يبدو أن الانتشار الواسع لفيديو ظهرت فيه شابة سورية مشوّهة الملامح نتيجة تعرّضها لاعتداء من زوجها البحريني، أحرج السلطات وأجبرها على التدخل والتوجيه بالعقاب الرادع.
وجاء التدخل على لسان رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة خلال اجتماع الإثنين 18 أيلول/ سبتمبر مع شخصيات بحرينية وشدد من خلاله على أنه ستتم معاقبة الفاعل بغض النظر عن جنسيته.
وأوضح آل خليفة بحسب ما نشرته أخبار الخليج أنّ المعتدي قد ثبت تورّطه في قضايا جنائية ومالية أثرت على حياته ورعايته لأهله.
التدخل جاء بعد يوم واحد من انتشار فيديو ظهرت فيه السيدة السورية وهي على سرير العلاج في مستشفى السليمانية، وقالت إن "وجودها في المنزل يضايقه، وهو يريد قتلها حتى يخلو له البيت، ويتزوج من فتاة، قال إنها موظفة، وسوف تُدرّ عليه دخلاً شهرياً"، وأكدت قائلة: "كان يريد قتلي".
وأضافت أن "طليقها عرض عليها البقاء في منزله شرط الزواج منها متعة"، ولما رفضت بدأ في ضربها وألقاها على الأرض، وضرب وجهها بأرضية المنزل، فيما قال محامي الضحية، إن زوجها "لحق بها إلى الطابق السفلي من المنزل، ولَكَمها عدة مرات، وأمسك رأسها وضربه في الحائط بعنف، ثم أمسك قطعة من السيراميك فكسرها فوق رأسها، فسقطت غارقة في دمائها".
حقوق الإنسان
القضية أيضاً لاقت اهتماماً من قبل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان للوقوف على الأسباب التي أدت لوقوع هذا الاعتداء العنيف، وتقديم التأهيل المعنوي للسورية المعنّفة.
ونقلت صحيفة "الأيام" عن شقيقة المعنّفة قولها، إنه "أثناء وجود زهراء في المطبخ لإعداد الطعام، تفاجأت بدخول زوجها عليها، وهو في حالة هستيرية، وأمسكها من شعرها وأخذ يجرها على الأرض، ثم قام بضرب رأسها بالحائط عدة مرات، بعدها أخذ قطعة من (السيراميك) وضربها بها، إلى أن سقطت على الأرض مغشياً عليها".
ولولا تحرك ابنتها الكبرى لكانت السيدة قد فارقت الحياة، حيث ذكر المحامي أن ابنتها "عندما رأت الاعتداء على أمها الغارقة في الدماء، سارعت لإنقاذها، فوجدت والدها يقول خلاص افتكينا منها، وهنا أصيبت الفتاة بالرعب، فهرولت نحو بيت الجيران لتخبرهم بما حدث، وقام الجيران بطلب الإسعاف، وساعدوا في نقلها إلى المستشفى".
وأشار المحامي إلى إصابتها بارتجاج ونزيف في الدماغ، وتورم شديد للعينين، ونزيف مستمر، وكدمات (تورمات) في رأسها بالكامل، مع رضوض أخرى بالجسم.
ونشرت حسابات على موقع "تويتر" مقطع فيديو للسيدة السورية زهراء، وهي تتكلم بصعوبة ووجهها مليء بالكدمات، وطالبت السلطات البحرينية بحمايتها وحماية أولادها، كما ظهرت في فيديو آخر تتحدث عن اعتداء زوجها عليها.
#زهراء_صبحي سورية متزوجة من بحريني ضحية #عنف_أسري ، المرأة العربية بشكل عام تحت كنف رجل اما يرعاها او يذلها !! pic.twitter.com/3ZKL96fMLF
— . ? (@Rada_183M) September 16, 2017
محاسبة الجاني
وقالت صحيفة "أخبار الخليج"، إن النيابة العامة بدأت صباح اليوم الأحد بالتحقيق مع البحريني البالغ من العمر 52 عاماً، مشيرةً إلى أنها أمرت بحبسه 7 أيام على ذمة التحقيق في القضية، بعدما وجهت إليه تهمة الاعتداء على سلامة جسد الغير.
وقال محامي السيدة إن طليقها اعتدى عليها مرات عدة، وإنه يحتجز جواز سفرها السوري، مشيراً أن الرجل رفض تنفيذ حكم قضائي بتسليمها جواز سفرها، فأمرت محكمة التنفيذ بحبسه أسبوعين.
وأضاف أنه "خلال عام 2016 قامت بتوكيلي للمطالبة بحقوقها، وفعلاً رفعت الدعاوى وكسبت حق الحضانة ونفقة الأولاد، وبعد صدور الأحكام لصالحها صار يزداد أذى وعنفاً لعائلته، (…) وشرع بتكسير أسنانها الأمامية، واشتكت منه مرات من دون جدوى".
غضب من الاعتداء
وأثارت الحادثة ردود أفعال غاضبة لدى مواطنين في البحرين على شبكات التواصل الاجتماعي، وطالبوا عبر هاشتاغ نشروه باسم #زهراء_صبحي بمحاسبة الرجل، وإنصاف السيدة السورية، وأشار بعضهم إلى أن مثل هذه الحوادث تأتي بسبب غياب ضمان حقوق المرأة في المجتمع.