بعد أن تمكّن ستيفان بادوك من إدخال ترسانته المؤلفة من 15 سلاحاً نارياً إلى فندق ماندالاي باي في لاس فيغاس، كان الطابق الـ32 من الفندق، هو موقع تنفيذ خطته المدروسة لشنِّ الهجوم الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.
أعدّ بادوك موقع إطلاق النار أولاً بكسر زوجٍ من النوافذ في غرفته بالفندق مستخدماً مطرقة، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، وقالت السلطات إنه كان مُسلَّحاً بثلاثةٍ وعشرين سلاحاً نارياً على الأقل، بما في ذلك ذخائر مُصمَّمة لتُطلَق من مسافاتٍ تبعد 450 متراً، أي ما يساوي طول عدةٍ ملاعب كرة قدم.
وقال ضابطٌ أميركي، إنه من بين الأسلحة التي استخدمها بادوك، ذخائر من نوع إيه آر 15، وهي بديلٌ مدنيٌّ لذخائر الخدمة القياسية، والتي يستخدمها الجيش الأميركي لأكثر من نصف قرن.
كما وجد الضباط في غرفة الفندق حاملاً ثلاثي القوائم، وهو ما يشير إلى أن بادوك كان مجهزاً نفسه، ويدرك كيف يتغلب على بعض مصاعب خطته. فالقاعدة الخاصة مُصمَّمةٌ بحيث تتلاءم مع الجزء السفلي للذخائر، واستخدام حامل كاميرا ثلاثي القوائم يمكِّن القناص من التصويب بدقةٍ أكبر أثناء الوقوف.
وإلى جانب كل هذه التجهيزات، فإن تمركز بادوك في تلك النقطة (الطابق 32) بالتحديد، كان أحد العوامل الرئيسية التي رفعت من فرص إصابة الطلقات العشوائية الأشخاص أكثر مما كان ليحدث لو أنه أطلق النار من مستوى الأرض.
وبالتالي فإن زاوية التصويب المرتفعة لسلاح بادوك، وكثافة جمهور الحفل الموسيقي كان من شأنه جعل الهجوم أشد فتكاً مما لو كان حدث على أي نحوٍ آخر، وأصعب في تجنبه أو السيطرة عليه.
وأظهرت مقاطع الفيديو أنه حين بدأ إطلاق النار انبطح الواقفون أمام المسرح على وجوههم، وهو إجراءٌ عادةً ما يكون كافياً في حالة التعرُّض لإطلاق النار. غير أنه في حالة واقعة يوم الأحد، 1 أكتوبر/تشرين الأول، كان وضعهم في خطر أكبر.
كما منح موقع بادوك المرتفع فوق رؤوس الجمهور نقطة تفوقٍ له على الحواجز والعقبات التي كان من شأنها عادةً أن توفر حمايةً من الرصاصات المتطايرة لو أنها من مسلحٍ يقف على الأرض. حتى إنها جعلت الطلقات غير المصوبة بدقةٍ تتجه إلى حيث يقع الناس.
ورغم أن ما حدث في تلك الليلة يبدو عملاً صعباً أو أشبه بأفلام "الأكشن"، إلا أن استعدادات بادوك التي سبق ذكرها، مكّنته بشكل كبير من تنفيذ مذبحة هائلة، بعدما فتح النار على ما يفوق الـ20 ألف شخص يحضرون الفقرات الأخيرة من مهرجان الموسيقى الشعبي في منتجع ماندالاي باي بلاس فيغاس، فقتل 59 شخصاً على الأقل وأصاب 527 آخرين.
وأعلنت الشرطة الأميركية عدم وجود سوابق إجرامية لبادوك، لكن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أعلن مسؤوليته، مؤكداً أن هذا الأبيض الستيني اعتنق الإسلام "قبل بضعة أشهر".
وذكرت وكالة "أعماق"، التابعة للتنظيم، الإثنين في رسالة، أن بادوك "جندي من جنود (الدولة الإسلامية)". إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) سارع إلى إعلان "عدم وجود رابط في هذه المرحلة بمجموعة إرهابية دولية".
إلا أن مسؤول الشرطة في لاس فيغاس، جوزيف لومباردو، قال إن ستيفن كريغ بادوك أقرب إلى أن يكون واحداً من "الذئاب المنفردة"، رافضاً الحديث عن مسار إرهابي.