قالوا قديماً "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة".. ولكن الفتاة السعودية براءة لحيد قررت أن تبدأ مشوار نضالها من أجل حق نساء المملكة في قيادة السيارات بـ"دراجة".
فقد أسست براءة (25 عاماً) في العام الماضي أول جمعية لركوب الدراجات من الجنسين بالمملكة العربية السعودية تحمل اسم سكوبس هاب؛ وتتولى حالياً إدارة المتجر الوحيد لبيع أدوات ركوب الدراجات للنساء فقط بالمملكة والذي يضم مقهى وورش إصلاح.
ورغم سماح السلطات للمرأة بركوب الدراجات، إلا أن ذلك يقتصر فقط على الحدائق العامة والشواطئ، ويشترط وجود أحد المحارم الذكور، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
شقيقها "الواجهة" القانونية
بعد التخرج من الجامعة، كانت ترغب براءة في العمل في ورشة لإصلاح الدراجات ولكن لم يقبل أحد توظيفها. ولذا ذهبت في العام الماضي في رحلة بالدراجة إلى الصين مع شقيقها وعادت إلى الرياض وقررت أن تركب دراجتها بحرية ولكنها واجهت العديد من العقبات، ومن بينها أن العباءة السوداء الطويلة التي ترتديها كانت تشتبك دائماً مع أسلاك الدراجة.
تقول براءة "ومع ذلك، لم يكن ذلك هو التحدي الأكبر. بل كان التحدي يتمثل في العقبات الثقافية". فقد كان الناس يفتحون نوافذ منازلهم دائماً ويسبونها وكانت الشرطة توقفها باستمرار. وقالت ضاحكة "تم توقيفي في الأسبوع الماضي لأن شخصاً ما تقدم بشكوى ضدي بزعم اقتراف جريمة يعاقب عليها القانون".
وتروي "حينما بدأت ممارسة ركوب الدراجات، قال لي أصدقائي المقربون: إذا رأيناك يا براءة، سوف نصورك ونضحك عليك. أنت فتاة وليس من المفترض أن تفعلي ذلك".
وبخلاف شقيقتها، وشقيقها -أحد نشطاء الحركة النسائية القليلين للغاية من الذكور بالمملكة- كانت أسرتها متحفظة للغاية، توضح: "كانت عقلية والديّ مختلفة وكانا يشعران بالقلق من رد فعل العائلة الأكثر تحفظاً".
وتحلم براءة بأن تتمتع كل النساء السعوديات بحرية ركوب الدراجات، قائلة: "واجهت في البداية الاعتداء والسلبية". وخشيت بعض النساء أن تضلل براءة بناتهن فيفعلن مثلها، على حد قولها.
وحينما شعرت بعدم وجود أي حلفاء لها، قررت أن تصبح نموذجاً يحتذى به وسرعان ما وجدت البعض ينضم إليها.
فنظراً لأن افتتاح مركز نسائي لركوب الدراجات أمر بعيد المنال من الناحية القانونية والاجتماعية، كان سبوكس هاب في الأساس يقدم خدماته للرجال بصورة حصرية ويقع مقره بالجامعة التي يدرس بها شقيقها.
وبذلك منعت براءة من ممارسة العمل بشركتها الخاصة. وقد وجدت حلولاً لضم النساء والفتيات إلى المركز، كأن تقدم خدمات سبوكس هاب من مؤخرة شاحنة. وقامت أيضاً بتصميم عباءة خاصة لركوب الدراجات ذات أرجل وأوشكت على تسجيل براءة ذلك الاختراع.
ولجذب الدعم، لا يمكن توصيف سبوكس هاب باعتباره مركزاً خاصاً بالنساء؛ بل كان شقيقها يتولى تمثيل المركز في كثير من الأحيان.
وتقول براءة "كان المستثمرون يسخرون حينما يسمعون عن امرأة تتولى منصب المدير التنفيذي لأحد المراكز الرياضية".
حصل مركز سبوكس هاب مؤخراً على جائزة المملكة للشركات الناشئة؛ وأيدت الأميرة ريما، نائبة رئيس هيئة الرياضة النسوية بالمملكة العربية السعودية، هذا المشروع تأييداً كبيراً.