بينما انتشرت الأخبار عن تبادل إطلاق نار بين القوات التركية صباح الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول مع جهاديين تابعين لهيئة تحرير الشام، تنظيم القاعدة سابقاً، علمت "عربي بوست" أن مصريين كانوا وراء إطلاق النار.
وبحسب المراسل هناك فقد ردد أحدهم خلال إطلاق النار بلهجته المصرية قائلاً "لن تدخلوها إلا على جثتي"، ولكنّ عناصر من الهيئة سارعت لاعتقاله "لاحتواء الأمر كي لا يتفاقم".
وجاء تبادل النار خلال قيام القوات التركية بإزالة جزء من الجدار الممتد على طول الحدود بين تركيا ومحافظة إدلب، بحسب الشهود، وتحديداً بالقرب من معبر أطمة الحدودي تمهيداً لدخولهم الأراضي السورية.
وبالفعل بعد الانتهاء عمليات الإزالة دخل وفد عسكري تركي مؤلف من ثلاث سيارات تقل جنوداً ومسؤولين أتراكاً، رافق الرتل العسكري عناصر هيئة تحرير الشام من معبر أطمة الحدودي باتجاه مدينة دارة عزة، لاستطلاع النقاط التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بين الهيئة وتركيا لانتشار عناصر من جيشها فيها بحسب ما علمته "عربي بوست".
وتداول سوريون على الشبكات الاجتماعية مقاطع فيديو يظهر فيها لحظة دخولهم.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول أن فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا تشن عملية عسكرية جديدة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بهدف طرد الجهاديين منها.
وقال مصدر لـ"عربي بوست" أنّ قرابة 16 فصيلاً تشارك في العملية العسكرية، انطلقت أول دفعة منهم مساء الجمعه 6 أكتوبر/تشرين الأول والتي تضم نحو مئات المقاتلين من مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي والمعروفة باسم "درع الفرات" باتجاه ريف إدلب عبر الأراضي التركية.
وأضاف أنّ "المقاتلين الآن في مخيمات بمدينة الريحانية الحدودية مع سورية ينتظرون الإشارة للدخول".
وكانت الحملة ضد هيئة تحرير الشام موضوع بحث لعدة أسابيع ومرتبطة بخطط لتنفيذ ما يسمى ""مناطق خفض التوتر" في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها.
وكانت روسيا وإيران حليفتا النظام السوري وتركيا الداعمة للمعارضة اتفقت في أيار/مايو في إطار محادثات أستانا على إقامة أربع مناطق خفض توتر من بينها محافظة إدلب والغوطة الشرقية بهدف إفساح المجال أمام وقف دائم لإطلاق النار في البلاد التي تشهد نزاعاً منذ ست سنوات.
وتعد المنطقة التي تضم إدلب آخر منطقة تدخل حيز التطبيق، وتوقف تنفيذها بسبب المعارضة الشرسة لهيئة تحرير الشام المنضوية سابقاً تحت الذراع السوري لتنظيم القاعدة.
وتسيطر هيئة تحرير الشام، منذ 23 تموز/يوليو على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مع تقلص نفوذ الفصائل الأخرى.
وحذرت هيئة تحرير الشام السبت "الخونة" الذين يحاولون التقارب مع "المحتل الروسي" الحليف لنظام دمشق، وذلك بالإشارة إلى فصائل درع الفرات التي تقاتل إلى جانب تركيا وبغطاء روسي.