في الوقت الذي ركزت فيه الصحف السعودية، اليوم، على فعاليات منتدى الاستثمار والمشروع "نيوم"، الذي وصفته بالضخم، وأعلن عن تفاصيله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نشرت صحيفة "اليوم" السعودية خبراً عن قضية فساد مرتبطة برئيس "نيوم"، وهو كلاوس كلاينفيلد (59 عاماً)، الألماني، ويحمل الجنسية الأميركية.
"مجتهد" المغرّد الشهير في السعودية كان واحداً من كثيرين نوّهوا إلى أنّ الخبر حذف من موقع الصحيفة، ونشر صورة لتفاصيل ما ذكر بالخبر المحذوف، عن اختلاسات مالية بالملايين في شركة سيمنس، مقرها في ميونيخ، التي كانت حينها تحت إدارة كلاينفيلد.
تغريدة هامة ⬇️⬇️⬇️https://t.co/n2DSCKMcmi
— مجتهد (@mujtahidd) October 24, 2017
تم حذف خبر فساد كلاوس الذي عيّنه MBS رئيساً تنفيذياً لـ #مشروع_نيوم من موقع صحيفة اليوم .https://t.co/AJo3h0YMyj pic.twitter.com/YHobO1grOr
— عيسى بن ربيعه ?? (@3issaqtr) October 24, 2017
فيبدو أنّ الشخص الذي يدير اليوم في السعودية مشروع نيوم بتكلفة 500 مليار دولار أميركي، قد ورّط الشركة التي كان يديرها بمخالفات مالية، وصلت قيمتها إلى 420 مليون يورو خلال 7 سنوات، وحينها فتحت تحقيقات بحق مختلسين في الشركة نفسها، بتهمة اختلاس 200 مليون يورو، وهربوا فيها إلى خارج البلاد.
بالعام 2008 وفي خطوة وصفتها صحف أنها لم يسبق لها مثيل، رفعت شركة سيمنز قضية ضد 11 مديراً في الشركة، منهم كلاينفيلد، بتهمة الإخفاق والفشل في الإدارة، ورشاوى تبلغ قيمتها ملياري دولار "مليار و700 مليون يورو".
رشاوي في 12 دولة
وهو الأمر الذي اعتبرته ألمانيا فضيحة في عالم الأعمال، وحينها داهمت النيابة العامة في ميونيخ منزله ومكتبه وفتَّشتهما، وقبضت على الجميع في فضيحة الرشوة التي شلّت الشركة منذ عام 2006، وطالبتهم بالأضرار المادية.
وقد تم التحقيق مع شركة سيمنز لدفع 1.3 مليار يورو في شكل رشاوى بين عامي 2003 و2006، للمشترين المحتملين في 12 دولة، بما في ذلك إيطاليا واليونان وروسيا ونيجيريا. وفي ألمانيا والولايات المتحدة، ثبتت إدانة الشركة بالفساد، وأمرت بدفع غرامات مشتركة، تزيد قليلاً عن مليار يورو.
وأغلق ملف القضية، التي استمرت حتى عام 2009، بعدما اتفق المسؤولان التنفيذيان، وأحدهما كلاينفيلد، إضافة إلى 4 مسؤولين آخرين على دفع 8 ملايين يورو، وذلك بعد التسوية التي وصلت إليها الشركة معهم.
وبحسب نيويورك تايمز، دفع كلاينفيلد 2 مليون يورو، من إجمالي مبلغ التسوية.
ويبقى مبلغ 500 مليار دولار، المخصص للمشروع "نيوم"، الذي يترأسه الألماني كلاينفيلد، هو جزء من استثمارات سيبدأ فيها صندوق الاستثمارات العام السعودي، الراعي الرسمي لهذا الحدث، والتي تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، كجزء من رؤية 2030.
ولكن يبقى مشروع نيوم هو الأبرز، لموقعه في شمال غربي المملكة، في منطقة اقتصادية تمتد عبر السعودية ومصر والأردن، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة، بطول 468 كم، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر.
وبحسب وكالة "واس" السعودية، فإن الموقع يعد محوراً يربط القارات الثلاث، آسيا وأوروبا وإفريقيا، ويمكن لـ70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى.