أحبك أيها المعتقل

إلى كل المعتقلين ظلماً، والمختفين قسرياً، والمهاجرين غير الشرعيين، الأموات منهم والأحياء، من الأوطان العربية.. أحبك أيها المعتقل.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/11 الساعة 05:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/11 الساعة 05:26 بتوقيت غرينتش

إلى كل المعتقلين ظلماً، والمختفين قسرياً، والمهاجرين غير الشرعيين، الأموات منهم والأحياء، من الأوطان العربية.. أحبك أيها المعتقل.

‎قد جاء مَن جاء
‎ورحل من رحل،
‎أين المفر؟ وأين طريق المرتحل؟
‎عدل السماء لاقى ظلاماً في الطريق
‎عدل السماء أين أنت؟ ألم تجِئ؟

‎قد جاء مَن جاء
‎ونحن ما زلنا نحن..
‎أنين الظلم صار في الأذن لحنْ،
‎والعدل عدل رغم غيبته الطويلة
‎ما أبأس أيام المعتقل الذليلة..

‎في بلادي العدل الظلم
‎في بلادي الظلم أم!
‎في بلادي يتحاكى الناس عن حلم:
‎الأبوة
‎عاش زعيمي ظالماً،
‎مات زعيمي متمماً.. للنبوة!

‎قال الزعيم الإله: يا ويلتاه!
‎لمن كان عاقاً بمسار الطريق
‎أنا الرئيس القائد الحالم..
‎أطعني ولا تحاول أن تفيق..

‎في بلادي يا رفيق..
‎المعتقل مزار
‎ولك حق الاختيار..
‎تزوره.. فتصير من عتمة المكان
‎لا تدري أنت أين..
‎أو لا تكون هناك، فلا نور أو كلام
‎ولا حتى بينَ بينْ!

‎في المعتقل تتعدد الأسماء،
‎والحزن واحد
‎في المعتقل تتعدد الظلمات،
‎والأمل واعد
في المعتقد تتعدد الاتهامات،
والسجان جاحد

‎وفي المعتقل سألتني سؤال..

‎حقاً؟ هل يستحق الوطن..
‎كل مآسي التضحيات؟
‎أنفدي أغصان الشجر،
‎ونحمي حبيبات المطر،
‎ونسيج أسوار الحدائق،
‎لمن لم يعطِنا وقت حاجتنا
‎الدائمة غير الفتات؟

قال عصفور الزعيم:
الوطن نحن وليس هُم!

‎الوطن عنده كان..
‎أرض جميلة للأحلام الوردية
‎قال: الوطن أغنية!

ذهبت لأبحث عما سمعت
فلم أرَ سوى أن وطني هَم!

‎وطن حزين، كان أمنية..
‎في ثورة قامت لأجل حقوق منسية
‎ثورة قامت لتكشف للظلم عورة..

واقع الوطن كان
‎أحزان وآلام وأقصوصة
من أحلام وكلمات وأغانٍ
‎لم تكن غير أكذوبة

أصبح الوطن عظيماً في نظرهم
وفِي الحقيقة صار أضحوكة،
يقتات فيه صاحب القوة
على مَن لا حول له ولا قوة!

‎الوطن معتقل
‎ومعتقلاتنا اليوم يرمى فيها الزهور..

‎أحبك أيها الوطن..
‎لأجل ابتسامات الطيور..
‎فأنت رغم قسوتك،
‎كنت سبب الابتسام..
‎يا للأسف!
‎صار الهروب منك سلام..

‎أحبك أيها الوطن..
‎لأجل عناق فتاتين.. لم يخبرهما الله
‎أنهما سيتعانقان أثناء البعد عنك..
‎ربما ليخففا عن بعضيهما
‎حزن قلب احتقن،
‎أو ربما يبحثان بداخلهما
‎عما يدعى الوطن..

‎قالت حبيبتي: أنت شاعر جيد..
حين تموت سوف أرثيك بقُبلة،
‎وسيرثيك كل شعراء القبيلة..
‎سيرثيك ابنك بقصيدة
‎تدعى "أيامنا الجميلة"
‎وحين ينادونه لزيارة المعتقل
‎لن يجدوه.. فقد
‎رحل، ورحل، ورحل..
‎وقلبه يقول:
‎أحبك أيها الوطن.. أحبك أيها الوطن..
‎أقصد..
‎أحبك أيها المعتقل

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد