بعد ورود أنباء عن قيامهم بقطع رؤوس ضحاياهم وذبحهم للأطفال، يحاول الجنود والمدنيون في ميانمار إخفاء آثار المذبحة التي يتعرَّض لها السكان الروهينغا المسلمون في البلاد عبر تجميع جثثهم وحرقها، وذلك وفقاً لما قالته إحدى المدافعات عن أقلية الروهينغا.
وقالت كريس ليوا، مديرة منظمة "مشروع أراكان"، الذي يرصد العنف في ولاية راخين في بورما، إنَّ منظَّمتها وثَّقت مقتل أكثر من 130 شخصاً في مستوطنةٍ واحدة في منطقة راثيداونغ. مضيفة "نحن نعتقد أنَّ الرقم الحقيقي أكبر من ذلك".
وأضافت أنَّه كانت هناك تقارير حول مقتل "العشرات" في ثلاث قرى أخرى، حسبما نقل عنها تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2017
السكان البوذيون
وقالت ليوا لبرنامج "نيوزداي" على إذاعة بي بي سي وورلد سيرفس التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنَّ: "حاصرت قوات الأمن القرى، ثُمَّ أطلقت الرصاص على الناس عشوائياً، لكنَّنا وجدنا أيضاً أنَّ هناك تورُّطاً أكبر من جانب السكان البوذيين جنباً إلى جنب مع الجيش، وذلك بالمقارنة ربما مع العنف الذي وقع في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2016".
وأردفت: "ما وجدناه.. هو أنَّ الجيش والمدنيين الآخرين يُجمِّعون جثث الموتى الآن بعد عمليات القتل ويحرقونها حتى لا يتركوا أي دليل".
ولم يتم تأكيد هذه التقارير حتى الآن، ولم تُجرِ منظمة "مشروع أراكان" أي مقابلاتٍ مع الضحايا في بنغلادش بعد، لكنَّ المنظمة "لا يزال لديها مراقبون نشطون داخل ميانمار" حسبما قالت ليوا.
كما أوردت صحيفتا ذي إندبندنت وديلي تلغراف البريطانيتان روايات نقلتها منظمات إغاثية من ناجين من أقلية الروهينغا المسلمة، تتحدث عن اعتقالات وعمليات ذبح الأطفال وحرقهم في أكواخ من الخيزران.
ونقل موقع الجزيرة عن تقرير آخر لصحيفة ذي إندبندنت إن نحو 60 ألف لاجئ يعتقد أنهم فروا من ميانمار إلى بنغلادش خلال أسبوع عقب عملية عسكرية لجيش ميانمار، في حين يعتقد مراقبون أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
ومن هذه الروايات ما قاله عبد الرحمن (41 عاماً) الذي أكد أنه نجا من خمس هجمات على قريته.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن رجل يدعى سلطان أحمد (21 عاماً) أن البعض قتلوا ذبحاً وآخرين قطعت رؤوسهم.
وذكرت أن ناجين آخرين من قرى مجاورة سردوا روايات مشابهة لأناس قطعت رؤوسهم أو قتلوا ذبحاً.
وأظهرت صور بثتها منظمة هيومن رايتس ووتش أكثر من سبعمئة مبنى من الخشب قد دمرت حرقاً في قرية شين خار لي.
نداءات بلا جدوى
جديرٌ بالذكر أنَّ المسؤولين الأمنيين في بورما ومتمرِّدي الروهينغا قد تبادلا الاتهامات بشأن حرق القرى وارتكاب الفظائع في ولاية راخين.
وقُتِل نحو 400 شخص في الاضطرابات الأخيرة، وأشار المدافعون عن حقوق الإنسان بأصابع الاتهام إلى جيش ميانمار المُتَّهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات ميانمار بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عَبَر ما يُقدَّر عددهم بـ73 ألف شخص الحدود إلى بنغلاديش منذ اندلاع العنف في 25 أغسطس/آب، الأمر الذي جعل مخيَّمات اللاجئين ممتلئة عن آخرها تقريباً.
ودعت الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي الحائزة على جائزة نوبل أونغ سان سو تشي، القائدة الفعلية لبورما، لإدانة المعاملة "المُفجِعة والمشينة" لسكان بورما من الروهينغا المسلمين.
وقالت ملالا لزميلتها سو تشي الحائزة هي الأخرى على جائزة نوبل إنَّ "العالم ينتظر" منها التحرُّك لمواجهة الاضطرابات.
وقد حذَّر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الزعيمة سو تشي من أنَّ الطريقة التي تُعامل بها أقلية الروهينغا العِرقية "تُلطِّخ" سمعة بلادها.