ماذا يعرف “رجل” الشرق عن المرأة؟

(هكذا بدأت قصة الحب هذه، غير مذكورة في دواوين الشعر بعد.. فكاتبها شهرته مختبئة بثوب النسيان. لم يؤثر في أي كاتب عالمي... حتى لو اختلطت هويته بهويات)

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/11 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/11 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش

(هكذا بدأت قصة الحب هذه، غير مذكورة في دواوين الشعر بعد.. فكاتبها شهرته مختبئة بثوب النسيان. لم يؤثر في أي كاتب عالمي… حتى لو اختلطت هويته بهويات)***

"أتعرفين على شاكلتك التي أحلم بها، التي أحتاج إليها وأشق جبال الصمت لكي آتيها وأحلم على كفّيها، أحتاج إليها، أُمسك يديها لترحل عني الأحزان، ليفك قيدي السجان، وأعود لنقطة بداية الخلق كي أتطهر بين يديها، أراني وجدت روحي في مكان آخر، ولكن ليس في اليد حيلة إلا التصبّر!"

جسدٌ حريري يتراقص بين أحضان ثوب أسود اللون، أتأملها! وعين حورية تتلفت بين عينيكِ تبحث عنك، علّني أجدها. تبحث عما تفعله لتبتسم، أحاول أن أقبلها، أفشل في سرقة قلبها، كما أحاول دائماً أن أفعل.. هارباً من كل النساء نحو جسد حريري! من المجهول إلى المجهول، من فكرة إلى أخرى، بيدين فارغتين.

وهمٌ أنتِ؟ فكرة أنتِ؟ حلم الطفولةِ، كأن غيابها كان يقتل كل ما يمكن قتله في الإنسان. مادة أبحث عنها، كأنني عبرت الجبال، لأصل لشيء ما. ضلّت روحي، حطت عند غايتي، كأنني استخدمتك، فصنعت منك معبراً "لأطال" أخريات. هي، لا تشبهك، تلبس مثلك، ربما لأنها تدرِي أن بعدك عني، أو إبعادك سبب اقترابها. ترسم مسافات ومسافات، لا بأس، أكتشف الصبر بالصبر، اكتشف كذبتي وكذبي، وجدت روحي، في قدسية اللاموقف، فوكّلت محامي الصبر علّه يترافع عني، أي دفاع عن مذنب حكمت عليه محكمة الشهود! لا زور هم!

هي مسرحية الطعن إن قلت أو لم أقل، عيناي فعلت، أمنعك الكلام، أثبت دربك في الجهل يا سيدتي، ألم أقل لك منذ قليل وجدت روحي في شركة أخرى؟ هي نفسها لعلها نفسها.

محامي الصبر اتصل بكِ ليعلمك أنني وصلت، ليس لقلبك، فهذا أبداً ما كان هدفي.

***

من أين هذا الرجل؟

أنا من الشرق حبيبتي، ليس كلهم مثلي، أنا استثناء، حجتي أن: في الشرق جرائم قتل متنوعة، فالقتل عذر من أجل البقاء، تارة يقتلون باسم الشرف، تارة يقتلون باسم الحب، يوماً يحكمون باسم الحرية، يوماً آخر يبكون طلباً للعبودية. في الشرق أنواع وأنواع من الدم: أزرق، أخضر، أصفر، أسود. هنا يخترعون أحكاماً، يرتبون تهماً، يفبركون أوهاما.

قتل أنبياء وأنت تعرفينهم! صلب مسيح وأنت تدركينه! موت محمد وأنت عالمة به! قتل المفكر والنبي والعلم! حرق كتب، منع أفكار محاكمة أحلام، وأنت صاحبة الخبرة!

على الشرقيين اتخاذ موقف مني، لهذا قمت بسلسة إجراءات:
أولاً: دراسة مخاطر الثورة على نوعيتي من الرجال.
ثانياً: إرضاء كل النساء، قبل إدراك الظلم.
ثالثاً: تعبئة النساء عليك.
رابعاً: إفلاسك!
خامساً: تحجيمك بإكبار كل الصغار!
سادساً: فليمر الوقت على ينبوعك!

***
هكذا اخترع صديقنا العزيز منظومة تشويه سمعة لرجال الشرق، وظلم للنساء، وأعاد تلميعها بتحجيمها وحصرها بحملة على امرأة واحدة، تلك التي استخدمها لتعبر روحه إلى مكان آخر، إلى أخرى حددها مسبقاً. وضع قيد في فم "الواحدة"، وأطلق القيود عن أخرى، زوّدها بكل أسلحة الدمار الاقتصادية لتتولى هي مهمة أمر إنهاكها، فنسي رجلنا الموصوف العزيز: إن تلك المرأة، في يوم من الأيام كانت طفلة. عندما وجدها كانت في عمر المراهقة، نيته قد أودت بآلاف الأرواح، لتحط روحه في جيب قاضٍ يقتسم نصف بقشيشه، محامو الصبر، وأمنيو الغدر. بعدها يطلق يد الشرع، هذه رؤية شرعية تزوجها فارس من الشرق، فقتل على مذبحه من قتل، ليتغاضى عن استعارة الرؤية!

هؤلاء رجال الشرق؟ هذا هو من وضع الشرق في جيب الدين… وعلمنا تخلفه بالدين!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد