سيطرت قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية العراقية على مبنى محافظة كركوك الواقع وسط المدينة، بعدما انسحبت قوات البيشمركة المسؤولة عن حمايته.
ودخل قائد الشرطة الاتحادية مبنى المحافظة. ونشر ناشطون صوراً لضباط جهاز مكافحة الإرهاب وأحدهم يجلس على كرسي المحافظ نجم الدين كريم، الذي اختفى بعد وصول القوات العراقية.
وفر آلاف السكان، الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، من كركوك؛ خوفاً من وقوع معارك بعد أن بدأت القوات العراقية عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد بالقرب من المدينة، الواقعة في شمال العراق، بحسب ما أفاد به مراسل لوكالة فرانس برس.
وتسببت حركة النزوح على متن حافلات وسيارات مكتظة باتجاه أربيل والسليمانية -المدينتين الرئيسيتين في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي- بازدحام خانق لحركة السير.
وقال مسؤول يتولى مسألة النازحين لدى السلطات المحلية، إن "عشرات الآلاف من سكان كركوك، خصوصاً من الأكراد، يغادرون المدينة باتجاه السليمانية وأربيل".
وأكدت شنيم قادر، المدرّسة البالغة من العمر 51 عاماً، لوكالة فرانس برس: "لقد قررنا مغادرة كركوك والتوجه إلى السليمانية؛ لأننا نخاف من المواجهات".
وتابعت المدرّسة: "في عام 1991، اضطررنا إالى الفرار من كركوك كما يحصل اليوم"، في إشارة إلى حركة التمرد التي قمعها صدام حسين حينها وقام إثرها بترحيل عشرات الآلاف من الأكراد من المنطقة.
وقال هيمان شواني (65 عاماً)، الذي غادر مع أسرته: "نحن غير قادرين على التقدم؛ بسبب ازدحام السير نتيجة رحيل الأُسر".
وتابع غاضباً: "كنا نعيش في سلام، لكن السياسيين لا يريدون لنا الخير لا في بغداد ولا في أربيل. يتواجهون من أجل السيطرة على النفط، والضحايا هم نحن سكان كركوك!".
بدأت القوات العراقية، الإثنين، عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على حقول نفطية وقاعدة عسكرية شمال غربي كركوك ومطار عسكري الى الشرق منها.
تضم مدينة كركوك 850 ألف شخص، ثلثاهم من الأكراد، كما يعيش فيها نحو 20% من التركمان و12% من العرب المسلمين أو المسيحيين، بحسب الجغرافي الفرنسي المختص بإقليم كردستان سيريل روسل.
وأعلن مسؤول في وزارة النفط العراقية، الإثنين، وقف ضخ النفط من حقلي هافانا وباي حسن اللذين تسيطر عليهما قوات البيشمركة.
وقال المسؤول لـ"فرانس برس"، إن "الفنيين الأكراد أوقفوا الضخ من حقلي هافانا وباي حسن وفرّوا من الحقول قبل وصول القوات العراقية إليها".
بدوره، أكد مسؤول في شركة نفط الشمال "توقف الإنتاج من الحقلين اللذين كانت تديرهما وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان منذ 17 يونيو/حزيران 2014".
وأضاف أن "الموظفين أوقفوا العمل في الحقلين وهربوا، كما انسحب بعض الحراس".
ينتج الحقلان 250 ألف برميل يومياً، تُصدر عبر شبكة الأنابيب التي أنشأتها سلطات إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي لصالح الإقليم ودون موافقة بغداد.
واستعادت القوات العراقية السيطرة بشكل كامل، الإثنين، على حقول نفطية ومطار كركوك العسكري وأكبر قاعدة عسكرية في محافظة كركوك كانت قوات البيشمركة الكردية سيطرت عليها عام 2014، في خضم الفوضى التي أعقبت استيلاء تنظيم "الدولة الإسلامية" على أجزاء واسعة من شمال العراق وغربه.
وانطلقت القوات العراقية منتصف ليل الأحد/الإثنين من منطقة تمركزها جنوب كركوك باتجاه الحقول النفطية والقاعدة العسكرية في الجهة الشمالية الغربية. ووصلت إلى مدخل مدينة كركوك الجنوبي، وسيطرت على الحاجز الأمني، وأزالت العَلم الكردي ورفعت بدلاً عنه العَلم العراقي، بحسب شهود.