أشارت التحقيقات الأولية مع المشتبه به الأول بمقتل المعارضة السورية عروبة بركات "60 عاماً" وابنتها حلا "22 عاماً" إلى أنّهما لم تكونا على علم بجريمة سابقة ارتكبها الشاب في سوريا قبل مغادرتها.
وقد ذكر شخص كان صديقاً لأحمد في سوريا لـ"عربي بوست" في وقت سابق، ويعيش في نفس مدينة المشبته به "22 عاماً" في ريف دمشق، فإن الأخير قَتَلَ أخاه في رمضان عام 2016 خلال وجوده في سوريا، وأشار المصدر إلى أن الشقيق الأكبر لأحمد كان يضرب والدته، وأنه بعد تحذيرات عدة وجهها أحمد لشقيقه أنس بعدم تكرار ضرب أمه وعدم الاستجابة للتهديدات، أطلق أحمد النار عليه في بطنه وتوفي بعد يومين.
ويبدو أنّ الشاب وهو أحد أقرباء العائلة، وبالتحديد حفيد عم عروبة، كان قد حرص على إخفاء كل تلك التفاصيل عن عروبة وابنتها بحسب الاعترافات الأولية التي نشرتها يني شفق التركية الاثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول، مشيرة إلى أنهما قدّمتا المساعدة له للخروج من سوريا.
ولم تتوقف مساعدة المعارضة عروبة للشاب عند هذا الحد، بل أنها وفرت له عملاً معها، وخاصة أنها كانت بصدد افتتاح جمعية نسائية في منطقة الفاتح بإسطنبول.
وكان لدى المشتبه به مفاتيح احتياطية للبيت والمكتب لذلك كان يدخل ويخرج على راحته دون أن يلفت الشبهات، بحسب يني شفق.
وقد شارك المشتبه به في مراسيم جنازة المرحومتين عروبة وحلا، وانتقل بعد ذلك إلى بيت شقيقة عروبة شذى بركات من أجل تقديم التعزية، ثم اختفى وذهب الى بورصة ولم يظهر إلى أن قُبض عليه هناك من قبل الشرطة.
كما يتم التحقيق فيما إذا كان لدى المشتبه به صلة مع نظام الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولا تزال التحقيقات مستمرة، حيث تم تحويل الشاب إلى فرع الأمن العام في إسطنبول لاستكمال التحقيقات.
وقد بثت وسائل إعلام تركية مساء السبت 30 أيلول/سبتمبر 2017، لقطات سُجلت للحظة اعتقال المشتبه به في حادثة قتل المعارضة السورية عروبة بركات وابنتها الصحفية حلا قبل أسبوع في منزلهم الواقع في الشق الآسيوي لمدينة إسطنبول.
وأظهرت اللقطات لحظة مداهمة عناصر الشرطة لمنزل المشتبه فيه في ولاية بورصة غربي شرق تركيا، بلباس مدني، حيث ألقي القبض عليه وتم تحويله لشرطة إسطنبول تمهيداً لإكمال التحقيقات في الحادثة.
وأكد مراسل قناة Show TV التركية التي بثت اللقطات أن الشرطة توصلت للمشتبه به بعد أن شاهدت تسجيلات كاميرات المراقبة المتواجدة في محيط منزل الضحيتين بين تاريخ 19 و23 أيلول الماضي، وأن الجريمة وقعت ليلة 19 من الشهر ذاته.
وأظهرت التسجيلات وفقاً للقناة ذاتها، شخصاً يبتعد عن منزل الضحية بسرعة كبيرة بعد ارتكاب الجريمة، لتتعقب الشرطة حركته إلى أن وصل لمحطة الباصات في المدينة وتوجه لولاية بورصة المجاورة.
وأضافت القناة أن المشتبه به تردد على منزل الضحيتين كثيراً في الآونة الأخيرة وأخذ منهما مبالغ مالية لم تحدد قيمتها.
وفي تقرير آخر لوكالة إخلاص التركية، أكد أحد جيران المشتبه به في ولاية بورصة، والذي يعمل بائعاً في بقالة مجاورة، أن المشتبه به كان يتمتع بسمعة جيدة في الحي رغم أنه لا يتقن التركية بشكل جيد، وأنه كان ينفق الكثير من الأموال أثناء تسوقه من المحلات المجاورة لمكان سكنه.
وأضاف البائع أن المشتبه به كان يطرح السلام على جيرانه دائماً منذ قدومه للحي قبل 5 أشهر، مؤكداً أنه لم يسبق لهم أن شاهدوا عائلته، حيث اعتادوا حسب قوله على رؤيته وحيداً في الحي.
وقبل نحو أسبوع، عثرت الشرطة التركية على جثتي "عروبة" (60 عاماً) وابنتها الصحفية حلا (22 عاماً) في منزلهما بمنطقة أوسكودار بإسطنبول.