هل تثيرك فكرة العمل من المنزل وإدارة مشروعك الخاص؟ هل تفضل مبدأ امتلاك مرونة في القيام بما تريده، وفي الوقت الذي تحبه؟ هل ترغب في التحكم في كمية الأموال التي تكسبها، وساعات العمل التي تقضيها؟ هل تريد أن تصمم نمط حياة خاصاً بك بدلاً من النمط الذي يجبرك العمل لدى الشركات الكبرى أن تسير عليه؟
لست وحدك في هذا، يجذب هذا النوع من التحكم في أسلوب الحياة والعمل كثيراً من الأشخاص، غير أنهم في الغالب يكافحون من أجل الإجابة على سؤال "ماذا سأفعل؟".
ولعلك قد رأيت عديداً من أصدقائك يخطون أولى خطواتهم في العمل بدوام جزئي في مشروع تجاري خاص بهم، سواء كان ذلك عن طريق بيع نوع من الشموع، أو الزيوت، أو صابون الغسيل.
وليس ثمة خطأ مع هذا النوع من المشروعات التجارية، ولكن يوجد كثير من الأمور التي تتعلق بهذا النوع الوظيفي في حد ذاته ستكون في حاجة أن تعلمها، وهو ما قد يشكل اختلافاً هائلاً عما تتوقع.
وعوضاً عن البدء من الصفر، لم لا تستخدم المهارات التي تمتلكها بالفعل؟ ولم لا تفعل الشيء الذي تفعله بطريقة طبيعية وبدون تكلّف؟ فأيّما يكون العمل الذي تعمله باحترافية، من الممكن أن يصير شيئاً يمكنك أن تبني مشروعك فوق أُسسه.
فإذا كنت مدير مشروعات، يمكنك أن تصير استشارياً، وإذا كنت إدارياً، يمكنك أن تصير مساعداً افتراضياً، وإذا كنت نجاراً، يمكنك أن تبدأ مشروعاً تجارياً يتعلق بمجال النجارة، فكل شخص يمكنه أن يقدم مهاراته المهنية باعتباره موظفاً أو مهنياً مستقلاً.
ولكن رويداً رويداً؛ فهذا التحول ليس سهلاً، وفي واقع الأمر، ليس سهلاً على الإطلاق، إلا أننا سنقول مرة أخرى: أي شيء يستحق امتلاكه لا يأتي بسهولة، أليس كذلك؟
الخبر الجيد هو أنك تمتلك معظم المهارات اللازمة لأن تكون رائد أعمال، فكل ما تحتاج إليه هو قليل من البصيرة؛ كي تضمن أنك لن تتحول بسرعة إلى هذا النوع من العمل بدون أن يكون لديك عمل منزلي كافٍ منه.
إليكم بعض المميزات والعيوب لأن تعمل لحسابك الخاص:
المميزات:
أنت رئيس نفسك (إلى حد ما):
من الناحية التقنية: أنت الرئيس؛ لذا يمكنك أن تملي القرارات التي تريدها.
على الرغم من هذا، عندما يطلب منك أي عميل يدفع إليك أموالاً أن تقفز، فهو يتوقع منك أن تقفز.
يمكنك الاستجابة لطلبه بالموافقة أو بالرفض، ولكن حتماً ستواجه الآثار المترتبة على خيارك في المقام الأول.
لا تزال الرئيس، وقُلها بملء فمك.. فأنت تمتلك الاستجابة الخاصة بك، ويعد هذا النوع من التحكم حافزاً قوياً بدرجة كبيرة.
المرونة:
يمكنك أن تقرر ساعات عملك، قد تكون شخصاً ليلياً، وتحب العمل في الساعات الأولى من اليوم؛ لذا يمكنك أن تفعل هذا، وقد تكونين ربة منزل، وتحتاجين أن تتأكدي من جاهزية الأطفال في صباح كل يوم دراسي، وأن تصطحبيهم إلى المنزل بعد اليوم الدراسي.
يمكنكم إذاً أن تضبطوا ساعات العمل الخاصة بكم حسب الجدول الخاص بكم، قد تودون قضاء أوقات الشتاء في طقس أدفأ، يمكنكم إذاً القيام بذلك أيضاً! فلديكم المرونة لاختيار المكان الذي ستعملون فيه والوقت الذي ستعملون خلاله.
يمكن لهؤلاء الذين يفكرون في بدء مشروعاتهم التجارية الخاصة أن يفكروا في العمل ليلاً بعد أن ينتهي يوم العمل التقليدي الخاص بهم، وهو ما سيناسبهم تماماً.
الرضا:
لا يوجد ما يسبب ارتفاع مستويات الضغط أكثر من أن تعلق في الازدحام المروري (إلا إذا كان هناك كثير من إشارات المرور بين مكتبك وغرفة نومك!)، كما لا يوجد مزيد من سياسات المكتب التي عليك الالتزام بها.
وليس هناك مصروفات تُنفق على السيارة، والملابس، والأشياء الأخرى التي تلتهم جزءاً كبيراً من راتبك؛ إذ إنك قادرٌ على التحكم في يومك، وهو ما نأمل أن يزيد من مستويات الرضا لديك بصورة جوهرية، على الأقل لن تضطر للتعامل مع مدير غافل بعد الآن.
العيوب:
الموازنة بين الحياة والعمل:
من السهل للغاية أن تتشتت بسبب مساحات الحرية التي تمتلكها، وتجد نفسك تضيع وقتاً يومياً للذهاب إلى الجيم، وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين لا يذهبون إلى مكاتبهم بالنهار، وملايين الأشياء التي تتسبب في تشتيتك.
يمكن أن يكون التركيز صعباً جداً، والعكس أيضاً صحيح إذا كان المشروع يسير على ما يرام، فمن السهل أن تقع في نطاق تحقُق مقولة "إذا هبت رياحك فاغتنمها"، وهو ما يعني أنك قد تعمل أكثر بكثير من 37 ساعة أسبوعياً، وهو عدد الساعات الذي يتطلبه العمل في إحدى الشركات.
تعد الموازنة صعبة:
كما يشكل الانضباط حاجة ملحّة وتحدياً كبيراً لأغلب الأشخاص (على الأقل في البداية).
عدم الاستمتاع بالعطلات وعدم وجود إجازة مرضية:
يعني العمل لحسابك أنك تحصل على المال عندما تعمل فقط؛ لذا فإن الإجازات غير مدفوعة الأجر. فليس هناك إجازات مدفوعة على الإطلاق (حتى إنك في المعتاد ستنفذ بعض الأعمال بينما أنت في إجازتك)، وإذا مرضت لن يعبر العميل عن أي نوع من التعاطف؛ بل قد يذهبون إلى أي شخص آخر كي ينجز المهمة.
وكما يمكنك تخيله، تصير الموازنة بين الحياة والعمل مسألة هامة عندما يكون المال الذي تربحه هو المساوي تماماً لساعات العمل التي تستثمرها فيه.
الوحدة:
يمكن أن يتسبب العمل من المنزل في شعورك بالوحدة، على الرغم من شكواك بسبب الإزعاج، والتعطيل، والدراما التي يسببها زملاؤك في العمل، فسوف تفتقد بالتأكيد الإحباط الذي يسببونه.
ونتيجة لأنك ستصير وحيداً، من السهل أن يشتتك الجيم، والمقهى، وأي شيء على الشبكة الإلكترونية، فالوحدة تتسبب في تحديات تتعلق بموازنة الحياة (وفقاً لما جاء في السبب الأول).
لقد قضيت 25 عاماً من حياتي في العمل لحسابي الخاص، وعلى الرغم من أنني أواجه نفس المميزات والعيوب في مشروعي التجاري، فإنني فضلت هذا النوع من العمل الحر على باقي الأنواع الأخرى.
سوف تتعلم الانضباط (أو أنك لن تنجح)، وسوف تتعلم موازنة حياتك (أو لن تحظى بأي علاقات)، وسوف تتعلم التحكم المالي (أو لن يكون لديك أي مال).
يمكن أن يكون بدء مشروعك التجاري شيئاً ممتعاً ومحفزاً وممتلئاً بالطاقة، فكن ذكياً بشأن إعداد مشروعك التجاري، وكيفية الانتقال إليه، وكيفية تصميمه.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.