انتشرت قوات الشرطة خلال ليل الإثنين، 18 سبتمبر/أيلول 2017، في مدينة كركوك بشمالي العراق، للحيلولة دون تطور اشتباك مميت إلى صراع عرقي، قبل استفتاء مقرَّر على انفصال إقليم كردستان.
وترغب السلطات الكردية في إجراء الاستفتاء، في 25 سبتمبر/أيلول 2017 الجاري، رغم معارضة من الحكومة المركزية في بغداد والسكان غير الأكراد بالإقليم.
وأقامت قوات الأمن الكردية والشرطة نقاطَ تفتيش في أنحاء المدينة، بعد مقتل كردي في اشتباك مع حراس مكتب حزب سياسي تركماني في كركوك الغنية بالنفط.
وقالت مصادر أمنية، إن كرديَّيْن اثنين آخرين وحارساً تركمانياً أصيبوا أيضاً بجروح، في الاشتباك الذي اندلع عندما مرَّ أكراد في سيارات أمام مكتب الحزب التركماني، احتفالاً بالاستفتاء، وهم يحملون الأعلام الكردية.
وأضافت المصادر أن القتيل والمصابين الاثنين كانوا من بين المشاركين في الاحتفال.
وتصاعدت حدة التوتر في المدينة، بعد أن أقرَّ مجلسها الإقليمي الذي يقوده الأكراد هذا الشهر إدراجها ضمن استفتاء تنوي حكومة إقليم كردستان بشمالي العراق إجراءه هذا الشهر.
وتقع كركوك خارج الحدود الرسمية لمنطقة كردستان. ويتنازع الأكراد والحكومة المركزية في بغداد على المدينة التي يسكنها عرب وتركمان وأكراد.
وسيطرت قوات البشمركة الكردية على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها منذ 2014، خلال مواجهات مع تنظيم داعش.
ومن المنتظر أن يصوِّت أكراد العراق، في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول، في استفتاء مرتقب حول الانفصال عن بغداد، لكن الخبراء يعتبرونه وسيلة ضغط لإعادة التفاوض مع بغداد، حيال حصة الأكراد الاقتصادية والسياسية أكثر منه بداية لتقسيم البلاد.
وأعلن مسعود بارزاني، رئيس الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمالي العراق، في يونيو/حزيران الماضي، موعدَ الاستفتاء الذي رفضته بغداد.
وعلى الفور، تعالت الدعوات الخارجية إلى إلغاء عملية التصويت هذه. كما أن المحكمة الاتحادية العليا، أعلى سلطة قضائية في العراق، أمرت أمس الإثنين، 18 سبتمبر/أيلول 2017، بوقف الاستفتاء "لعدم دستوريته".
وفي يوليو/تموز الماضي، قال ممثل أربيل في طهران ناظم دباغ، لوكالة فرانس برس، إن الاستفتاء يهدف إلى "تسوية المشكلات مع العراق"، وليس "الانفصال".
وحدها إسرائيل أعربت عن دعمها لانفصال كردستان، رغم أن الدول المجاورة وواشنطن وآخرين، طالبوا كردستان، التي حصلت على حكمها الذاتي في العام 1991، أن تحل خلافاتها مع بغداد من دون تقسيم العراق، حيث ما زال تنظيم داعش يسيطر على معقلين.
البارزاني يشترط
وبالتزامن أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، عن شرطه الوحيد مقابل إصدار قرار نهائي بشأن الاستفتاء.
وقال في بيان بعد لقائه وزيرَ الدفاع البريطاني مايكل فالون، الإثنين 18 سبتمبر/أيلول "لم يبقَ خيارٌ آخر سوى الاستقلال"، مؤكداً على أن "الدعوات لتأجيل الاستفتاء من أجل الحوار مع بغداد فقط، دون معرفة مضمونه وطبيعة الضمانات الدولية، لا تؤجل الاستفتاء".
وبحسب البيان الذي نشره موقع "السومرية نيوز" العراقي، قال البارزاني: "إذا وافقت الحكومة العراقية على الحوار بهدف استقلال كردستان، وفق سقف زمني معين، ووجود ضمانات دولية، حينئذ ستجتمع القيادة السياسية الكردستانية، وستُقرر قرارها النهائي"، مشدداً على أن "البدائل المطروحة حتى الآن لا تحمل ضمانات للحوار مع بغداد من أجل الاستقلال".
وتابع: "جرَّبنا كافة أنواع العلاقات مع العراق، لكنها فشلت، لذلك لم يبق أمامنا سوى خيار الاستقلال، ونحن نريد أن نكون جيراناً جيدين، وبناء أفضل العلاقات".