6 أشياء سيئة يجب أن تعرفها عن نظام الائتمان الشامل في البنوك

لقد كنت مشتركة في الائتمان الشامل مدة عامين تقريباً حتى الآن، وهو عبارة عن مطلب مشترك مع شريك حياتي. منذ البداية، كان السبب في الكثير من التوتر والصعوبات المالية بالنسبة لنا. سأحاول شرح هذه المشاكل حسب التسلسل الزمني وبإيجاز.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/30 الساعة 07:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/30 الساعة 07:53 بتوقيت غرينتش

لقد كنت مشتركة في الائتمان الشامل مدة عامين تقريباً حتى الآن، وهو عبارة عن مطلب مشترك مع شريك حياتي. منذ البداية، كان السبب في الكثير من التوتر والصعوبات المالية بالنسبة لنا. سأحاول شرح هذه المشاكل حسب التسلسل الزمني وبإيجاز.

أتصور في البداية أن المشكلة الأكثر شيوعاً، هي أن تجد نفسك في دوامة من الإيجارات المتأخرة والديون الكثيرة؛ بسبب الانتظار الطويل للحصول على أي أموال. كان لدينا أكثر من 600 جنيه إسترليني من الديون لهذا السبب، وحتى دفع ذلك المبلغ الصغير نسبياً، هو أمر في غاية الصعوبة حين يكافح المرء طوال الوقت لتلبية نفقات المعيشة. فضلاً عن الضغط العصبي من كون المرء مديوناً وتلقي رسائل من المجلس. وأود أن أشير هنا أيضاً إلى أنه بعد جعلنا مديونين لهذا النظام، فإنه سيُخصم 100 جنيه إسترليني شهرياً من أموالنا لسداد الدين الذي تسبب فيه الائتمان الشامل في المقام الأول.. يا لها من مفارقة!

كانت هذه هي المشكلة الأولى، ونحن نقف بالكاد على أقدامنا نكافح للحاق بدفع الدين في موعده. أعتقد أنه من المهم الآن شرح بعض الظروف الشخصية التي تمسنا في ظاهرة الائتمان الشامل، فمن المهم أن نتذكر أن حياة الكثير من الناس في الواقع تتأثر بهذه المشكلة.

اسمحوا لي بأن أصف لكم المشهد، انتقلت أنا وشريكي إلى شقة جديدة للتو واكتشفت أنني حامل، بسرعة قرر شريكي البحث عن عمل (نحن نعيش في بلدة صغيرة جداً؛ ومن ثم ليس هناك العديد من الوظائف المتاحة)، وكنت قد بدأت للتو العمل نادلة في حانة، ومع أجور الشهر الأول حصلت على خصم ضريبي بقيمة تصل إلى 300 جنيه إسترليني تقريباً، رددت في داخلي: يا له من حظ! لا يحدث ذلك إلا حينما كنا نحاول إنشاء منزلنا الجديد والاستعداد لوصول المولود. ولأننا لم نعرف إلا القليل عن الأمر، فقد عرفنا لاحقاً أنه ليس سوء حظ كما ظننا؛ لأنه في الواقع يعتبر دخلاً، ويتم خصمه من الائتمان الشامل الخاص بكل فرد.

لسوء حظنا، قمنا بالدفع في بداية فترة تقييم الضريبة لدينا؛ أي قبل يوم دفع الائتمان بأسابيع قليلة وقد أنفقناها بشكل مُرضٍ. ومن الجدير بالذكر هنا، أننا لا نملك حساباً إلكترونياً؛ لذلك تصير الديون مفاجئة لنا كل شهر، تخيل صدمتي وفزعي حين راجعت حسابي في البنك، فوجدت أن المبلغ في الحساب هو "صفر"؛ بسبب خصم ضرائب دائن 300 إسترليني التي تلقيتها قبل 3 أو 4 أسابيع!

