5 طرق للتعرف على الأخبار المزيفة على شبكة الإنترنت

وفي ظل هذا العالم الغربي الرقمي المتوحش، سيكون من مسؤوليتنا أن نتحرى ما إذا كان ما نقرأه حقيقياً أم لا، وإلا سنخاطر بسلامة عقولنا التي تتعرض لعملية غسيل ممنهجة عن طريق هذا الزيف.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/26 الساعة 08:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/26 الساعة 08:14 بتوقيت غرينتش

هل اطلعتم على الخبر الذي يقول إن بوتين أصدر مذكرة اعتقال بحق جورج سوروس؟ ماذا عن خبر رحيل مورغان فريمان عن عمر يناهز الثمانين عاماً؟

إذا شعرتم أن ما قيل يبدو نوعاً من الأخبار، فلا بأس. إلا أن جميعها ليس حقيقياً من الأساس.

تنتشر الأخبار الزائفة في كل مكان، وتتخفى لتبدو أخباراً حقيقية وموثوقة.

أما المثير بشأن هذه التخيلات هو أنها تبهرني دائماً، وتجعلني أشكك في فهمي للأحداث الحالية، أو تجعلني أتفوه أحياناً بألفاظ سيئة اعتراضاً على الخبر. يعود السبب في هذا إلى أن الأخبار الزائفة تكون دائماً سياسية وممتلئة بشحنة ما تتعلق بمواضيع الأجناس أو الإجهاض أو حقوق المثليين أو الحروب أو الهجرة.

يرغب مرتكبو هذه الجريمة أن يؤلموكم، كي يصلوا إلى غايتهم عبر اتباع سياسة "فرِّق تسُد".

وقد رأينا مؤخراً كيف تتطور هذه الأخبار، وكيف يمكن أن تكون مدمرة. فقد ساعدت في وصول ترامب إلى المكتب البيضاوي وشككت في الديمقراطية الأميركية. تسببت الأخبار القائمة على الكذب في إثارة حوادث إطلاق نار، ومظاهر الكراهية، بل إنها تسببت في زعزعة سوق الأوراق المالية.

ويبدو أن الأمر يسوء؛ فقد أشار مركز بيو للأبحاث إلى أن 23 في المائة من الأميركيين شاركوا على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي أخباراً زائفة (سواء كانوا يعرفون ذلك أم لا)، فضلاً عن أن 64 في المائة من الأميركيين مشوشون حول الأحداث الحالية؛ لأن الحجم الهائل للمعلومات يربكهم.

تتخذ بعض الشركات، التي تورطت في استمرار انتشار الأخبار الزائفة، خطوات من أجل مواجهة هذا الكم الكبير.

تعهد جوجل على سبيل المثال حظر المواقع التي تنشر الأخبار الزائفة، كما أغلق فيسبوك ملايين الحسابات الزائفة وينفذ في الوقت الحالي أنظمة لضمان الشفافية حول ما ينشر في تحديثات الأخبار.

ولكن في ظل استمرار الأخبار الزائفة في الانتشار دون أن يُكبح جماحها، هل تكفي هذه التدابير التفاعلية لإيقاف هذا السيل؟ الإجابة هي: ليس لدي أدنى فكرة ولست متأكداً من ذلك.

بما أننا نواصل الانحدار نحو عصر يدعم الصحافة القائمة على عضوية وتنتشر فيه مشاركة الأخبار من خلف الشاشات، فإنني أعتقد أن جيلي والجيل القادم هم من عليهم تحري الحقيقة.

إننا نعلم بالفعل أن شبكة الإنترنت ممتلئة بالقصص الزائفة التي تنشرها شخصيات غامضة وكُتاب يدعون أنهم ساخرون. ونعلم أننا نقع تحت رحمة الخوارزميات التي صنعها الإنسان.

وفي ظل هذا العالم الغربي الرقمي المتوحش، سيكون من مسؤوليتنا أن نتحرى ما إذا كان ما نقرأه حقيقياً أم لا، وإلا سنخاطر بسلامة عقولنا التي تتعرض لعملية غسيل ممنهجة عن طريق هذا الزيف.

إليكم خمس خطوات بسيطة أستخدمها لمعرفة ما إذا كان الخبر حقيقياً أم لا:

1- ابحث عن الانحيازية في الخبر
تعلمت في مدرسة الصحافة أن الخبر لا بد أن يكون تحليلاً موضوعياً للأحداث الحالية، و مدعوماً بالحقائق.

لذا فإن أي لغة تحريضية في سياق الخبر أو على أي موقع قد تعني أن المؤلف أو المنصة الإخبارية تحاول أن تقنعكم بشيء بدلاً من أن تخبركم بشيء.

وإذا شعرتم بالضيق الشديد، تحققوا من سبب الانحيازية وفكروا في سبب نشر الأخبار بهذه الطريقة، وبعد هذا توخوا الحذر في حكمكم.

2- ضعوا المصدر في عين الاعتبار

يحرص الصحفيون المعروفون على أن يحصلوا على الروايات من المصدر المباشرة، وأن يتحققوا من أخبارهم، ويضيفوا الروايات المنقولة على لسان الأشخاص.

لذا ابحثوا عن المراجع والروابط التي تحيلكم إلى مصادر موثوقة؛ إذ إن ندرة المصادر أو الروايات المنقولة من المصدر مباشرة قد تشير إلى وجود خطأ ما.

كما يستحق الأمر البحث عن الكاتب على مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من مؤهلاته ووجهات نظره.

3- الكتاب يُعرف من عنوانه

تمتلك المواقع الإخبارية المهنية شكلاً محدداً، فستجدون أن لديها شعاراً وصوراً عالية الجودة وخطوط كتابة متسقة ونطاق إنترنت ثابتاً: مثل .com أو .org مثلما هو الحال في موقع abcnews.com وهو مصدر أخبار موثوق.

ولكن عندما يتغير هذا النطاق إلى abcnews.com.co فاعلم أنه ليس كذلك رغم التشابه بين النطاقين. فإذا بدا النطاق زائفاً، فاعلم أن الخبر قد يكون زائفاً هو الآخر.

4- مزيد من التحقق

لعلكم لاحظتم أن عملية نشر الأخبار متشابهة عبر المنصات الإخبارية، فعلى كل الحال خبر اليوم لا يختلف بين منصة وأخرى. فإذا كانت المنصة هي وحدها التي تنقل الخبر، فإما أنهم أحدثوا سبقاً صحفياً أو أنه ليس خبراً من الأساس.

5- اعثر على منصة إخبارية موثوقة، واستمر في متابعتها

عندما تجد مصدراً موثوقاً للأخبار، فإن هذا يعني أنك لست في حاجة إلى التدقيق في كل مرة ترى فيها أي عنوان على هذا الموقع. إليكم قائمة بالمواقع الصحفية والمنظمات التي تمتلك باعاً طويلاً من نشر الأخبار الصحيحة، كما أن لديهم القواعد الأخلاقية الخاصة بهم.

وفي نهاية المطاف، يعاني الجمهور كله من الأخبار الزائفة. كما أننا نحن المستهدفون من ورائها، والأقرب للحقيقة أن الأمر سيزداد سوءاً، فمن السهل أن تنشئ موقعاً وتكتب أي شيء تريده. وعلى كل حال، هذا هو السبب الذي يمكّنك من قراءة هذه الكلمات.

إننا في حاجة إلى استيعاب كيفية الوصول إلى الحقيقة في بحر من التخيلات، وأن نتعلم الاعتياد على هذا الملمح الجديد في عالم الصحافة والأخبار.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على الموضوع الأصلي، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد