لماذا نهر النيل في خطر؟.. صحيفة أميركية ترصد مخاطر سد إثيوبيا على حياة المصريين

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/30 الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/30 الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش

يوماً بعد يوم يشعر المصريون بالخطر الذي يهدد حياتهم، فنهر النيل الذي طالما كان شريان الحياة للمصريين منذ آلاف السنين أصبح الآن في خطر مع الاقتراب من بناء إثيوبيا سدها العملاق.

حسن حامد، 36 عاماً، صاحب مركب في الأقصر ينقل الركاب عبر نهر النيل يقول لصحيفة USA Today الأميركية "لقد عرف الفراعنة أنَّ كل الخير في حياتهم جاء من النهر، ونحن نؤمن بإلهٍ واحد الآن، لكن لا يزال النيل هو حياتنا".

هذا ما ستربحه إثيوبيا

ومن المُقرَّر أن يصبح سد النهضة، الذى يبلغ ارتفاعه أكثر من 500 قدم (تقريباً 152 متراً)، الأكبر فى إفريقيا عندما يبدأ تشغيله فى وقت لاحق من هذا العام.

وسيُولِّد السد، الذي يبعد حوالي 450 ميلاً (تقريباً 644 كيلومتراً) عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، 6450 ميغا واط بكامل طاقته، أي أكثر من الطاقة التي ينتجها سد هوفر العملاق في الولايات المتحدة بثلاثة أضعاف. ويُذكَر أنَّ ثلاثة أرباع الإثيوبيين يفتقرون حالياً إلى الكهرباء وفقاً للبنك الدولي.

وقال موتوما ميكاسا زيرو، المسؤول الأول عن الطاقة في إثيوبيا، في أبريل/نيسان حين أعلن أنَّ السد قد اكتمل بنسبة 60%: "لقد كنا باستمرار أسرع الاقتصادات نمواً في إفريقيا، وسيساعدنا هذا السد في مواكبة هذا المستوى من النمو".

مصر والسودان تشعران بالقلق

لكنَّ مصر والسودان تشعران بالقلق من إمكانية أن يُقلِّص السد حصتهما من مياه النيل، في الوقت الذي يهدد فيه الاحترار العالمي وانخفاض الأمطار أيضاً بانخفاض مستوى النهر. ويوفِّر النيل لما يقارب من 100 مليون مصري كل احتياجاتهم من المياه تقريباً.

ووفقاً لمقال صدر مؤخراً في مجلة الجمعية الجيولوجية الأميركية، قد يُخفِّض سد إثيوبيا مستويات النيل بنسبة 25٪ لمدة سبع سنوات خلال عملية ملء الخزان وراءه.

وقال هاني حمروش، أستاذ الجيولوجيا والكيمياء الجيولوجية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، إنَّ هذا التقدير يستند إلى نماذج محاكاة حاسوبية.

وأضاف: "حجم المعلومات المفقودة بشأن السد مثيرٌ للقلق. يجب أن تكون هناك شفافية كاملة، وأمانة، وبيانات مهنية كاملة للتأكد من أنَّ هذا السد سيكون آمناً".

وهو جعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستشعر الخطر فيعلن خلال جولة إفريقية في 14 أغسطس/آب الماضي أن نهر النيل مسألة حياة أو موت بالنسبة لبلاده

وأشار إلى أن "سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعدم التآمر، والعمل من أجل حل الخلافات من خلال الحوار البنَّاء والتعاون لتحقيق السلام والتنمية".

وأكد "حرص مصر على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض، دون الإضرار بمصالحها المائية، ومراعاة شواغلها في هذا الشأن".

من جانبه، قال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية بالقاهرة: "إن أمن المياه فى مصر غير قابل للتفاوض. ويُعَد خطاً أحمر لا يمكن لأحد الاقتراب منه".

ولكن حتى بدون سد النهضة، تُقدِّر الأمم المتحدة أنَّ مصر ستواجه "ندرة مطلقة في المياه" بحلول عام 2025 لأسبابٍ هي السبب فيها إلى حد كبير.

ضغوط على المياه

يُذكَر أنَّ عدد سكان مصر قد تضاعف ثلاث مرات تقريباً خلال السنوات الخمسين الماضية وصولاً إلى 104 ملايين نسمة وفقاً لما أعلنه جهاز التعبئة العامة والإحصاء اليوم السبت 30 سبتبمبر/أيلول 2017، ويبلغ نصيب الفرد من المياه في مصر أقل 15 مرة من متوسط نصيب الفرد الأميركي.

ووفقاً لأرقام الحكومة المصرية، تؤدي الضغوط الناجمة عن تزايد عدد السكان أيضاً إلى فقدان 30 ألف فدان من الأراضي سنوياً نتيجة البناء غير القانوني، ومعظمه على طول نهر النيل.

وقال أحمد سيف النصر، 43 عاماً، وهو عالم جيولوجي بجامعة أسيوط: "كنتُ أشرب مباشرةً من نهر النيل. لكن لا أستطيع فعل ذلك الآن، ولا أوصي طلابي أبداً بفعل ذلك".

وتساعد الحكومة الأميركية في معالجة هذه المسألة في المواقع التاريخية التي تجذب السياح، وتمثل السياحة 13٪ من الاقتصاد المصري. وتنفق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية 14.8 مليون دولار لمشاريع الضخ المصرية في ستة مواقع تراثية عالمية رئيسية.

وقال عمر بدوي، 68 عاماً، وهو مهندس يساعد في إدارة أميال من المصارف التي تطوق الآثار الضخمة في معبد الكرنك: "علينا أن نخبر أطفالنا بعدم البناء على ضفاف نهر النيل".

ويضم حوض نهر النيل 11 دولة، هي: إريتريا، أوغندا، إثيوبيا، السودان، جنوب السودان، مصر، الكونغو الديمقراطية، بوروندي، تنزانيا، رواندا، وكينيا.

وفي فبراير/شباط 1999، وقَّعت دول الحوض مبادرة في تنزانيا، بهدف تدعيم أواصر التعاون الإقليمي.

وفي 2010، علّقت كلٌّ من القاهرة والخرطوم أنشطتهما في المبادرة، عقب توقيع باقي الدول على اتّفاقية إطارية في مدينة عنتيبي الأوغندية، باعتبارها "تقلّص حصصهما التاريخية من مياه النيل".‎

وتنص اتفاقية عنتيبي، على أن "مرتكزات التعاون بين دول مبادرة حوض النيل تعتمد على الانتفاع المنصف والمعقول من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل"، وسط مفاوضات جارية لإيجاد توافق بين الأطراف.

وتبلغ حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب، بينما تحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب، وتعرب القاهرة عن مخاوف عديدة جراء "سد النهضة"، الذي تبنيه إثيوبيا.

وفي وقت سابق الإثنين، استقبل الرئيس التنزاني ماجوفولي، نظيره المصري، بمطار جوليوس نيريري بالعاصمة التنزانية، وعقدا جلسات مباحثات ثنائية، ثم مؤتمراً صحفياً تطرَّق للعلاقات بين البلدين وأهمية دعمها.

وكانت الرئاسة المصرية، قالت في بيان سابق، إن جولة السيسي الإفريقية تأتي "في إطار انفتاح البلاد على القارة الإفريقية، وتكثيف التواصل والتنسيق مع الدول الإفريقية على الصعيدين الاقتصادي والتجاري".

تحميل المزيد