الصين تُغضب الأفارقة بمتحفٍ نشر صورَهم بجانب الحيوانات.. شبَّههم بالغوريلا والقِردة والزرافة

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/14 الساعة 07:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/14 الساعة 07:41 بتوقيت غرينتش

اتُهم متحف صيني بالعنصرية هذا الأسبوع بسبب وضعه صوراً فوتوغرافية لحيوانات إلى جانب صورٍ شخصية لأفارقة سود، حتى أجبر على إزالتها، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

وتحت عنوان "هذه إفريقيا" بمتحف هوبي الإقليمي بمدينة ووهان، وضع القائمون على المتحف مجموعة من الألواح المزدوجة يحمل كل لوحٍ منها صورة إفريقي أسود إلى جانب صورة لوجه حيوان.

وفي مثالٍ صارخٍ، وُضِعَت صورة طفل يفتح فمه عن آخره إلى جانب صورة غوريلا، وتضمنت الألواح الأخرى صور قردة البابون والفهود.

أمين المتحف قال إنَّ الإدارة أزالت المعروضات لاحقاً بعد شكاوى من جانب أفارقة بعضهم يعيش في الصين. والتقط الصور كلها يو هيبينغ، القطب المعماري الذي سافر إلى إفريقيا أكثر من 20 مرة، وربح سابقاً جوائز عن أعماله، وهو نائب رئيس رابطة مصوري متحف هوبي.

"مُجاملة صينية"


وتُعد الحساسيات العرقية مسألة شائكة في الصين، إذ ينتمي 92% من السكان إلى عرقية هان، وتعيش أغلب الأقليات العرقية في المناطق قليلة الكثافة السكانية في أقصى غرب البلاد. وتتزايد أهمية الشراكة التجارية الصينية مع البلاد الإفريقية، إلا أنَّ الأنماط الثقافية ما زالت مهيمنة على الحوار الشعبي في القارة.

وقال وانغ يوجن، وهو واحدٌ من القائمين على المعروضات، إنَّ المقارنة بالحيوانات تُعتبر مجاملة في الثقافة الصينية، مشيراً إلى علامات الزودياك التي تُصنِّف الناس إلى حيواناتٍ طبقاً لسنة الميلاد.

وقال وانغ في بيانٍ له إنَّ "الجمهور المستهدف صيني بالأساس"، لكنَّ المتحف يتفهم إساءة الصور "لأصدقائنا الأفارقة"، وأزال الصور لاحقاً احتراماً لشكاواهم.

وكان أول من لاحظ طبيعة الصور المسيئة للأفارقة هو إدوارد دوك، وهو نيجيري يستخدم موقع إنستغرام. سأل دوك في منشورٍ حذفه لاحقاً عن سبب "وضع المتحف لصور عرقٍ بعينه إلى جانب صور حيواناتٍ برية".

وزار العرض أكثر من 141 ألف شخص في أعقاب افتتاحه قبل عطلة العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية التي تستمر أسبوعاً.

تصرفات عنصرية


وأشارت صحيفة "الغارديان" إلى أن الصين بالأمثلة تدل على الافتقار إلى الأسلوب المناسب فيما يتعلق بالأعراق المختلفة.

فعلى سبيل المثال اضطر تطبيق وي شات، أكثر تطبيقات المحادثة رواجاً في الصين، إلى الاعتذار هذا الأسبوع بعد استخدام البرنامج كلمة إنكليزية غير لائقة في ترجمة عبارة صينية تعني "الأجنبي الأسود".

وفي العام الماضي، أظهر إعلانٌ تليفزيوني لأحد منظفات الملابس شخصاً أسود غارقاً في الطلاء يدخل إلى آلة الغسيل ليخرج رجلاً آسيوياً لامعاً. وانتشر الفيديو على شبكة الإنترنت، وأثار غضباً واسعاً بسبب رسائله الدعائية المفتقرة إلى الحساسية.

وفي فصل الصيف نشرت الوكالة الإخبارية الحكومية الصينية في أثناء خلافٍ حدودي مع الهند مقطعاً ساخراً مسيئاً، يظهر فيه رجلٌ سيخي يرتدي عمامة السيخ ولحية زائفة.

وكان مطعم صيني أقدم على تقديم عرض تسويقي، يعرض على زبوناته الحصول على خصم مالي أكبر على فاتورة الطعام، في مقابل أن يكون حجم صدر الزبونة أكبر.

إذ يبدأ الخصم من قياس A وهو أصغر قياس وتحصل صاحبته على وجبة سعرها 9.5 يوان (1.42 دولار أميركي) فيما تحصل صاحبة أكبر قياس G على نفس الوجبة بمبلغ 3.5 يوان (0.52 دولار أميركي) أي بفارق يكاد يصل إلى 65% من الخصم لذات الصدر الكبير.

النسخة الأميركية لموقع "هاف بوست" ذكرت أن الإعلان قوبل بالاستياء من المواطنين الذين يسكنون في محيط Trendy Shrimp الواقع في مدينة هانغزو في مقاطعة "زيوانغ-Zhejiang"، والذي قدم هذا العرض "العنصري والبذيء" حسب تعبيرهم.

وقال أحد المغردين على موقع تويتر: "التحيز الجنسي على الطريقة الصينية: خصم على الأثمنة لصالح الزبونات اللواتي يمتلكن صدراً كبيراً".

تحميل المزيد