يعقد برلمان إقليم كردستان العراق الشمالي، مساء الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2017 جلسة تهدف لمنح إطار قانوني لإجراء استفتاء حول استقلال الإقليم، بتأييد من رئيس الإقليم مسعود بارزاني، الذي يترك في الوقت ذاته الباب مفتوحاً أمام تسوية في اللحظة الأخيرة إزاء المعارضة المتزايدة من قبل بغداد.
ويصوت برلمان الإقليم الذي يعود للعمل مجدداً بعد عامين من توقفه عند السابعة مساء (16,00 توقيت غرينتش) ، من أجل "إعطاء إطار قانوني" للاستفتاء الذي دعا إليه رئيس الإقليم بارزاني، ويشمل جميع مناطق الإقليم، في حزيران/يونيو الماضي.
وتثير الدعوة إلى إجراء الاستفتاء حول استقلال الإقليم، قلق الدول المجاورة خصوصاً تركيا من أنه قد يغذي الطموحات الانفصالية للأقليات الكردية على أراضيها.
بدورها، أعربت واشنطن عن قلقها إذ ترى أن الاستفتاء يشكل عائقاً أمام جهود الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التي تقودها قوى كردية وعربية في سوريا.
وفي مسعى لإرجاء الاستفتاء، قدمت الولايات المتحدة ودول أخرى مساء السبت إلى برزاني "مشروعاً" يتضمن مقترحات "بديلة".
وتعهد الرئيس الكردي بالرد سريعاً بعد أن أعاد التأكيد خلال اجتماع كبير في شمال البلاد الخميس على أن الاستقلال هو الخيار "الوحيد" المتبقي أمام الأكراد.
وكان الحزب الديمقراطي في كردستان بزعامة بارزاني أجرى مفاوضات مطولة مع الحزبين الرئيسيين في الإقليم، الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة طالباني) وحزب التغيير بهدف عقد جلسة لبرلمان الإقليم.
وتوقف برلمان الإقليم عن عقد جلساته، منذ أكثر من عامين، فيما انتهت فترة ولاية بارزاني عام 2015، لكنه واصل تمسكه بالسلطة بحجة أن العراق وكردستان يواصلان الحرب ضد "داعش" والظروف لا تسمح بإجراء الانتخابات.
ومن المقرر أن يعقد برلمان الإقليم، اليوم الجمعة جلسة بعد رفض مجلس النواب العراقي مرتين هذا الأسبوع إجراء الاستفتاء، في ظل مغادرة النواب الأكراد الجلسة في كل مرة.
انقسامات في المجتمع
وصوت مجلس النواب العراقي الثلاثاء، على رفض إجراء الاستفتاء بهدف "الحفاظ على وحدة العراق"، كما قرر الخميس إقالة محافظ كركوك المتنازع عليها لاتخاذه القرار بتنظيم الاستفتاء رغم رفض الحكومة المركزية.
ويستفيد إقليم كردستان منذ العام 1991، من حكم ذاتي متزايد في السنوات الماضية.
وأعلن بارزاني في حزيران/يونيو، تحديد يوم 25 من أيلول/سبتمبر موعداً لإجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم، وهو ما يوجه بحسب خبراء إشارة واضحة بأن العراق يدخل مرحلة جديدة.
فهو يعود إلى المشاكل الطائفية والإتنية في البلاد بعد ثلاث سنوات من المعارك لطرد جهاديي "داعش" الذي سيطر على ثلث أراضي البلاد لفترة معينة.
وتتزايد المخاوف من احتمال وقوع أعمال عنف بين قوات البشمركة الكردية وفصائل مسلحة منتشرة في عموم العراق، تقاتل إلى جانب القوات الأمنية لاستعادة السيطرة على مناطق سقطت بيد الجهاديين.
والخميس، حذر هادي العامري، الأمين العام لمنظمة "بدر" المنضوية في الحشد الشعبي، من أن استفتاء إقليم كردستان قد يجر إلى "حرب أهلية"، داعياً الجميع إلى منع التداعيات السلبية للاستفتاء.
وقال العامري في كلمة ألقاها خلال مهرجان في النجف: "يؤرقنا موضوع الاستفتاء في كردستان"، محذراً من أنه "قد يجرنا إلى حرب أهلية".
كما دعت تركيا الخميس كردستان إلى إلغاء الاستفتاء حول استقلاله، عبر المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أشار إلى أن هذا الاستفتاء سيؤدي إلى "عزل أربيل".
ويحصل إقليم كردستان العراق، على موارده الرئيسية من تصدير النفط عبر خط أنابيب موصول بميناء جيهان التركي.
فيما انقسم أكراد العراق، يقدر عددهم 5,5 مليون نسمة وهم مدعوون للاستفتاء على استقلال الإقليم، حول صواب إجراء مشاورات حالياً حول الاستقلال.