اللاجئة الفلسطينية التي اشتهرت عالمياً ببكائها خلال لقائها ميركل تحصل على الإقامة الدائمة وتنجو من الترحيل

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/29 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/29 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش

وضع قرار صدر عن مدينة روستوك الألمانية حداً لمعاناة الفتاة الفلسطينية ريم ساحويل، التي تصدر اسمها وسائل الإعلام في مختلف مناطق ألمانيا وعالمياً، قبل عامين، عندما حزنت من رد المستشارة أنجيلا ميركل على عرضها لمأساة عائلتها التي تخشى الترحيل، وعدم شعورها بالأمان كشأن زملائها اللاجئين.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن إدارة المدينة اليوم الجمعة تأكيدها أن ريم (17 عاماً) حصلت على حق الإقامة المفتوحة (الدائمة)، أي لن تكون خائفة من الترحيل بعد اليوم.

لقاء ميركل

وبحسب القوانين سيكون والدا ريم أيضاً محميين من الترحيل، وأشارت سلطات المدينة أن الحصول على الإقامة الدائمة يعد من بين شروط تقديم طلب الجنسية، الذي أصبح من حق الطفلة الفلسطينية أن تقدمه لاحقاً بما أن تصريح إقامتها المؤقت سينتهي في شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وبقيت إقامات والديها وأخواتها محدودة الأجل بمدد مختلفة، وفق تلفزيون "إن دي إر" العام، الذي صرت له ريم صيف هذا العام أنها أحياناً تمر بأوقات عصيبة لأنها تفتقد للأمان، لكنها اعتادت ذلك.

وكانت طلبات لجوء العائلة التي جاءت في العام 2011 إلى ألمانيا قد رُفضت ومُنحت إقامات محدودة الأجل لأسباب إنسانية.

ووصفت ريم بشكل مؤثر في شهر يونيو/حزيران من العام 2015 وضعها وموقف عائلتها الفلسطينية (عديمة الجنسية) الهاربة من لبنان إلى ألمانيا المهددة بالترحيل، خلال حلقة حوار مع ميركل، واصفة لطف الطلاب والمدرسين في التعامل معها، وحبها للعيش في ألمانيا، وكيف أنها لا تدري كيف سيكون مستقبلها.

المستشارة الألمانية ردت على قصة ريم بالقول إن السياسة تقسو أحياناً، فهناك الآلاف في مخيمات اللاجئين في لبنان، وإن قالوا لهؤلاء جميعاً إن باستطاعتهم القدوم لألمانيا، وأن بإمكان الجميع القدوم من إفريقيا فلن يكون باستطاعتهم تدبر الأمور في ألمانيا، مشيرة إلى أنه سيتوجب على البعض العودة إلى بلاده.

ريم لم تتحمل وقتها رد ميركل فبدأت في البكاء، وحاولت المستشارة مواساتها قائلة "لقد أبليت حسناً".
وتضاربت ردات الفعل بين غاضب من رد فعل ميركل معتبرين إياها قاسية متحجرة القلب وبين من اعتبرها محقة، وانتشرت صور اللقاء وهاشتاغ "ميركل تربت" على مواقع التواصل الاجتماعي.

الطفلة النجمة

مقولة ميركل حول عدم قدرة ألمانيا على استقبال جميع المهاجرين جاء قبل شهرين فقط من قرارها عدم إغلاق الحدود أمام اللاجئين القادمين براً عبر طريق البلقان حيث وصل مئات الآلاف منهم لاحقاً.

وبعد أن فوجئت ريم بالضجة الإعلامية التي حدثت حينها وطلبات التعليق من قبل المراسلين، باتت الآن معتادة على الظهور في الصحافة، وتُستقبل من طرف القنوات التلفزيونية لإجراء حوارات ومقابلات.

ريم التي تدرس في الصف التاسع وتتحدث الألمانية بطلاقة، تقول إنها عندما تفكر في ما حدث ذلك اليوم من العام 2015 تعتبره إيجابياً، وأضافت في برنامج "كولنر تريف" الحواري على قناة "في دي إر" في 22 من الشهر الحالي أنها تتعجب مما فعلته ذلك اليوم لأن من يعرفها يعلم أنها متحفظة، لكنها اعتبرت تلك اللحظة كفرصة لعرض ليس وضعها فحسب بل وضع الكثيرين ممن يمرون بظروف مشابهة.

وأشارت إلى أن معاناتها أثقلت كاهل المستشارة حينذاك حيث أمامها مهمة صعبة، لذلك تتفهم من ردها عليها. ريم التقت ميركل لاحقاً في شهر آذار من العام 2016، وكان اللقاء هادئاً وشخصياً ومختلفاً تماماً عن الوضع في البرنامج التلفزيوني، حيث كانت وحدها مع المستشارة ومديرة المدرسة.

حلم ريم..

لم يكن التضامن هو رد الفعل الوحيد للألمان بعد حوارها التلفزيوني، فقد واجهت ريم ردات فعل سلبية أيضاً، لكنها استطاعت التعامل معها، وحين سُئلت عن طبيعة هذه الردود، قالت إنه على سبيل المثال حينما يتعرف عليها بعض الناس في الشارع بمدينة روستوك يقولولون لها "لماذا أنت باقية هنا؟".

وسُلطت الأضواء مؤخراً من جديد على ريم، التي حصلت على منحة لتعلم العزف على البيانو والغناء، بعد أن أصدرت كتاباً عن حياتها في شهر آب الماضي، عنوانه "لدي حلم- كطفل لاجىء في ألمانيا".

هدفها من الكتاب، كما تقول، كان إظهار حقيقة المستشارة للأشخاص الذين فهموها بشكل خاطئ، كما شهد وضعها الصحي تحسناً أيضاً، إذ كانت قد أصيبت في انفجار عندما كانت صغيرة مما أدى إلى شللها بشكل جزئي، فخضعت لعلاج طويل على مدار سنوات، وبعد عام ونصف أصبحت لا تحتاج لكرسي متحرك ومن الصعب ملاحظة أنها تعرج بشكل طفيف عندما تمشي.

وكانت ريم قد جاءت للمرة الأولى لألمانيا في العام 2009 لإجراء عملية جراحية وبقيت فيها 20 يوماً قبل أن تعود دون أن يتحسن وضعها الصحي. والد ريم كما تحكي، جمع التبرعات من كل مكان من الجوامع والكنائس بهدف أن تجري عملية ثانية في ألمانيا، ثم سافرا من جديد إلى أوروبا فحلوا في البداية في السويد قبل أن ينتقلوا إلى ألمانيا لتبدأ مسيرة تحقيق حلمها في أن تصبح معلمة لغة ألمانية أو إنكليزية كما صرحت لتلفزيون "إن دي إر".

تحميل المزيد