حدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودي اللواء منصور التركي، شرطاً أساسياً لكي تتمكن المرأة السعودية من قيادة السيارة، وهو أن تكون فوق سن الــ18، بحسب ما نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية، الخميس 28 سبتمبر/ أيلول 2017.
وقال التركي أن "القرار السامي واضح في تطبيق أحكام نظام المرور ولوائحه على الذكور والإناث على حد سواء، وبالتالي السن المطبقة على مستوى العالم هو 18 من العمر، وهذا هو السن الذي يحق للشخص على الحصول على رخصة القيادة والقيادة في المملكة".
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد سمح، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2017، للنساء في السعودية بقيادة السيارة بدءاً من العام القادم، عبر إصداره قراراً بتطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة على الذكور والإناث على حد سواء.
وعن موافقة ولي الأمر عند استخراج الرخصة، أوضح التركي أن "القرار نص على تشكيل لجنة لوضع الضوابط، مضيفاً: "يجب أن لا نستبق الأحداث، أنا شخصياً لا يتوفر لدي معلومات عن هذا، وعلينا أن ننتظر استكمال اللجنة المشكلة لمسؤولياتها وستصدر القرارات اللازمة لاعتماد الضوابط التي يعتمدها ولاة الأمر بما ينسجم مع الشريعة الإسلامية والقيم المجتمعية".
وأثار قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة جدلاً وانقساماً في المجتمع السعودي بين مؤيد للقرار ورافض له. ولقي القرار، الذي وُصف بالتاريخي، ترحيباً محلياً دولياً واسعاً، كما ثمنت هيئة كبار العلماء قرار الملك، الذي "يتوخى مصلحة بلاده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية".
وقال سايمون هندرسون، هو زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، ومتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج العربي، إن القرار الجديد من شأنه أن يُفضي إلى تآكل الهيكل الاجتماعي التقليدي السعودي.
واعتبر أن القرار حول السماح للنساء في السعودية بقيادة السيارات أمرٌ غير عادي من الناحيتين الاجتماعية والسياسية. وهناك أيضاً بُعدٌ اقتصادي مهم: فحالياً، يشغل ما يُقدَّر بمليون رجلٍ أجنبي، معظمهم من جنوب آسيا والفلبين، وظائف القيادة للأسر السعودية. والآن، لن تُصبح العائلات في حاجةٍ إلى كثيرٍ منهم.
وتساءل هندرسون عما إذا كانت العائلة المالكة ستُصِر على قرارها. إذ ستمضي بضعة أشهر قبل أن تبدأ النساء في القيادة بصورةٍ قانونية سليمة. وسيتوجب عليهن طلب رخصة قيادة، ثم تلقي دروس تعليم القيادة كما هو مفترض. وربما سيتطلب الأمر نساءً في شرطة المرور السعودية كذلك. وهناك تفاصيل أخرى تستوجب التوضيح. هل تحتاج النساء إلى محرم من الذكور لتحصل على رخصتها؟ (سفير السعودية إلى واشنطن الأمير خالد بن سلمان قال بالأمس إنَّ ذلك لن يكون شرطاً). هل سيُسمح للنساء بالقيادة مع ذكرٍ لا تربطها به صلة قرابة في السيارة نفسها؟ هل يُمكن تجهيز النساء للانتظار؟