تحقيق النجاح الشخصي مرتبط باكتشاف الذات

مهما تقدَّم بنا العمر فنحن بحاجة إلى الاستمرار باكتشاف قدراتنا وإعادة حساباتنا وإدراك أن رحلة اكتشاف الذات لمن أراد هي رحلة طويلة لا نبلغها عند عمر معين، خاصة لمن أراد الاستمرار فيها علّه يتعرف على نفسه ويجد مبتغاه في هذه الحياة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/28 الساعة 02:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/28 الساعة 02:03 بتوقيت غرينتش

مهما تقدَّم بنا العمر فنحن بحاجة إلى الاستمرار باكتشاف قدراتنا وإعادة حساباتنا وإدراك أن رحلة اكتشاف الذات لمن أراد هي رحلة طويلة لا نبلغها عند عمر معين، خاصة لمن أراد الاستمرار فيها علّه يتعرف على نفسه ويجد مبتغاه في هذه الحياة.

لن يكون الوقت متأخراً أبداً علينا لنبدأ إلا بعد أن تأتي تلك اللحظة التي يفارق فيها الإنسان الحياة.

تلك اللحظة التي لا تصحيح بعدها، ولا تعديل، إلى حين موعدها كثير من الأشياء تظل ممكنة، ولو أن الخيارات تصبح أقل وأقل مع تقدّم العمر وتغيّر الظروف.

أحياناً حتى وإن كان الإنسان صغيراً في العمر يجد نفسه في ظروف قاهرة لا تعطيه الكثير من المساحة للتحرك والطموح والحلم، فمن يعيش في ظروف حرب أو ظروف فقر أو ظروف حصار مثل تلك التي يعيشها الناس في اليمن وسوريا والعراق لديه خيارات محدودة، ومع ذلك يظل إصرار الإنسان على الحياة والحلم والعمل والاستمرار دافعاً قوياً للوصول إلى طموحه ولتحقيق أهدافه.

في أي ظرف كنّا، وربما في ظل الظروف القاهرة أكثر يكون هناك حاجة ماسة لدراسة أنفسنا، لمعرفة نقاط قوتنا وضعفنا، فبدون ذلك سنظل عاجزين عن التحرك بشكل صحيح، واختيار الاتجاه الصحيح.

بدون دراسة الذات، يظل الإنسان معتمداً على رسائل الآخرين وأحكامهم، وما يرونه من زواياهم هم، فإذا اعتمدنا على تلك الأحكام والرسائل أصبحنا كما يريد الآخرون أو كما يرسمونه لنا ويتخيلون أن نكون.

قد نجد أنفسنا نمضي باتجاه مفروض، فمهنياً قد تكون الاختيارات المهنية سهلة لمن هم في مهنة الطب أو التعليم، فتدرّجه المهني وخطته في الحياة مرسومة بفعل انتمائه إلى مهنة تخضع لمنظومة من قوانين معينة ترسم خطة الترقي المهني والعلمي، لكن الأمر يكون أكثر صعوبة لأصحاب التخصصات الأخرى والمجالات الحرة، وحتى أولئك الذين لم يكملوا دراساتهم الجامعية.

إلى أين يتجه الواحد منا؟ وأين يجد نفسه وسط خيارات كثيرة أو حتى وسط خيارات أقل أو حتى وسط ظروف قاهرة؟ ربما علينا أن نتقبل أن الإجابة لن تأتي بغضون 24 ساعة أو 48 ساعة، لكنها تبدأ بإصرار الإنسان على البحث وعلى ترك خياراته مفتوحة.

قد تكون الأحلام التي حملناها في رؤوسنا أصلاً هي أحلام الغير، قد تكون أنت مهندساً لأن والدك رغب في أن تكون مهندساً، أو قد تكوني معلمة لأنه كان الأنسب لأسرتك أن تكوني كذلك، لا يهم أين أنت الآن، الأهم هو أين تتجه وكيف تصل إلى درجة من الرضا عن ذاتك بعملك بالمجال الذي تجد نفسك فيه، وبتحقيقك لأهدافك؟

فالرضا مقرون بتحقيق أهدافك أنت، أما العمل على تحقيق أهداف الآخرين فسيكون عملاً روتينياً مضنياً ومتعباً، ولذا فتحقيق أهدافك قد يعني تغييراً في مسارك، وشجاعة لاتخاذ القرار.

مهما قررت أن تفعل، فلا بد من التوقف ولا بد من إعادة الحسابات، ولا بد من التفكر في أصل أحلامنا ومصدرها، وخطواتنا ودرجة اقترابنا من الرضا عن أنفسنا.

عندما نقرر البحث عن مستقبل مختلف، علينا أن ندرك أن بداية التغيير بطيئة، وأن الخطوات ستكون صغيرة ومثلما يقولون طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، كذلك التغيير يبدأ بخطوة صغيرة تليها خطوات صغيرة، وبالتالي فملامح الطريق لا تظهر للكثير إلا بعد أن يكون المرء قد مضى وقطع شوطاً لا بأس به.

الخُطى إلى الأمام تحتاج وقفة مع الذات وتحتاج لمراجعة وحساب للأهداف وللخطوات؛ لنتأكد أننا نحقق أحلامنا نحن، وليس أحلام غيرنا، وحتى نحدد اتجاهنا في المستقبل، والمستقبل الذي نطمح إليه يأتي بخطوات صغيرة، لكنها مجتمعة قد تقودنا إلى المكان الذي نطمح إليه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد