بلد الأحلام يكافح من أجل اللاجئين.. حكومة ترودو تواجه معضلةً جعلت حياة المهاجرين معقدة في كندا

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/20 الساعة 11:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/20 الساعة 11:47 بتوقيت غرينتش

كانت وما زالت كندا محط أنظار كثير من طالبي اللجوء حول العالم، فقد فتحت أبوابها لعشرات الآلاف من المهاجرين، وزاد الضغط عليها بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، ما جعل هذا العام يبدو ثقيلاً على هذا البلد.

سهولة الإجراءات التي تتمتع بها هذه الدولة مقارنة مع غيرها من البلدان، واستمرار تدفق اللاجئين، وضع الحكومة الكندية في مأزق، بسب تراكم عشرات آلاف طلبات اللجوء، ما جعل أصحابها عالقين في "متاهةٍ بيروقراطية وهم يحاولون بناء حياةٍ جديدة" وفقاً لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وكشف مجلس الهجرة واللاجئين في كندا عن أن عدد الطلبات المتراكمة يصل إلى 40700 حالة، فوفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية فقد دخل حوالي 6500 طالب لجوء إلى كندا في النصف الأول من 2017، إضافة إلى 7 آلاف مهاجر عن طريق كيبيك منذ بداية تموز/يوليو.

إلا أنَّ المجلس لديه المال والموظفون لمعالجة 24 ألف حالة فقط في العام، وهو الأمر الذي يعني أنَّ الكثير من الناس سيضطرون إلى الانتظار حوالي 16 شهراً حتى تُسمَع قضيتهم، وفقاً للصحيفة الأميركية.

وقالت شيرين بنزفي ميلر، رئيسة قسم حماية اللاجئين في المجلس، للجنةٍ برلمانية للهجرة هذا الشهر إنَّ "الضغط على المنظمة للتعامل مع هذا العدد الكبير من جلسات الاستماع ضخمٌ للغاية".

وأضافت: "الأمر واضح. إنَّ لم توفر المزيد من الموارد لهذه المشكلة، فإنَّ الأمر سيأخذ وقتاً أطول لمعالجة الطلبات، لذلك ستكون هناك أوقات انتظار أطول".

ولمواجهة تدفق المهاجرين بطريقة غير شريعة إلى كيبيك، أنشأ مجلس الهجرة فرقة عمل خاصة في شهر أغسطس/آب، وبحلول نهاية شهر سبتمبر/أيلول، كانت فرقة العمل قد انتهت من نحو 300 طلب، ورفضت حوالي 50% منها.

ووفقاً للصحيفة الأميركية فإن هذا المعدل من القبول يعد أقل من المعيار الوطني الذي يبلغ 65%، وهو ما لا يبشر بالخير بالنسبة للمهاجرين الذين جاؤوا إلى كندا على أساس توفر الفرص الاقتصادية بدلاً من الخوف المبرر من الاضطهاد، وهو المسوغ القانوني المطلوب لحماية اللاجئين.

وقالت شيرين بنزفي إنَّ مجلس الهجرة يأمل في الإسراع من وتيرة مراجعة طلبات اللجوء، ويتوقع أن تستمع فرقة العمل إلى 1500 طلب بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.

ومع ارتفاع عدد الوافدين يومياً إلى المئات، حوَّلت حكومة مقاطعة كيبيك ملعب مونتريال الأولمبي إلى مأوى مؤقت به مساحة تكفي 1500 سرير.

وحالما يخضع طالبو اللجوء للتدقيق الأمني ويتقدمون بطلبات اللجوء، يحصلون على راتبٍ شهري وتصريح عمل، ويُسمَح لأطفالهم بالتسجيل في المدرسة. ويقول محامي الهجرة إنَّ هذا يعطي الكثيرين شعوراً زائفاً بالأمان.

وتنقل الصحيفة الأميركية قصة بائع ملابس يمني تقطعت به السبل في السعودية بعد انتهاء إقامته هناك وعدم إمكانية تجديدها، ما جعل خيار الولايات المتحدة وحيداً أمامه في ظل تأجج الحرب في مسقط رأسه.

اتخذ سامي الرومي قراراً يائساً بالذهاب إلى الولايات المتحدة مع زوجته الحامل وابنته في فبراير/شباط، تاركاً وراءه ثلاثة أطفال آخرين، إلا أن قرار ترامب حظر السفر على اليمنيين تركه أمام خيار واحد وهو كندا.

لذلك عبرت عائلة الرومي سيراً على الأقدام إلى كيبيك في مارس/آذار، وقدموا طلبات اللجوء، إلا أنَّ جلسة الاستماع الخاصة بهم أُجِّلَت إلى أجلٍ غير مسمى في أبريل/نيسان.

أنجبت زوجة الرومي في كندا، ومنذ تأجيل جلسة استماعهم، سيطر عليهم الخوف من احتمالية ترحيل أطفالهم الآخرين إلى اليمن، وقال الرومي في مقابلةٍ هاتفية من مدينة مونتريال الكندية لصحيفة نيويورك تايمز: "لا أستطيع أن أفعل أي شيء لأطفالي وأنا هنا"، مضيفاً أنَّ زوجته أصبحت مكتئبة للغاية إثر محنتهم، حتى أنَّها اضطرت إلى الذهاب إلى المستشفى وتناول الدواء، وقال: "إذا جرى ترحيلهم إلى اليمن، لا أعرف ماذا سأفعل".

وتقول الصحيفة الأميركية: "في هذا الشهر، أفاد مجلس الهجرة بأنَّ طلب الرومي سيمر بمعالجةٍ عاجلة بموجب سياسةٍ جديدة تسمح للسلطات بمراجعة الطلبات دون جلسة استماع لليمنيين ومواطني عددٍ من الدول الأخرى".

علامات:
تحميل المزيد