استنكر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله خامنئي، الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2017، الانتقادات الحادة التي وجَّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران، ووصفها بأنها "تُرَّهات وأكاذيب".
وفي أول رد فعل على خطاب ترامب ضد إيران، الأسبوع الماضي، قال خامنئي إن "ترهات وأكاذيب الرئیس الأميركي لا تستحق الرد، فذلك سیكون مضیعة للوقت"، وفق ما نشر على حسابه على موقع "تلغرام" ونقلته مواقع إيرانية.
ويشكل موقف خامنئي هذا أول رد فعل إيراني على خطاب ترامب، الجمعة الماضي، الذي دعا فيه إلى تشديد العقوبات على إيران لكبح "أنشطتها المزعزعة" للاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال خامنئي في تصريحات نشرتها وكالة "إرنا" الإيرانية، إن "أميركا غاضبة الیوم من إیران التي استطاعت أن تفشل جمیع مؤامراتها في لبنان وسوریا والعراق".
وشدَّد خامنئي أمام طلاب في طهران، نشر على حسابه على موقع "تلغرام"، على ضرورة ألا ينخدع العالم بشخصية الرئيس الأميركي.
وأوضح المرشد الأعلى: "رغم ملامح البلاهة البادیة على الرئیس الأميركي، لكننا لا یجب أن نغفل عن مكر أميركا وحیلتها".
وأضاف خامنئي: "لیكن الجمیع على ثقة بأن أميركا ستتلقى صفعة أخرى، وستُهزم أمام الشعب الإیراني".
وأعلن المرشد أن إيران ستتمسك بالتزاماتها في الاتفاق النووي، الموقَّع في 2015، والذي هدد ترامب بتمزيقه ما لم يشدد الكونغرس العقوبات على إيران.
وقال خامنئي: "نحن لا نقدم على تمزیق الاتفاق، طالما هو (ترامب) لم یقدم على تمزیقه، ولكن إذا ما بادر إلى ذلك سنجعل الاتفاق فُتاتاً".
ورحَّب خامنئي بالموقف الأوروبي الداعم للاتفاق النووي، داعياً الأوروبيين إلى عدم الاكتفاء "بقول إن ترامب لا یمكن أن یمزق الاتفاق، من حیث إن هذا الاتفاق یخدم مصلحتهم أیضاً".
ورفض خامنئي مقترحات، ولا سيما تلك الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن هناك حاجة لمزيد من المفاوضات بشأن البرنامج البالستي الإيراني.
وكان ماكرون قال في مقابلة تلفزيونية: "فلنكن أكثر تطلّباً مع إيران بشأن نشاطها البالستي والصواريخ غير النووية التي تُطلقها، وبشأن عملها في المنطقة".
وقال خامنئي: "على الأوروبيين الامتناع عن التدخل في شؤوننا الدفاعية".
وأضاف المرشد "إن تطرحوا التساؤل نفسه (الذي يطرحه الأميركيون) حول الوجود الإيراني في المنطقة، نقول لكم تقبلوا ذلك".
وأضاف: "إن تسألوا لماذا تمتلك إيران صواريخ، لماذا تمتلكون أنتم صواريخ؟ لماذا تمتلكون أسلحة نووية؟ لن نقبل أن يخضع الأوروبيون للبلطجة الأميركية".