في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1934، أعلن رئيس حكومة كتالونيا المتمتعة بحكم ذاتي يويس كومبانيس "دولة كتالونيا"، في إطار جمهورية إسبانيا الاتحادية، وبعد عشر ساعات وسقوط عشرات القتلى استسلم.
وما إن أعلن ذلك حتى بدأت الأحزاب اليسارية "إضراباً عاماً ثورياً"، احتجاجاً على دخول ثلاثة وزراء من تحالف لأحزاب اليمين، يحمل اسم "الكونفدرالية الإسبانية لحقوق الحكم الذاتي"، إلى الحكومة.
وقال كومبانيس من على شرفة مقر الحكومة الكتالونية "أيها الكتالونيون، في هذه الساعة وباسم الشعب والبرلمان، تتولى الحكومة التي أرأسها كل السلطات في كتالونيا، وتعلن دولة كتالونيا في الجمهورية الفدرالية الإسبانية، وتدعو قادة الاحتجاج العام على الفاشية من أجل إقامة العلاقات معهم وتعزيزها، إلى تشكيل حكومة مؤقتة للجمهورية في كتالونيا".
ولم يستشر كومبانيس على ما يبدو قادة الإضراب العام، ولم تكن الجمهورية الإسبانية الثانية اتحادية.
قبل ذلك وفي خطوة سابقة، لم تنتظر كتالونيا تبني دستور ديسمبر/كانون الأول 1931، وأعلنت نفسها جمهورية، منتزعة حكماً ذاتياً لم يكن يتناسب إلا مع نموذج دولة فدرالية.
واضطرت حكومة مدريد حينذاك لإجراء مفاوضات شاقة، لتستعيد مستوى من صلاحياتها مقبولاً من الدولة الاتحادية الجديدة.
ولم يتأخر ردُّ الحكومة بعد إعلان كومبانيس. فقد رفض القائد العسكري لكتالونيا الجنرال دومينغو باتيت الامتثال لأوامر حكومة الإقليم، وأعلن حالة الحرب بعد التشاور مع حكومة مدريد.
وقُتل جندي من المشاة برصاص مسلح، وردَّ الجيش بقصف مدفعي. وأسفرت المواجهات ليلاً عن سقوط بين 46 و80 قتيلاً، حسب المؤرخين.
وعند الساعة السادسة من صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد عشر ساعات على إعلان "دولة كتالونيا"، أعلن كومبانيس استسلامه للجنرال باتيت.
وقد أوقف مع حكومته وعدد من النواب. وتناقلت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم صورتهم في السجن.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول، صدر مرسوم ينص على تعليق الحكم الذاتي لكتالونيا نهائياً.
لجأ كومبانيس إلى فرنسا بعد الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، وأوقفه الألمان في 1940، وقاموا بتسليمه إلى الجنرال فرانسيسكو فرانكو، الذي كان يحكم إسبانيا بقبضة من حديد.
وقد أُعدم في 15 أكتوبر/تشرين الأول، في قلعة مونتجويك، المطلة على مدينة برشلونة.
وتحوَّل كومبانيس بذلك إلى بطل الاستقلاليين الكتالونيين.