استغرق الأمر 10 سنوات، وثماني حالات حمل، وست حالات إجهاض، والكثير من الألم لأصبح أماً لطفلين.
ثماني سنوات مرت على ولادة طفلي الأول، والآن فقط بدأت في إدراك تجربة التحول المشحونة بالمشاعر التي أوصلتني إلى الأمومة.
عندما بدأنا رحلتنا نحو الأسرة والأطفال كنا مشغولين بالتقدم الجيد في الحياة، سعداء في الزواج، كنا شباباً منتعشين ومتحمسين.
مثل العديد من الناس، ابتهجنا لوجود خطين أزرقين على اختبار الحمل. أخبرنا أقاربنا وأحبابنا. لم يكن لدينا ما يدعو للقلق،عندما ذهبنا للمراجعة في الأسبوع الثاني عشر، في هذه اللحظة اتخذت قصتنا منعطفاً سيئاً.
دون تحذير مسبق، تغيرت علينا المسؤولة عن الموجات فوق الصوتية وطلبت المساعدة. كنت أعرف، كنت أرتجف وأغمي على زوجي تقريباً من الصدمة، لن ننسى كلماتهم: "آسفة، لا يوجد نبض".
كانت هذه البداية فقط، اُستُهلِكت حياتنا عبر خمس حالات أخرى من حالات الحمل المنكوب، بما في ذلك حالات الحمل خارج الرحم المعقدة والمؤلمة للغاية، مررنا بعمليات عديدة واختبارات لا نهاية لها وعينات.
بالإضافة إلى مرتين من التلقيح داخل الرحم، فضلاً عن سنوات من الضغط البدني، كان الاضطراب العاطفي هائلاً، لدرجة أنني قد أبعدت الكثير من ذلك من ذهني.
في ذلك الوقت، تُركنا للتساؤل المتخبِط في حالتنا القلقة، لم نحصل على أي إشراف مهني ولم يكن لدينا إمكانية الوصول إلى الدعم الذي يتوفر الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، لقد جربنا الفقد وشعرنا بالوحدة.
واجهت صعوبة في التعامل مع الأشياء التي كان الناس يقولونها لنا، حتى إن الأطباء المهنيين قالوا لنا: "على الأقل تستطيعين الحمل"، أو "لم يكن مقدراً في هذه المرة"، أو "ربما كنتِ شديدة التوتر".
دون تفسيرات أخرى، بدأت أعتقد أن الأمر كله كان خطئي. فعلت كل شيء لتغييره: تخليت عن الكحول والكافيين، تناولت طعاماً صحياً، خفضت ساعات عملي، قمت بعلم المنعكسات وحصلت على كلب! وفقط عندما كنت على وشك فقدان الأمل، حدث الحمل السابع. وبشكل قاسٍ فقدنا كلبنا الحبيب في حادث مأساوي عندما كنت حاملاً في الشهر السادس.
كنت قلقة بشكل رهيب طوال فترة الحمل، ولم أجرؤ على تصديق أنه سيكون على ما يرام، ولكن بعد ولادة صادمة وبعد الأسابيع الأولى الصعبة، عدنا لمنزلنا بصحبة رضيع جميل وبصحة جيدة.
بعد ثلاث سنوات، كان لدينا ابن آخر، وسأبقى ممتنة إلى الأبد؛ لأننا حصلنا على أطفال في النهاية.
حتى يومنا هذا، لا أصدق نفسي عندما أراهم نائمين.
ماذا أرى عندما أنظر إلى الوراء الآن؟
أرى زوجين شابين بقلبين منفتحين تغيّرا فجأة إلى الانعزال والكفاح. ناضلنا للحفاظ على الإيجابية، للحفاظ على تقدم حياتنا المهنية، للتعامل مع فقدان عميق ومتكرر وعدم يقين، والبقاء متفائلين في حين أن الآخرين من حولنا كان لديهم أطفال.
كنا متخمين بالحديث الذاتي السلبي، والحيرة في ظل عدم وجود إجابات وعذاب الأسئلة مثل "لماذا نحن؟"، و"ماذا فعلنا لنستحق هذا؟" كان الأمر شديد الكآبة.
ماذا علمني التأمل؟
في الآونة الأخيرة فقط شعرت أنني قادرة على التفكير في ذلك الوقت بشكل صحيح وفهم ما تعلمته منه.
بالرغم من أنني لم أتمنى أبداً المرور بهذه التجربة، لكنها زودتني بتعاطف أقوى، ونظرة أعمق وفهم أكبر لكيفية التعامل مع الأسئلة الكبيرة في الحياة.
لقد كان لها تأثير عميق علي كشخص وقادتني إلى مسار وظيفي مختلف تماماً: إعادة التدريب لأصبح مدربة بوسعها مساعدة الآخرين خلال التغيير.
مع معرفة ما أعرفه الآن، أتساءل في كثير من الأحيان ماذا كنت لأقول لنفسي الأصغر سناً في خضم هذا اليأس؟ القائمة لا حصر لها ولكن الأمور الرئيسية تبدو بارزة:
لا يمكنك التحكم فيما يحدث، أو ما لا يحدث، لا تعذب أو تلم نفسك، ابحث عن إجابات وحاول العيش في الوقت الحاضر قدر الإمكان.
أنت لست وحدك، هناك الكثير من الناس يمرون بنفس التجربة. تواصل مع الاخرين، وكن منفتحاً إزاء آلامك وستجد آخرين يحذون حذوك.
تصرف بإيجابية، الأمر ليس سهلأ عندما تكون في أضعف حالة ممكنة، ولكن السلبية والعزلة لن تفيدا وستمثلان مضيعة للطاقة، اعثر على البيئة والأدوات التي تغذيك وتزودك بالقوة.
اقبل المساعدة من وكالات الدعم التي لا تعد ولا تحصى، وسوف تمكن نفسك من الشفاء والمضي قدماً، الحزن على الخسارة المستترة مهم كذلك.
الأهم من هذا كله، لن تنسى هذه التجربة – سوف تحضر في ذهنك في أوقات غير متوقعة، ولكنها ستمنحك القوة أيضاً عندما تكون في أشد الحاجة إليها، بالإضافة إلى مهارات سترافقك خلال الحياة.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.