أعلن رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، أن دافنه كاروانا غاليزيا، المدوِّنة البارزة، التي اتَّهمت الحكومة اليسارية بالفساد، قُتلت بانفجار سيارة مفخخة، الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بالقرب من منزلها.
وكانت المدونة قد أسهمت بكفاءة في كشف الفضائح السابقة في الجزيرة، والمعروفة بوثائق بنما.
ودان موسكات خلال مؤتمر صحفي الجريمة، باعتبارها عملاً "همجياً"، وأصدر أوامرَ لأجهزة الأمن بتخصيص أكبر قدر من الموارد لتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة.
وقال إنَّ "ما حدث اليوم غيرُ مقبول على مختلف المستويات، إنه يوم أسود لديمقراطيتنا ولحرية التعبير. لن أشعر بالارتياح حتى يتم تحقيق العدالة".
آخر مدوَّنة
وكان آخر ما كتبته غاليزيا على مدونتها، قبل 30 دقيقة من مقتلها: "هناك أوغاد في كل مكان تنظر إليه الآن.. لقد أصبح الوضع مؤسفاً".
وهاجمت غاليزيا خلال التدوينة قادة المعارضة، وَوصفت الوضعَ السياسي الحالي في بلدها بأنه "يائس".
وانتقدت غاليزيا شهادة كيث شمبري، رئيس الأركان المالطي، الذي مثل الإثنين أمام المحكمة في قضية وثائق بنما، ووجهت له اتهامات باستخدام نفوذه لصالح شركته الخاصة في مالطا.
كما سخرت غاليزيا من قول شمبري إن راتبه لا يكفي لشراء "فول سوداني"، حيث اتهمت زوجة جوزيف موسكات -رئيس وزراء جمهورية مالطا- بتلقيها أموالاً من ابنة رئيس أذربيجان، من خلال شركة أنشأتها موساك فونسيكا، قائلة: "في النهاية حلوا مشكلات رواتبهم عن طريق إنشاء بنك مخفي في مالطا، ليختبئوا عن الأضواء".
That crook Schembri was in court today, pleading that he is not a crook https://t.co/46pV1mXEw9
— Daphne's blog (@dcgblog) October 16, 2017
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، نقلاً عن وسائل إعلام محلية في مالطا، بأن غايزيا، كانت قد تقدّمت قبل 15 يوماً ببلاغ الشرطة يفيد بأنها تعرّضت لتهديدات بالقتل.
وأضافت الصحيفة، أنه بحسب المصادر، فإن أحد أبنائها سمع صوت الانفجار فور حدوثه، وهرع للخارج.
ويأتي مقتل غاليزيا بعد أربعة أشهر من فوز حزب العمل بزعامة موسكات في الانتخابات العامة، التي دعا إليها في وقت مبكر، نتيجة سلسلة من الفضائح هزت أوساطه المقربة، التي ركَّزت عليها اتهامات المدوِّنة.
وكان موسكات، وهو رئيس لمجلس الوزراء منذ عام 2013، قرَّر التوجُّه إلى الانتخابات العام السابق، بعد بروز اسم زوجته في إحدى قضايا الفساد الناجمة عن تسريبات ما يُسمَّى "أوراق بنما".
وقد نفى دائماً ارتكاب مخالفات، ووعد بتقديم استقالته إذا ظهرت أدلةٌ على أن أسرته لديها حسابات مصرفية سرية، تستخدم للرشاوى، كما اتهمته غاليزيا.
وحظيت المدونة غاليزيا بشعبية كبيرة في مالطا، بعد كشفها لقضايا فساد تطال رئيسَ الوزراء المالطي جوزيف موسكات ومساعديه.