أعلن مكتب التحقيقات التركية الانتهاء من فك شفرة الهواتف المحمولة لكل من الصحفية السورية حلا بركات 22 عاماً ووالدتها المعارضة عروبة 60 عاماً، اللتين عثر على جثتيهما في منزلهما مساء الخميس 21 سبتمبر/أيلول مذبوحتين بعد 3 أيام من الجريمة.
ولم تكشف بعد التحقيقات الأولية عن أي متهمين محتملين، واكتفت بحسب ما نشره خبر تورك بالقول أنها تتحقق من ادعاءات عائلة الضحيتين بأن تكون استخبارات النظام السوري هي من نفّذت الجريمة.
إحدى تلك الادعاءات كانت من معن بركات شقيق المعارضة عروبة الذي أدلى بإفادته للسلطات التركية، متهماً النظام السوري بتلك الجريمة، مستنداً بذلك على عدد من رسائل التهديد كانت قد تلقتها شقيقته وابنتها، إحداها تقول "أسكتوا أمكم وإلا سنقتلها بالنهاية" بحسب خبر تورك.
وأضاف شقيق المعارضة الذي كان آخر لقاء جمعه مع الضحيتين قبل يوم من وفاتهما، بأنهم لم يولوا تلك التهديدات أي أهمية.
وشارك معن إلى جانب أصدقاء الضحيتين وأقاربهما والكثير من السوريين والعرب ممن يعرف عروبة وابنتها أو لم يكن حتى على معرفة بهما، في الجنازة، وتمّ دفنهما في مقبرة الفاتح بإسطنبول السبت 23 سبتمبر/أيلول.
رسالة عزاء من القنصلية الأميركية
وقد أصدرت وزارة الخارجية الأميركية فور انتشار خبر مقتل الضحيتين بياناً أدانت فيه الجريمة، وذلك كون الصحفية حلا تحمل الجنسية الأميركية.
وقالت في البيان الذي أصدرته الجمعة 22 سبتمبر/أيلول "الولايات المتحدة تشعر بالحزن العميق لوفاة عروبة وحلا بركات. عملت حلا كصحفية لـ "أورينت نيوز"، ونتذكر العمل الشجاع الذي تقوم به والدتها، عروبة، وهي ناشطة سورية قدمت تقارير عن فظائع النظام السوري. والولايات المتحدة تدين مرتكبي جرائم القتل هذه وسنتابع التحقيق عن كثب".
شقيق عروبة أيضاً تلقى رسالة تعزية من القنصلية الأميركية تقول "معن بركات سنواصل العمل من أجل الحرية للسوريين ومن أجل أختك وابنة أختك".
وبحسب ما أوردته صحيفة "حرييت" التركية، فإن التحقيق الأولي للشرطة أظهر أن جريمة القتل قد تمت قبل 3 أو 4 أيام، حيث استخدم القاتل مساحيق الغسيل لإخفاء رائحة جثتيهما بعد أن قطع -وبحسب أحد جيران العائلة- رقبتيهما.
وأكد جيران العائلة السورية الذين تحدثوا للصحيفة التركية، أن سيارات الشرطة والإسعاف وصلت للمكان في وقت متأخر من الليل، وأن معلومات عن جريمة بشعة بحق عائلة سورية انتشرت بين سكان الحي، مؤكدين أنهم سمعوا من شهود العيان أن القاتل قد رشَّ مادة الكيلس على جثث القتيلتين وسريرهما.
ونقلت صحيفة "يني شفق" التركية عن عدد من معارف العائلة المغدورة، أن الناشطة السورية عروبة بركات تلقت خلال الفترة الماضية تهديدات من قِبل نظام بشار الأسد لمواقفها المعارضة لسياساته.
ونعت شذى بركات شقيقتها عروبة وابنتها حلا، وكتبت في حسابها على فيسبوك: "اغتالت يد الظلم والطغيان أختي الدكتورة عروبة بركات وابنتها حلا بركات في شقتهما بإسطنبول.. ننعي أختنا المناضلة الشريدة التي شردها نظام البعث منذ الثمانينيات إلى أن اغتالها أخيراً في أرض غريبة.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
ولفت ناشطون إلى أن عروبة بركات هي عضو سابق في "المجلس الوطني السوري"، مشيرين إلى أنها كانت من أبرز الشخصيات المعارضة التي تشارك في مظاهرات ضد نظام الأسد داخل مدينة إسطنبول.
في حين أن ابنتها حلا بركات تعمل صحفية بإحدى وسائل الإعلام المعارضة لنظام الأسد وتمارس عملها في مدينة إسطنبول.