اعتقلت الشرطة الباكستانية إماماً، على خلفية مقتل "النسخة الباكستانية" من كيم كارداشيان بعد نشرها صوراً مخلة بالآداب العامة على الشبكات الاجتماعية.
وكانت نجمة الإغراء الباكستانية قنديل بلوش ذات الـ26 عاماً، قد لقيت حتفها خنقاً في شهر يوليو/تموز 2016، واعترف أخوها محمد وسيم بارتكابه جريمة القتل.
القضية بصدد العرض أمام المحكمة في مدينة مولتان وسط البلاد، لكن السلطات اعتقلت يوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول، الإمامَ البارز ملا عبد القوي، إثر مزاعم بأنه ضالع في مقتل قنديل بلوش، وفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
استفزاز
وكانت بلوش قد صعدت إلى الشهرة بنشرها صور سيلفي مستفزة، تخرق الآداب العامة في بلادها، فيما تعد صوراً عادية حسب القيم الغربية، بيد أن تلك الصور أثارت الشارع العام في باكستان، فانقسم الناس بين مستهجن ومستحسن.
وأشعل مقتل قنديل بلوش من جديد النداءات المطالبة بوقف ظاهرة جرائم الشرف.
عار على الإسلام
الادعاء العام أوصى المحكمة بإدانة الإمام المفتي ملا عبد القوي، الذي اعتُقل يوم الأربعاء، فسِجل مكالماته أظهر أنه كان على اتصال بشقيق القتيلة، وسيم، بعدما ارتبط اسمه بقضية مثيرة للجدل لبلوش في وقت سابق من العام الفائت 2016.
فقد أُعفي الملا عبد القوي من منصبه في لجنة حكومية، ولقي تعنيفاً من مجلس الشؤون الدينية بالبلاد، إثر نشر نجمة الإغراء قنديل بلوش صوراً لها برفقة الملا في غرفة فندق قبل أسابيع من مقتلها، حيث ظهرت قنديل في الصورة تعتمر قبعة رجل الدين زامّةً شفاهها للكاميرا، وهي تلتقط صورة سيلفي معه، وهو يمسك بهاتف محمول يتكلم بِه.
ثم لاحقاً قالت قنديل عن عبدالقوي إنه "لطخة عار على اسم الإسلام" واتهمته بالسلوك المشين.
وقالت وقتها "فكرت أن أكشفه على حقيقته، فهو شخص مختلف عندما يكون وحده، ثم يغدو شخصاً آخر عندما يكون محاطاً بأتباعه".
فرَّ من المحكمة
وقال المدعي العام زياور رحمن للقاضي، إن سجل مكالمات عبد القوي يظهر أنه كان على اتصال بشقيق القتيلة بلوش، وسيم، وابن عمها حق نواز الذي اتهمته الشرطة حتى من قبل وقوع الجريمة بالضلوع في تدبير مؤامرةٍ مع أخ المغدورة.
ويوم الأربعاء أبطلت محكمة بمولتان كفالة عبد القوي، وأمرت بوضعه رهن الاعتقال، حيث كان عبد القوي الذي نفى تورطه بجريمة القتل قد فرَّ من ردهة المحكمة، غير أن الشرطة عاودت اعتقاله في وقت لاحق من ذات اليوم.
وأكد مسؤول الشرطة الرفيع فهد أحمد، أنه ألقي القبض على عبد القوي، وأن الشرطة تُجري تحقيقاتها بشأنه.
التعري لصالح منتخب باكستان
ومن أكثر أفعال قنديل بلوش الصادمة، التي ذاع صيتها، كان عرضها التعري لصالح منتخب باكستان للكريكيت، وكذلك ارتداؤها لفستان قرمزي فاضح يوم عيد القديس فالنتاين.
في أول ظهورها وصمها كثيرون بأنها ما هي إلا مجرد نسخة عن كيم كارداشيان، لكن البعض ومعظمهم شباب رأوا أنها تتمتع بالقوة في بلد تناضل فيه المرأة من أجل حقوقها منذ عقود.
مقتلها أشعل النداءات المطالبة بوقف ظاهرة "جرائم الشرف"، التي يَقتل فيها أحد الأقرباء ضحيته غسلاً لشرف العائلة، ثم يعفو عنه فرد آخر من نفس العائلة حسب ما ينص عليه القانون الباكستاني.
وكان البرلمان الباكستاني قد سنَّ قانوناً، في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الفائت، يهدف لإبطال العفو عن مرتكبي جرائم الشرف، بيد أن بعض النقاد يرون أن القانون ما زال يعاني من ثغرات.
وكان شقيق بلوش قد قال في مؤتمر صحفي، في الأيام التي تلت الجريمة، إنه ليس نادماً على ما فعله، وقال إنه "بالطبع" قتل أخته، مضيفاً أن سلوكها لم يكن "ليُسكت عليه".
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2016، وُجهت أصابع الاتهام لوسيم وابن عمه نواز ولسائق تاكسي اسمه عبد الباسط، ورغم أقوال وسيم السابقة التي أقرَّ فيها أنه القاتل، إلا أنه أصرَّ على براءته من الذنب. وسوف تبدأ المحاكمة قريباً.