روايات عن إغراق الرضع وذبح الجدات.. إليك الحقيقة التي أظهرتها صور الأقمار لإحدى قرى الروهينغا

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/19 الساعة 15:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/19 الساعة 15:24 بتوقيت غرينتش

صور جديدة التُقطت بالأقمار الصناعية كشفت عن حقيقة الوضع في قرية تولا تولي في ميانمار التي تواردت أنباء عن وقائع مرعبة حدثت بها.

فقد ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الصور أظهرت البقايا المحترقة للقرية، مما يؤكد ما ورد في تقرير الصحيفة التفصيلي الذي نشر في وقت سابق من سبتمبر/أيلول 2017 عن تعرض هذه القرية للتخريب استناداً إلى روايات شهود عيان.

وروى عشرات الروهينغا من القرية تفاصيل بشعة عن العمليات الدموية التي قامت بها القوات المسلحة الميانمارية في 30 أغسطس/آب 2017 والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وإخلاء القرية وإشعال النيران فيها.

وبالفعل أظهرت الصور عالية الدقة التي التُقطت السبت الماضي، عندما توقفت الأمطار الموسمية لفترة قصيرة للمرة الأولى منذ أسابيع، دماراً شديداً لحق بالقرية، وفقاً لتحليلات منظمة العفو الدولية، التي تتبعت الصراع الدائر من الفضاء.

حتى النباتات لم تنجُ

وقد قالت منظمة العفو الدولية عن تولا تولي، المعروفة رسمياً في ميانمار باسمها البورمي مين جي، إن "الدمار الظاهر في الصور يتسق مع الإحراق الأخير الذي ظهر بوضوح من خلال الضرر الذي لحق بالغطاء النباتي المحيط".

كما أشار مسؤول في الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان إلى العنف ضد أقلية الروهينغا المسلمة باعتباره "مثالاً نموذجياً على التطهير العرقي". ويمتلئ هذا الصراع بالكراهية ضد الإسلام والتي صارت واسعة الانتشار في ميانمار.

لماذا نجت هذه المنطقة من الدمار!

وتظهر صور الأقمار الصناعية أن الجزء الجنوبي الغربي فقط من تولا تولي لا يزال سليماً، وعندما عُرضت الخريطة على لاجئي الروهينغا في وقت سابق من هذا الشهر، قالوا للغارديان إن هذا الجزء من القرية كان يسكنه أشخاص من راخين، وهم من البوذيين مثل معظم سكان ميانمار.

كما قال السكان لصحيفة الغارديان إن الجنود وعصابات بوذية محلية من راخين سرقوا أشياء قيّمة من الروهينغا قبل أيام من الهجوم، وأضافوا أن حملة في الصباح الباكر شنها الجيش قتلت العشرات.

مصير الجدات والرضع

وقال رجل يُدعى بيتام علي، إن جدته المسنة قد قُطع رأسها وأُحرقت، وأضاف آخرون أن الجنود أغرقوا الرضع والأطفال الصغار في النهر المحيط بالقرية.

وقالت كيت ألين، مديرة منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة إن "هذه الصور دليلٌ إضافيٌ دامغ على الرعب الذي يعيشه الروهينغا على أيدي الجيش الميانماري".

وأضافت "لا يمكن لأون سان سو تشي (الزعيمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام) مواصلة تجاهل الحقيقة الوحشية بأن الناس يتعرضون للذبح العشوائي وتُدمر منازلهم من قبل قوات الأمن".

لم يُسمح للصحفيين بالدخول إلى المنطقة كما لم ترد الحكومة على طلبات التعليق.

لعقود كانت الحكومة تلاحق الروهينغا بشكل منهجي، وهي على عكس الأدلة التاريخية، تعتبرهم مهاجرين "بنغاليين" غير قانونيين قادمين من بنغلاديش.
وتصاعدت أحداث العنف الأخيرة، والتي تعد الأكثر دموية حتى الآن، بعد أن شن الجيش هجوماً مضاداً هائلاً انتقاماً من كمائن، على غرار حرب العصابات، في 25 أغسطس/آب 2017 على يد جماعة مسلحة ناشئة من الروهينغا.

الأرض المحروقة

ونزح ما يقرب من 400 ألف شخص -أقل بقليل من نصف عدد الروهينغا الموجودين في ولاية راخين- إلى بنغلاديش، فارين مما تصفه منظمة العفو الدولية بالحملة واسعة النطاق للأرض المحروقة في شمال الولاية.

وفر العديد من الروهينغا بالفعل، وقد دفعت الاشتباكات الطائفية مع البوذيين في راخين 140 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم في عام 2012. وتوفي الآلاف منذ ذلك الحين إما في البحر أو في المخيمات في الغابات والتي يديرها مهربو البشر.

موقف الرهبان البوذيين

وقام القوميون البوذيون، بقيادة الرهبان المتشددين، بحملة طويلة تدعو إلى إخراج الروهينغا من البلاد، والحكومة بالفعل تقيد حقوق المواطنة الخاصة بهم وحصولهم على الخدمات.

وأدى القتال إلى نزوح أكثر من 30 ألف بوذي من راخين فضلاً عن الهندوس، بينما اتُهم مسلحو روهينغا -الذين يُسمون بجيش إنقاذ روهينغا أراكان- بالقيام بهجمات طائفية مساوية في الوحشية.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش في نيويورك اليوم الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2017 إن صور الأقمار الصناعية أظهرت حدوث تدمير شبه تام لـ 214 قرية في ولاية راخين منذ بدء العمليات.

وقد اكتشفت منظمة العفو الدولية ما لا يقل عن 80 حريقاً واسعاً في المناطق المأهولة في شمال راخين.
وأضاف البيان "تظهر المراجعة للمنطقة المحيطة أن أضرار الحريق لا تقتصر على مين جي، إذ يظهر في عدد من قرى المنطقة نفس الدمار الذي يمكن ملاحظته في مين جي".

تحميل المزيد