تسبَّب نشرُ حزب ألماني ساخر، يدعى "الحزب- دي بارتاي"، صورةً استفزازيةً ساخرةً من شعار حزب أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي الانتخابي، يظهر فيها الطفل السوري الغريق إيلان كردي، في سخط بألمانيا ومن قِبل والد الطفل.
وعلى غرار شعار "الحزب المسيحي الديمقراطي": "لأجل ألمانيا نعيش فيها بشكل جيد وبسرور"، كتبت رابطة حزب "الحزب" في دريسدن، عاصمة ولاية ساكسونيا (شرق البلاد)، على صورة إيلان الشهيرة وهو ملقىً على شاطئ بودروم في تركيا: "الشاطئ نستلقي فيه بشكل جيد وبسرور"، في إشارة إلى أن وصول اللاجئين إلى الشواطئ يفسد الاستلقاء عليها.
ويريد الحزب، من خلال هذه اللافتة، انتقاد سياسة ميركل بشأن اللاجئين، والتي يراها حالياً تعمل على عزل بلدها لمنع دخول اللاجئين.
وقال عبد الله كردي، والد إيلان المقيم بأربيل في كردستان العراق، لموقع "بيلد أونلاين"، إنه يحزن لدى رؤية صورة ابنه تُستخدم في مثل هذه السياقات.
كانت زوجة عبد الله وابناهما وآلاف قد غرقوا في البحر في شهر سبتمبر/أيلول 2015، عندما كانوا يحاولون الوصول من تركيا إلى اليونان، وتحولت صورة إيلان إلى رمز لضحايا سياسة اللجوء الفاشلة بأوروبا والعالم، وعجز قادتها عن تقديم المساعدة لهم، وانتشرت في كل أنحاء العالم.
ويقول عبد الله إن ميركل كانت السياسية الوحيدة في العالم التي تولت المسؤولية وقت غرق ابنه، مضيفاً أنه ممتنٌّ حتى الآن رغم مأساتهم العائلية على استقبال ألمانيا الكثير من اللاجئين، ويجد توجيه مثل هذه الاتهامات لها عبر هذه الصورة أمراً سيئاً.
وبرر زعيم حزب "الحزب"، مارتن سونهبورن، في لقاء مع موقع "ميديا"، نشر هذه اللافتة، بأنها تتناسب مع الوضع الحالي، الذي يتم فيه إبقاء مصائر ومقتل اللاجئين بعيداً عن الحملة الانتخابية والرأي العام، مبيناً أنهم عكس التحالف الحكومي الكبير (الذي يضم المحافظين بقيادة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي) يريدون فتح نقاش عن تواصل مقتل اللاجئين. ودعا إلى أن تُوجه الانتقادات التي وصلت إليهم على الإنترنت إلى المستشارية في برلين.
Die #CDU ist empört: Geht #DiePARTEI mit diesem Plakat zu weit? https://t.co/pcxgdBhTUv pic.twitter.com/uKFHBRup2G
— TAG24 Dresden (@TAG24DD) September 12, 2017
وكان السياسي في حزب ميركل المسيحي الديمقراطي في ولاية ساكسونيا ميشائيل كريتشمر قد أكد أنه لا يمكن عرض شيء أقل ابتذالاً من هذه اللافتة. ولم يعلن الحزب عن اتخاذ أي خطوات قانونية حيال السخرية من شعارهم.
وأقر ماكس أشنباخ، رئيس رابطة حزب "الحزب، بأن اللافتة مبتذلة بالطبع، لكن ليس بقدر ابتذال سياسة اللجوء الحالية. وأشار إلى أنه لا تتماشى الحملة الانتخابية، الخالية تقريباً من القضايا المناقشة، مع غرق آلاف الأشخاص في البحرالمتوسط.
وأشار أشنباخ، الذي صمم اللافتة بنفسه، إلى أنه إلى جانب ردود الفعل الرافضة وصلت لهم أيضاً ردود إيجابية تشكرهم على طرحهم هذه المشكلة.
وحذف فيسبوك منشورات للصورة المذكورة على الموقع بعض الوقت، وسط الانزعاج الكبير الذي لاقته، الأمر الذي اعتبرته فيسبوك خطأً واعتذرت عنه.
وعُلقت اللافتة حالياً بمدينة دريسدن، ويريد الحزب توزيعها في كل أنحاء ألمانيا، وفق موقع "تاغ 24".
ودعا عبد الله كردي، الحزب إلى عدم استخدام صورة ابنه مطولاً، موضحاً أنه يجب على البعض التفكير فيما إذا لم كان استثمار المال لأجل اللاجئين أفضل من صرفها على هذه اللافتات، لافتاً إلى حاجة اللاجئين للمساعدة المالية في سوريا والعراق وبلدان كثيرة أخرى.
وذكر موقع تلفزيون "آر تي إل" أن هذه الصورة تعيد إلى الأذهان التساؤل عن حدود السخرية المسموح بها، مؤكداً أن "الحزب" حقق هدفه المرجو؛ إذ حظيت فكرته باهتمام كبير وانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.