الروح الرياضية لا تفسد للتنافس قضية!

لدى عشاق الرياضة من متابعيها وممارسيها بمختلف أنواعها، العديد من الأشكال من الشغف والطاقة، التي تحتاج للإشباع والتفريغ في ذات الوقت، هذا الأمر يجعل "التعصب الرياضي" مضماراً معبداً يزدحم بنقاشات مطولة جُلها لا يخرج بنتيجة مرضية ومتفق عليها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/23 الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/23 الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش

لدى عشاق الرياضة من متابعيها وممارسيها بمختلف أنواعها، العديد من الأشكال من الشغف والطاقة، التي تحتاج للإشباع والتفريغ في ذات الوقت، هذا الأمر يجعل "التعصب الرياضي" مضماراً معبداً يزدحم بنقاشات مطولة جُلها لا يخرج بنتيجة مرضية ومتفق عليها.

فالتنافسية والندية وتقارب المستوى تقدم صراعاً يتجاوز حدود الملاعب الرياضية غالباً، إلى المشجعين ويعزز اختلاف انتماءاتهم الرياضية، فترى أشقاء وأصدقاء خلال مباراة كرة قدم مثلاً، كـ"مغنطيسَين متنافرين" يدفع كل منهما الآخر عند كل تسديدة أو فرصة.

كل هذا قد يبقى ممتعاً وشيقاً إلى حد ما، وإلى نقطة معينة، أما بعدها تحتاج العودة إلى الروح الرياضية واحترام المنافس، لتثبيت قيم الرياضة والوقوف على أصلها كمتنفس للإنسان من الضغط النفسي والذهني، ومرآة تعكس مدى الحضارة والتقدم والوعي.

وللمتأمل فأصل الروح الرياضية يتمثل بروح الجماعة؛ حيث الاستمتاع بممارسة رياضة أو نشاط معين ضمن تعاون جماعي، مع احترام الأخلاق وإحساس الزمالة، وألا تخرج عن مضمونها وهدفها بعض النظر عن الخسارة أو الفوز، فالهدف يجب أن يكون أسمى من انتصار وأنبل من خسارة.

حب الرياضة وروحها لا يتمثلان فقط في تقبّل الخسارة وفوز المنافس، بل يتضمن الحفاظ على الحس الإنساني فيها، وصون جمالها كفن نبيل يترفع عن العنصرية، ولا ينتمي للفئوية.

وفي فترات ليست بعيدة، سادت وما زالت "العنصرية الجديدة" في الكثير من الملاعب الأوروبية والعربية، عنصرية تفرّق في اللون والعِرق، والدين، مخالفة في ذلك كل مفاهيم الرياضة كـ"لغة موحدة يفهمها كل شعوب العالم"، ضمن ألعاب لا تحتاج إلا لشغف وحب مشترك.

أمثلة الروح الرياضية وأسلوب تطبيقها عديدة، ومَن ينسى الأسطورة البرازيلية رونالدينهو الذي لم تفارق الابتسامة محياه حتى لو أهدر فرصة أمام خصمه في بطولة هامة، ومن شاهد الإيطالي دي روسي لاعب روما يتنازل عن ضربة جزاء غير صحيحة احتسبها الحكم بعد تعثره من تلقاء نفسه.

نبدأ من رياضة رفع الأثقال، عندما حطم الإنكليزي "إيديهال" في شهر مارس/آذار الماضي رقماً قياسياً عالمياً، بعد أن حمل وزن ألف و18 باوند (462 كلغ)، في بطولة "أرنولد كلاسيك 2015" في أستراليا، وحظي بتشجيع خاص من أسطورة كمال الأجسام الأميركي "أرنولد شوارزينجر"، صاحب الرقم القديم.

وفي كرة السلة، وفي لحظة تاريخية حطم لاعب لوس أنجلوس ليكرز كوبي براينت رقم الأسطورة السابقة لدوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA) مايكل غوردان الذي كان (32,292 نقطة)، حيث تم إيقاف المباراة ليتلقى كوبي التهنئة الحارة من غوردن نفسه.

وبادر أسطورة العملاق الكتالوني كارليسبويول الذي نشر عبر صفحة على "فيسبوك"، صورة تجمعه مع قائد ريال مدريد التاريخي راؤول غونزاليس وعنونها بالإسبانية "rivales no enemigos"، التي تعني "متنافسون وليس أعداء"، الأمر الذي كرره الاثنان خلال سنوات لعبهما في إسبانيا.

وحتى المبادئ التي تأسست عليه مجموعات "ألتراس" المتعصبة رياضياً بمفهومها الحالي كان يتمثل بالتشجيع دائماً والوقوف بجانب الفريق بغض النظر عن النتيجة فوزاً كانت أم خسارة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد