أعلن زعماء إقليم كتالونيا، السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أنهم لن يقبلوا الحكم المباشر الذي فرضته الحكومة الإسبانية.
وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي قد أعلن في وقت سابق، السبت، أنه سيستخدم سلطات دستورية خاصة لعزل حكومة كتالونيا، وفرض إجراء انتخابات جديدة لمواجهة تحرك الإقليم نحو الاستقلال.
وقال زعيم إقليم كتالونيا كارلس بودجمون، السبت، إن شعب كتالونيا لن يقبل الإجراءات "غير القانونية" التي اتخذتها الحكومة الإسبانية بوضع الإقليم تحت الحكم المباشر لمدريد، ودعا برلمان الإقليم إلى القيام بتحرك ضدها.
وقال بودجمون، إن قرار راخوي بعزل حكومة الإقليم وفرض إجراء انتخابات جديدة، والذي سيسري يوم الجمعة، يمثل "أسوأ تعدٍّ على مؤسسات كتالونيا وشعبها منذ الحكم العسكري الاستبدادي لفرانشيسكو فرانكو.
وأضاف: "أطلب من البرلمان عقد جلسة عامة، نتمكن خلالها نحن ممثلي سيادة المواطنين من اتخاذ قرار بشأن محاولة تصفية حكومتنا، وديمقراطيتنا والتصرف طبقاً لذلك".
وكان بودجمون، الذي أعلن استقلالاً رمزياً، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، بعد استفتاء اعتبرته مدريد غير قانوني، قد انضم إلى مظاهرة سلمية في برشلونة.
وقال راخوي إنه يسعى لإقالة بودجمون وباقي أعضاء حكومة الإقليم، على أمل حل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا في أربعة عقود.
وتلك هي المرة الأولى في تاريخ الديمقراطية الإسبانية القائمة منذ أواخر السبعينات التي تفعل فيها الحكومة الإسبانية المركزية حقها الدستوري، للسيطرة على إقليم متمتِّع بحكم ذاتي، وحكمه بشكل مباشر.
وجاء رد فعل راخوي مدعوماً من المعارضة الرئيسية في مدريد، والملك فيليبي الذي قال يوم الجمعة "كتالونيا جزء أساسي (من الدولة) وستظل كذلك".
وقال راخوي في مؤتمر صحفي "سنطلب من مجلس الشيوخ، بهدف حماية المصلحة العامة للدولة، تفويض الحكومة… بإقالة رئيس كتالونيا وحكومته".
لكن كارمي فوركاديل رئيسة برلمان كتالونيا قالت اليوم، إن قرار راخوي بعزل حكومة الإقليم وفرض إجراء انتخابات جديدة هو "انقلاب"، و"تعدّ على الديمقراطية". وأضافت فوركاديل في كلمة نقلها التلفزيون "رئيس الوزراء راخوي يريد منع برلمان كتالونيا من أن يكون برلماناً ديمقراطياً، ولن نسمح بحدوث ذلك".
"وهذا هو السبب في أننا نريد أن نبعث لمواطني هذا البلد برسالة ثبات وأمل. نتعهد اليوم، بعد أخطر تعدٍّ على المؤسسات الكتالونية منذ استردادها، بالدفاع عن سيادة برلمان كتالونيا".
ومن المتوقع أن يتخذ برلمان كتالونيا قراراً، يوم الإثنين، بشأن عقد جلسة بكامل أعضائه، لإعلان قيام جمهورية كتالونيا رسمياً.
وقالت وسائل إعلام في كتالونيا، إن بودجمون يمكن أن يحلَّ برلمان الإقليم بنفسه عقب إعلان الاستقلال مباشرة، ويدعو لانتخابات قبل تفعيل مجلس الشيوخ لسلطات الحكم المباشر لمدريد.
ووفقاً لقانون كتالونيا يجب إجراء تلك الانتخابات خلال شهرين في هذه الحالة.
"فلنعلن الجمهورية"
وخرج بودجمون وأعضاء حكومته في مسيرة في برشلونة، اليوم، مرتدين أوشحة صفراء دعماً لاثنين من زعماء حملة الاستقلال، أودعا السجن لإدانتهما بالتحريض.
وردَّد المحتجون هتافات "الحرية.. الحرية.." وهم يلوحون برايات، ويحملون لافتات كُتب عليها "الدفاع عن أرضنا ليس جريمة"، و"فلنعلن الجمهورية".
وتقول حكومة كتالونيا إن 90% ممن أدلوا بأصواتهم أيدوا الاستقلال، في الاستفتاء الذي أجري في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، ووصفته مدريد بأنه غير مشروع، وقاطعه أغلب المعارضين للاستقلال، مما خفَّض نسبة الإقبال على التصويت إلى نحو 43%.
وحدة إسبانيا
وواجهت مساعي الاستقلال معارضةً قويةً من باقي أنحاء إسبانيا، ودفعت مئات الشركات لتحويل مقراتها الرئيسية إلى خارج الإقليم. ودعا راخوي تلك الشركات إلى البقاء في كتالونيا.
وقال راخوي إنه لا يعتزم استخدام تلك السلطات الخاصة لأكثر من ستة أشهر، وإنه سيدعو لإجراء انتخابات في الإقليم بمجرد عودة الموقف لطبيعته.
وأضاف: "هدفنا هو إعادة القانون والتعايش الطبيعي بين المواطنين، الذي تدهور كثيراً، ومواصلة التعافي الاقتصادي، الذي يتعرَّض للتهديد اليوم في كتالونيا، وإجراء انتخابات في أجواء طبيعية".
ويصرُّ راخوي على أن بودجمون خرق القانون عدة مرات بالسعي للاستقلال، وبالتالي فهناك ما يبرر فرض سيطرة الحكومة المركزية.
وقالت الحكومة المركزية في مذكرة إلى مجلس الشيوخ "لم يحترم حكام كتالونيا لا القانون الذي تتأسس عليه ديمقراطيتنا ولا المصلحة العامة… هذا الموقف غير قابل للاستمرار".