ومن دون أن يصل إلينا أي إشعار أو إنذار، سُحبت كل أرباحنا، طبعاً لو كان لديّ علم بهذا لما صرفت كل هذه الأموال على احتياجات الطفل، كنت في حالة ذهول.. حد الهستيريا (وهي مضرّة جداً لحملي)؛ إذ كيف يمكننا العيش خلال هذا الشهر؟ هل سنعيش على تنفس الهواء فقط؟ وحمداً لله على وجود صندوق الرعاية الأسكتلندية التي أعطتنا بعض المال لأجل الكهرباء والغذاء، كما أقرضتنا أُسرنا مبالغ صغيرة من المال، ومع ذلك كانت النتيجة المزيد من الديون والمزيد من التوتر.

على الرغم من الديون الإضافية والإجهاد الناتج عن الائتمان، تمكنّا بطريقة ما من البقاء على قيد الحياة في أثناء حملي، من دون بدل الأمومة. حصل شريكي على وظيفة قبل شهر من موعد الولادة، تنفّست هنا الصعداء، فلا مزيد من الديون لا مزيد من عدم الاستقرار المالي، لا مزيد من الشعور بالعجز ولا يشعر المرء بأنه ضحية للنظام. وأخيراً حصلنا على الاستقلال، والآن يمكننا أن نُخرج أنفسنا من الحفرة التي وضعَنا فيها نظام الائتمان الشامل، لكننا للأسف لم نستطع التخلص نهائياً؛ نظراً إلى أن شريكي يحصل على أجر ضئيل (الحد الأدنى من الأجور) لم نتمكن من التخلص من الائتمان.

ولأن شريكي يحصل على أجر أسبوعين فقط في الشهر، فلقد تم وضع الائتمان لنا أيضاً كل شهرين. لكن مهلاً! الدفعة الأخيرة التي تلقيناها كانت 250 جنيهاً إسترلينياً، ومن المنطقي أن نحصل على المبلغ نفسه في الشهر التالي، ولكن لم نملك هذا الحظ الوافر، فلقد تسلّمنا فقط 79 جنيهاً إسترلينياً في الشهور التي تلتها، وحينما اتصلت أستفسر وجدت أنه على ما يبدو، بعض العائدات تُحسب بعد 4 أسابيع وأخرى بعد 5 أسابيع!

للأسف، لا تنتهي حكايتي هنا مع الائتمان، فلقد قررنا أنا وشريكي أن نتخلص من نظام الائتمان في حياتنا؛ بسبب كل تجاربنا السلبية وقدمنا طلباً للحصول على اعتمادات ضريبية بدلاً منها، هاتفت نظام الائتمان وطلبت منهم إيقافه فردَّ عليّ مستشاري المالي بأني لا أملك الحق في إيقافه، ولأننا ما زال علينا ديون إيجار ومدفوعات مالية اجتماعية معلقة (من ديسمبر/كانون الأول عام 2011؟ لماذا انتظرت كل هذه الديون الفترة التي صار فيها شريكي باحثاً عن عمل؟!) لا يمكننا التخلص من الديون حتى نسدد كل هذا.

نصحوني في الهاتف بأن نلجأ إلى الإدارات ذات الصلة بإدارة المال لندير نظام دفعنا؛ حتى نتمكن من التخلص من ديوننا. ما لا يقل عن 12 مكالمة هاتفية مزعجة في وقت لاحق، جعلتني أدرك أن هذه النصيحة محض وهْم. حين تقدمت بشكوى لنظام الائتمان، تحدث معي المدير وأكد لي أن المستشار الذي حدثني في السابق لم يكن دقيقاً في كلامه.

لا أريد المضي في الشرح؛ فأنا نفسي مللت، ولكن دعوني أشرح لكم مشكلتي الحالية مع نظام الائتمان الشامل. تمكنت أنا وشريكي عن طريق نظام الائتمان الشامل من سداد ديون الإيجار. حمداً لله، دفعنا الكثير في شهر حتى صرنا دائنين للمجلس، كان شريكي يدفع الإيجار من قرض مباشرةً؛ لذلك ظننت أني يمكنني الاتصال بالبنك وأطلب أن يضم إيجار السكن في حسابي وليس من خلال المجلس. بطريقة أو بأخرى، حصل سوء فهم لطبيعة الطلب من قِبل مستشار الائتمان الذي تحدثت إليه فقاموا بإلغاء عنصر السكن لدى حسابنا.

على الرغم من أننا لم نتمكن من الحصول على جميع الأموال التي كانت من حقنا، واصلنا دفع الإيجار وكان هذا في يونيو/حزيران من العام الحالي، كنت أتواصل بشكل دائم مع الائتمان؛ لأتابع نصائحهم في حل هذا الوضع، كل ما كنت أحتاجه هو أن يعطي المجلس الإذن لي لدفع السكن وليس لنظام الائتمان الشامل.

لسوء حظي، كان موظف الإسكان في مدينتي ليس صاحب كفاءة، فمنذ يونيو/حزيران كنت أتصل بالائتمان الدولي وأذهب إلى المجلس لحل هذه المسألة، بعد 3 أشهر قام شخص تابع لنظام الائتمان الدولي أخيراً بردّ أموالي الخاصة بعنصر السكن (التي كنتُ قد دفعتها بتاريخ مسبق) إلى المجلس. واسمحوا لي بأن أكرر هذه النقطة لتأكيدها، الأموال الخاصة بالسكن والتي كان من المفترض أن ترجع لي ولشريكي ذهبت إلى المجلس بدلاً من ذلك. أدخلني هذا في حالة من الذهول، فكل هذه الأشهر من المكالمات الهاتفية والاجتماعات مع المجلس وما إلى ذلك أسفرت عن أسوأ نتيجة يمكن أن تحدث، بالنسبة لنا على الأقل.

حصلت على مكالمة من نظام الائتمان يعتذرون فيها عن إيقافهم التكفل بدفع الإيجار ودفع المال إلى المجلس، قيل لي إنهم حصلوا على الإذن الذي كانوا يحتاجونه من المجلس؛ ومن ثم فإن أموال السكن في المستقبل سترجع لي، ولكن قيل لي أيضاً إنني يمكنني مطالبة المجلس باستعادة هذه الأموال. يا لها من نتيجة!

وهذا هو الوضع الحالي، فلقد تقدمت بطلب الحصول على هذا المبلغ (991.94 جنيه إسترليني)، وكنت في انتظار وصول الشيك من المجلس هذا الأسبوع، لكن أنظر جيداً، ما هذا؟ المجلس يرفض إعادة المال! بفضل نظام الائتمان الشامل خسرنا نحو ألف جنيه إسترليني!

لذلك، دعونا نلخص أخطاء وإخفاقات الائتمان الشامل في تجربتي:
• متأخرات الإيجار والديون الناتجة عن الانتظار الطويل لأي أموال.
• انعدام وجود توافق واتساق، وعدم حصولنا على إشعار بمبالغ الدفع.
• إن المال المستحق في الضرائب الزائدة، في الواقع يتركك أسوأ حالاً؛ إذ يتم احتسابه كدخل.
• العديد من المكالمات الهاتفية التي تقوم بها، ويجب أن تكون على نفقتك.
• تقديم المشورة غير الصحيحة وغير المنظمة.
• الأخطاء مكلفة جداً؛ مما يؤدي إلى فقدان مبالغ كبيرة من المال.

في كل لحظة عندما أستيقظ، أبكي بسبب نظام الائتمان الشامل، لا أستطيع أن أرى وسيلة للتخلص منه. حتى عندما حصل شريكي على وظيفة، لم نتخلص من التوتر والمشاكل الناجمة عن كونها تحت نظام الائتمان الشامل. يكاد يكون من المستحيل تنظيم الميزانية ومواكبة الإيجار والفواتير وأنت لا تعرف كم من المال ستربح. وأنا أعلم أن تجربتنا ليست سيئة جداً بالمقارنة ببعض الناس.

نظام الائتمان الشامل يدمر الناس بدلاً من مساعدتهم. لقد بدأت أعمل منذ أن كنت في الخامسة عشرة، وكنت أدفع بانتظام في هذا النظام، لماذا حين احتجت بعض المساعدة وتعسرت تعرضت لكل هذا؟!

عدد لا يحصى من الأُسر يعاني، والكثير من الذين يعملون، يقعون تحت ضغط مالي من الديون، يدفعهم إلى حافة الهاوية عاطفياً ونفسياً. إنه بلاء، وفضيحة على المملكة المتحدة، يجب أن نفعل شيئاً.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد