نفس الشيء.. لكن تحبون reader عوض قارئ

انتشرت مؤخراً عبارة ساخرة "نفس الشيء، لكن تحبون الكفار"، لست على علم أو اطلاع إذا ما كانت تستعمل على صفحات عربية ساخرة، إلا أنها كثيراً ما استعملت في المغربية منها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/16 الساعة 03:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/16 الساعة 03:41 بتوقيت غرينتش

انتشرت مؤخراً عبارة ساخرة "نفس الشيء، لكن تحبون الكفار"، لست على علم أو اطلاع إذا ما كانت تستعمل على صفحات عربية ساخرة، إلا أنها كثيراً ما استعملت في المغربية منها.

ببساطة سأشرح لكم المعنى لمن لم يستسِغ بعد معناها، العبارة معناها بكل بساطة أننا نفضل دوماً الموديل الغربي على العربي، وإن كان النموذج العربي على نفس الاستحقاق أو أكثر من الآخر الغربي، إلا أنه كثيراً ما يميل الجمهور العربي إلى تشجيع الشخص الغربي والتنويه بالعمل الذي قام به، بدلاً من تشجيع أحد أبناء بلده، بل ويذهب إلى حد السخرية أحياناً والانتقاص من قيمة المجهود الذي بذله.

إلا أن فكرتي هنا سترتكز بالذات على فعل القراءة، ففي الآونة الأخيرة أخذنا نلحظ وبشكل مستمر شباباً ينغمسون في قراءة الكتب بينما هم ينتظرون الحافلة، أو في الطريق نحو وجهة ما، بل وينضمون جلسات للقراءة ومناقشة كتاب ما يتفقون على قراءته مسبقاً، وإن كان الأمر غير منتشر على نطاق واسع، إلا أن مجرد رؤية بادرة كهذه تثلج الصدر.

كل هذا وما زلت لم أتطرق للنقطة التي أريد الإشارة إليها، ولعل العنوان سيساعدني في إيضاح ما أود الحديث عنه.

إن ما يشد انتباهي ويتركني في حالة استغراب وحيرة من أمري هو ردة فعل المجتمع تجاه كل من حمل كتاباً بين يديه، والأمر هنا يقتصر فقط على مَن هم من نفس البيئة والوسط، في حين إذا كان حامله شخصاً أجنبياً سرعان ما توالت عبارات المدح والإعجاب والإشادة، بل وتكاد الكلمات لا تكفي صاحبها لوصف شدة انبساطه بما يراه… أما وإذا كان المتأمل بين سطور ذاك الكتاب شاباً عربياً فسرعان ما تتوالى الأوصاف والألقاب بين مَن سمّاه بالمتكبر والمتعجرف وآخر نعته بالمقلد لثقافة الغربيين، بين من يسخر من فعلته وبين من رسمه مثقفاً تافهاً، وبين آخر يذهب لحد القول "كأن الكتاب سيجلب لك عملاً"..

سخرية واستهزاء وتهكم لا تنمّ إلا عن عقول غزاها الفراغ، فغدت محطة صفير ريح عاتية. ولست بقولي هذا أعمم ولا أسقط حكمي، فليس الأمر سيان بالنسبة للجميع، فمن الناس من يشيدون بفعل كهذا ونحن أمة اقرأ التي نزل فيها قوله تعالى: "اقرأ".

لذا نصيحتي وإن كنت أعد نفسي فرداً منكم أعزائي القراء، فالنصيحة موجهة إليّ بقدر ما هي موجهة لكم؛ كوننا نعيش في أحضان مجتمع أهمل القراءة وتناساها لا يجعلنا ملزمين باتباعه في كل هذا وذاك، وإن كانت ثقافة القراءة مندثرة بعض الشيء في صفوف أفراد هذا العالم، فالأحق أن نتناول كتاباً ونربي أنفسنا على القراءة، ففيها من العوالم أجملها ومن الفائدة أنفعها، عوض الانهماك في مواقع تكاثر فيها المزاح واختلط فيها الحق بالباطل.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد