إن هذه المحنة التي تمرّ بالبلاد كما حدث سابقاً، وهذه الهجمات المتكررة على دين الله في هذه الأرض الطيبة لا بدّ أن تضعكم أمام مسؤوليّاتكم، وأن تحوّلوا هذه المحنة إلى منحة، لا بدّ أن تستثير فيكم هذه الهرطقات تداركاً لتقصيركم وتفريطكم وتبعث فيكم رغبة توحّدكم بدل تشرذمكم وتفرّقكم، أئمتنا أنتم القيادة الفكرية في الأمّة، وأنتم وازعها وبوصلتها، ولهذا أنتم مَن يقع عليكم الوزر أوّلاً وأخيراً، وهذا هو قدركم فمَن شاء فليعضّ عليه بالنّواجذ وليمسك بجمرة تحقيقاً لمراد الله ومَن شاء فليترك الأمر لمن هو أكفأ وأجرأ منه.
أئمتنا طلِّقوا الجُبْن وانصحوا لله ولرسوله وبيّنوا للناس ما خفي عنهم عقوداً من الزّمن، بشّروا ويسّروا وقرّبوا ولا تفرّقوا، أئمتنا ارتقوا بخطابكم واجتمعوا بينكم على كلمة سواء واجعلوا رابطكم الدعوة خالصة لدين الله ورفع لواء الإسلام وتفصّوا من كل قيد حزبي أو جمعياتي مهما كان وكيفما كان، أئمتنا نعم تكلمتم لكن بصفة مدافعين لكنّ الإسلام دين عزّ، عزيز يذهب إلى النّاس في جهرٍ ويبادر في صدْعٍ ولا يقبل أبداً أن يكون في قفص اتهام أو مرمى مهاترات الفاسدين أو مزايدات الجاهلين، أئمتنا منكم مَن راسل مسؤولين ولا شكّ ولا غُبار على ما أتى، غير أنّ رسائله كانت بصفة الصّاغرين المستجدين، والإسلام دينُ عزّ يعز الله به من يعزّه ودين حقّ على المِحجّة البيضاء ونور ساطع.
أئمتنا انبذوا الفرقة التي تمزّقكم واجتمعوا على المتّفق، وانصحوا لله ولرسوله وللمؤمنين ولا تجعلوا ولاءكم إلاّ لله، ولكم علينا واجب الإنصات والطّاعة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.