حاول مدير مدرسة تركية الانتحار، بعد أن أعلنت وزارة التعليم في بلاده فتح تحقيق معه، لقيامه بتوبيخ طالب سرق حاسوباً تملكه المدرسة أمام رفاقه.
وبدأت القصة كما نشرها موقع "خبر ترك"، حينما اكتشفت إدارة مدرسة مصطفى كمال الأساسية في منطقة تشاناكلي شمال غربي تركيا، أن حاسوباً محمولاً فُقد من مختبرات المدرسة، حيث قام المدير "ت.و" بمشاهدة تسجيلات الكاميرات، ليجد أن طالباً في الصف الرابع اصطحب الحاسوب لمنزله بعد انتهاء الدوام.
ووصف المدير الطالبَ، الذي تبيَّن فيما بعد أنه أخذ الحاسوب للعب عليه في المنزل، بـ"السارق"، أمام زملائه في القسم، وهو ما أغضب الطفلَ البالغ من العمر 10 سنوات وعائلته، التي تقدَّمت لوزارة التعليم في البلدة بشكوى ضد المدير وإدارة المدرسة.
وبعد تلقيها الشكوى، أعلنت الوزارةُ فتحَ تحقيق في الحادثة، لتتحول فيما بعد لقضية رأي عام، تناولتها أغلب الصحف والمواقع في تركيا.
وتدخَّل عددٌ من المسؤولين في المنطقة، أبرزهم النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية بولانت توران، وقاموا بإهداء الطالب المُعنَّف جهاز حاسوب محمول، بعد أن قاموا بزيارته وتناول الطعام معه برفقة عائلته ومدرِّسيه.
وقدم توران اعتذاره لعائلة الطفل، مؤكداً أن تصرَّف مدير المدرسة لمعالجة الأمر لم يكن صائباً، مشيراً إلى أنهم سيتخذون الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار الحادثة.
وبعد الحادثة مباشرة قدَّم مدير المدرسة طلباً للحصول على إجازة لمدة 15 يوماً، حيث لجأ لمنزله وحاول الانتحار بأخذ كمية كبيرة من الأدوية، قبل أن يتدخل أقاربه ويسعفوه. وفور إنقاذه أجرت الطواقم الطبية الفحوصات اللازمة للمدير، ليتبين أنه بكامل قواه العقلية والجسدية، ولا يعاني من أية مشكلات ذهنية.
وتكافح الحكومة التركية ظاهرة العنف ضد الطلبة في مدارسها، حيث أعلنت مؤخراً، ومع بدء العام الدراسي الجديد، وضع خطة تشارك فيها العديد من الوزارات، تقضي بوضع كاميرات لمراقبة المدارس وبواباتها، وتعيين رجل أمن لكل مدرسة، لضمان عدم تعرُّض الطلبة لأية مخاطر قد تواجههم.