يتجدد الجدل في الكويت مع بداية كل عام هجري والشروع في إحياء الليالي العشر الأولى من شهر محرم. هذا الجدل يتمحور حول الدعاة الشيعة الذين تتم دعوتهم لإلقاء دروس دينية في الحسينيات الكويتية، حيث اعتاد عدد من النواب ورموز التيار السلفي اتهام بعض هؤلاء الدعاة الزائرين للكويت بأن لهم سوابق في سب صحابة النبي وأحياناً سب زوجته عائشة.
جدل متبادل
شرارة الاعتراض هذا العام أطلقها النائب وليد الطبطبائي، المحسوب على التيار السلفي، حيث غرد معترضاً على استضافة رجل الدين الشيعي السعودي منير الخباز قائلاً: "الاجتماع بالحسينيات لا نعترض عليه، لكن أن تتم دعوة معمَّمين لهم سوابق بسب الصحابة الكرام منير الخباز فهذا أمر لا يُقبل".
الاجتماع بالحسينيات لانعترض عليه لكن أن يتم دعوة معممين لهم سوابق بسب الصحابةالكرام مثل #منير_الخباز فهذا أمر لايقبل https://t.co/dc2N1QwaKX pic.twitter.com/lMV2bj46at
— وليد الطبطبائي (@Altabtabie) September 22, 2017
في المقابل، قام الناشط الشيعي الكويتي محمد خورشيد بالدفاع عن الخباز، حيث نشر مقطعاً لرجل الدين الشيعي يتحدث فيه عن القواسم المشتركة بين السنّة والشيعة. وتساءل خورشيد: هل ستعتذر وزارة الداخلية رسمياً بعد إبعاده؟
إلى وزير الداخلية و أمن الدولة :
هذا السيد آية الله منير الخباز
الذي قمتم بطرده دون تحقيق
فهل ستعتذرون رسميا له !!
اسمعوا #الحكومة_والمجلس pic.twitter.com/MBejKO4hLv— محمد خورشيد (@KohrsheedM) September 24, 2017
أما رئيس المكتب السياسي في تجمّع ثوابت الأمة بدر الداهوم، فقد اعترض على رجل دين شيعي آخر (عراقي الجنسية) وهو فاضل المالكي، متسائلاً: "يشتم صحابتنا ويدخل الكويت، كيف سمحت وزارة الداخلية لهؤلاء دخول البلاد؟!".
يشتم صحابتنا ويدخل الكويت، كيف سمحت وزارة الداخلية لهؤلاء دخول البلاد #اطردوا_مثيري_الطائفية https://t.co/syIDGBcX9L عبر @YouTube pic.twitter.com/sPhpnhvdmP
— د. بدر الداهوم (@DrBaderALdahoom) September 22, 2017
الداخلية تتدخل
وزارة الداخلية أبلغت كلاً من رجل الدين السعودي منير الخباز ورجل الدين العراقي باقر المقدسي ضرورة مغادرة الكويت وقد غادرا بالفعل، لافتاً إلى أنه سيتم التعامل مع الطعن في الثوابت الدينية بكل حزم بغض النظر عن الانتماءات المذهبية، كما أكد مصدر أمني في تصريح لـ"عربي بوست".
تحركات وزارة الداخلية جاءت بعد اعتراضات ناشطين ونواب كويتيين محسوبين على التيار السلفي أساساً، ومن بين المعترضين النائب السلفي محمد هايف المطيري، الذي بدوره سجل اعتراضه دون تحديد أسماء معينة، حيث غرد قائلاً: "على وزارة الداخلية إيقاف من عُرفوا بالزندقة وترحيلهم عن البلاد وكف بذاءاتهم في هذه الأيام الفاضلة والشهر الحرام عن أمهات المؤمنين والصحابة الكرام".
على وزارةالداخلية إيقاف من عرفوا بالزندقةوترحيلهم عن البلاد وكف بذاءاتهم في هذه الأيام الفاضلة والشهرالحرام عن أمهات المؤمنين والصحابةالكرام
— محمد هايف المطيري (@mhamdhaif) September 22, 2017
أما الناشط الشيعي علي الحبيب، فأكد لـ"عربي بوست" أن هذا الأمر يتكرر سنوياً، مطالباً بدوره وزارة الداخلية بعدم التقييد على استضافة رجال دين شيعة لإحياء الشعائر الحسينية في العشر الأول من شهر المحرم.
وتابع: "إذا كان هناك علامات استفهام على شخص معين، فلِم تم السماح له بالأصل بدخول الكويت؟ الواقع أن الطلب من بعض رجال الدين الشيعة بمغادرة الكويت يأتي بعد تدخلات النواب الذين يتكسبون من إثارة هذه القضايا من أجل زيادة شعبيتهم".
ووفقاً لتقرير صادر عن الخارجية الأميركية حول الحريات الدينية في الكويت، فإن عدد الشيعة الكويتيين يمثل قرابة ثلث عدد المواطنين الكويتيين الذي قارب 1.36 مليون نسمة.
وكانت الكويت قد طردت العام الماضي رجل الدين الشيعي جواد الإبراهيمي بعد انتشار مقطع له يسب فيه الصحابي عمر بن الخطاب رضى الله عنه.