وأضاف: "لا نحمل عداوة لأي عرق أو طائفة وما نريده هو وحدة العراق بدليل أننا لم نغلق معابرنا أمام مواطني العراق"، لافتا إلى أن "إلغاء نتائج الاستفتاء في إقليم شمال العراق هو طلب من جميع دول وحكومات العالم وليس طلب تركيا فقط".
وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية السابق للعراق ويعمل الآن مستشاراً لحكومة كردستان العراق وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم: "رئيس الوزراء سيصبح الشخصية الرئيسية خلال هذه الفترة الانتقالية".
وتولى مسعود بارزاني (71 عاماً) إدارة الإقليم الكردي بقبضة حديدية منذ عام 2005 وازدهر الإقليم في عهده.
لكنه أعلن استقالته يوم الأحد على أن تسري اعتباراً من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن أتى استفتاء يوم 25 سبتمبر/أيلول بنتائج عكسية ودفع الحكومة المركزية لإرسال قوات لاستعادة أراض يسيطر عليها الأكراد خارج حدود إقليمهم المتمتع بالحكم الذاتي.
وكشف الاستفتاء ورد الحكومة عليه كذلك انقسامات كبيرة بين الأكراد. فاتهم مسعود برزاني خلال خطاب تنحيه منافسيه "بالخيانة العظمى" لتسليمهم الأراضي دون قتال.
وينظر لابن أخيه نيجيرفان (51 عاماً)، الذي عمل رئيساً للوزراء على امتداد الفترة من 2006 باستثناء 3 سنوات، في أوساط السياسة الكردية باعتباره شخصية أقل إثارة للاستقطاب ويقيم علاقات أكثر ودية من عمه مع الأحزاب الكردية الأخرى.