"لولا الكرامة العربية تحترم النساء، لكان لي تصرُّف آخر معها"، بهذه العبارة تبرَّأ النائب الأردني صداح الحباشنة من كلام البرلمانية السابقة هند الفايز الذي قالته في لقاء عُقد بمنزله، بعد أن اعتبر النائب أن حديثها يسيء إلى ملك البلاد عبد الله الثاني.
ردُّ "الفايز" جاء أكثر حدةً؛ إذ قالت للنائب، الذي اعتذر للملك عما قيل في اللقاء: "سيبقى العبد في هوان ما دام خوف العبد هو من العبد لا خوفه من رب العباد".
شهرة "الفايز" لا تأتي من كونها برلمانيةً سابقةً فحسب؛ إذ إن مواقفها اللافتة عالقة في ذاكرة الأردنيين، سواء اتفقوا معها أو اختلفوا معها.
وهذه المرة عادت هند لواجهة الجدل السياسي في البلاد؛ بسبب تداعيات اللقاء الحواري الذي عُقد في محافظة الكرك جنوب عُمان، بضيافة النائب الأردني صداح الحباشنة، ودُعيت إليه الفايز.
لماذا تراجَع المضيف عن بيان المجتمِعين؟!
الحدث الذي ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2017، وحتى الصفحات الشخصية للنواب والمعارضين، ليس اللقاء، ولكن البيان الذي صدر عن المجتمِعين، وتراجَع عنه مستضيف اللقاء النائب الحباشنة، مقدماً اعتذاره للملك.
فقد كتب النائب الحباشنة على صفحته الشخصية: "أعتذر لجلالتكم عما بدر من إساءة لمقامكم السامي في منزلي من قِبل أشخاص لم أكن أعلم بأنهم سيقومون بفعل ذلك".
وأردف قائلاً: "ولولا الكرامة العربية تحترم النساء، لكان لي تصرف آخر".
وأعلن الحباشنة ابتعاده عن أي سياسة من شأنها المسّ بأمن واستقرار البلاد، متعهداً بالبقاء جندياً للوطن، وأنه لن يشارك أو يستقبل من يقوم بالمساس بالولاء والانتماء لآل البيت.
ومن جملة ما كتب أيضاً: "لقد كان عنوان اللقاء هو مناقشة تعديل قانون الضرائب الجديد، وليس النيل من الخطوط الحمراء التي هي بمثابة إجماع لكل الأردنيين".
ردّ "الفايز" الصادم
قيل إن سبب الاعتذار الذي قدمه الحباشنة، يعود للسقف المرتفع للكلمة التي ألقتها "الفايز" في أثناء اللقاء الحواري، الذي عُقد أساساً لنقاش سياسة الحكومة الحالية.
الأمر الذي استدعى أن تردّ "الفايز" على الحباشنة عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، قائلةً: "لو أنك انزعجت من كلمتي الصريحة، والتي في كل حرف فيها حق وواقع، وهي لم تخرج عن إطار التاريخ والدستور الأردني- لما كنت قد أثنيت على كلمتي، وبعدها كتبنا بياناً لما بعد هذا اللقاء، وصممت على التقاط صورة تذكارية"، وأردفت قائلةً له: "أنت كنت فخوراً بهذا الإنجار!"، حسب تعبيرها.
وتابعت "الفايز": "تفاجأنا من موقفك، ويبدو أنك تعرضت لضغوط جعلتك تتراجع، وهذا يؤكد على كلامي بأن الناس خائفة".
وأضافت قائلةً: "سنستمر في مسيرتنا، ولن نعول على أشباه الرجال، وسأُعيد وأكرر: الشعب جاع واستُنزف، ومن حقه أن يكون شريكاً في أن يختار حكوماته، لا أن يدفع فواتير أخطائها وتقاعدَ وزرائها وكأنه يعيش في مزرعة لا وطن!"، حسب تعبيرها.
وتساءلت "الفايز": " أين الخطوط الحمراء التي تجاوزناها عندما تحدثنا عن المبايعة والهاشميون يفخرون بها كما الشعب الأردني؟! وهل الخطوط الحمراء بأن نقول إن الملك يدري، فهل قصدك أنه لا يدري، أم أننا تجاوزنا الخطوط الحمراء عندما نطالب بحكومة من الشارع؟!".
وخاطبته: "سأقول لك: سيبقى العبد في (هوان) ما دام خوف العبد هو من العبد لا خوفه من رب العباد"، حسب قولها.
ماذا حدث لها في انتخابات 2016؟
وأثارت "الفائز" الجدل خلال الانتخابات النيابية عام 2016، والتي خسرتها.
وقالت "الفايز" قبل إعلان النتائج، بغضب شديد لم يلقَ اهتماماً رسمياً، إنها تعرضت لاستهداف ؛لكي تخسر في الانتخابات من قِبل مسؤول حكومي، وإن "10 صناديق اقتراع سُرقت، ولم يتضح مصيرها في دائرة بدو الوسط"، حسب قولها.
وسبق أن خاضت "الفايز" الانتخابات النيابية في عامي 2007 و2010، لكنها لم تصل للمقعد النيابي إلا في المجلس السابع عشر عام 2013 من خلال الكوتا النسائية عن دائرة بدو الوسط.
قطع لسان نائب بالبرلمان
وتعارض "الفايز" المشروع النووي في البلاد، وخلال جلسة خُصصت لمناقشة المشروع مع خبراء، وقعت مشادة كلامية بينها وبين النائب محمد الدوايمة، عندما كانت عضوة في البرلمان، تضمنت عبارات وُصفت بـ"المسيئة" إلى "الفايز"، وانتهى الأمر بحلبة صلح عشائرية (جاهة عطوة عشائرية)، قادها مسؤولون رسميون من العيار الثقيل، لتطييب النفوس.
المشادة وما تبعها من إساءات إلى "الفايز"، كاد النائب الدوايمة خلالها أن يفقد لسانه، وفقاً للحكم العشائري، أو أن يفتديه بنحو 100 ناقة.
"اقعدي يا هند"
أصبحت هذه الجملة مشهورة ومحل تندُّر الشارع الأردني، الذي يعرف المناسبة التي قيلت فيها؛ إذ أطلقها النائب يحيى السعود، في جلسة للبرلمان السابق، عندما جاء دوره ليتحدث بعد سجال بين نائبين؛ فتدخلت "الفايز" لمصلحة واحد من النائبين المتلاسنين.
في حينها، طلب السعود من "الفايز" أن تهدأ وتتوقف عن الكلام؛ ليتسنى له البدء في حديثه، لكنها استمرت في الحديث، فيطلب السعود من "الفايز" الهدوء، قائلاً: "اقعدي يا هند"، فلم تستجب له "الفايز"، فما كان من السعود إلا أن قال: " الله ينتقم منه اللي جاب الكوتا النسائية على المجلس".
فردت "الفايز": "لسه الكوتا أحسن من البسطات"، في إشارة إلى السعود، الذي قيل عنه إنه يملك بسطات البيع، التي يعمل عليها عدد من بسطاء الحال في الأحياء الشعبية.