انتقلت المنافسة بين فريقي سوريا وإيران من أرض ملعب طهران لكرة القدم إلى مختلف الساحات السورية المعارضة والمؤيدة، حيث احتفل السوريون بالنتيجة التي جاءت على النقيض من التوقعات والتي انتهت بالتعادل، مع العلم أن الفوزعلى إيران كان سوف يضمن للفريق الوصول إلى أعظم بطولات كرة القدم العالمية.
وانتشرت مقاطع فيديو من وسط حلب في ساحة سعد الله الجابري، ومن حمص ودمشق، وحتى من إسطنبول وبرلين، يظهر فيها سوريون يحتفون بتلك النتيجة.
بعض السوريين اعتبروا مباراة الثلاثاء 5 سبتمبر/أيلول في طهران بمثابة فرصة نادرة لنسيان الحرب وقضاء وقت ممتع في مشاهدة المباراة. ورأى آخرون أنه لا مفر من تلك التوترات.
فقد أدت الحرب السورية التي دخلت عامها السادس إلى خسائر هائلة في مجال كرة القدم، وتخلى الكثير من اللاعبين عن المشاركة بالفريق الوطني وأدت العقوبات الدولية التي تم فرضها ضد حكومة الرئيس بشار الأسد إلى تجفيف منابع التمويل.
وخسر الفريق بموجب القيود الأمنية التي فرضتها الفيفا ميزة إقامة المباريات على أرض سوريا، حيث انتقلت مباريات الفريق الوطني السوري إلى بلدان أخرى توافق على استضافتها على ملاعبها.
ويذكر الكاتب الرياضي السوري أنس آمو بحسب واشنطن بوست أن 13 من لاعبي دوري كرة القدم أصبحوا مفقودين أو معتقلين بالسجون الحكومية. وهناك نحو 40 آخرين قد لقوا حتفهم على يد القوات الحكومية.
وقال علي حداد، المهندس المدني لـ"واشنطن بوست" الذي شيد ملاعب كبرى لكرة القدم في سوريا قبل الفرار من ويلات الحرب والإقامة جنوبي تركيا "كما لو كنت أشاهد فريق إيران الأول يلعب مع الفريق الثاني لإيران".
وذكر أحمد محمد للصحيفة نفسها، طالب اللغة الإنكليزية في بيروت الذي يعتبر نفسه أكثر مشجعي الفريق تفاؤلاً "لم يتوقع أحد تحقيق ذلك. ولم أتوقع أنا نفسي ذلك، ولكننا هنا على مسافة مباراة واحدة من الحدث الأعظم".
واتهم كثيرون الأسد باستغلال الرياضة -وخاصة كرة القدم- لتعزيز مشروعية حكومته حيث تظل قواته المسلحة منهمكة في أحد أكثر الحروب المدمرة على مدار القرن. فقد خرج من سوريا نحو ستة ملايين لاجئ منذ عام 2011. وترى جماعات المتابعة والرصد أن القوات الحكومية مسؤولة عن مصرع الأغلبية العظمى من ضحايا النزاع – والذين يبلغ عددهم نحو نصف مليون شخص.
وأضاف حداد "ما زلت أحب سوريا وسوف أظل دائماً أتمنى الفوز للفريق. ثم يحدثني عقلي عما فعله النظام بشعبه وأدرك أن المباراة ليست سوى خطوة أخرى يتخذها الأسد نحو تدمير بلاده".
ثم جاء هدف التعادل مع إيران، الذي أحرزه عمر سوما البالغ من العمر 28 عاماً، والمهاجم العائد مؤخراً إلى الفريق بعد أربع سنوات في المنفى.
وأدى التعادل في المباراة الأخرى التي أقيمت في ذات الوقت بين أوزبكستان وكوريا الجنوبية إلى أن تضمن سوريا مركزاً في جولات المباريات الفاصلة وفرصة أخرى للتأهل لبطولة كأس العالم لكرة القدم.