مؤجل بأمر الجيش.. حلم المدارس اليابانية يتأخر في مصر بسبب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. وهذا كل ما تريد معرفته عنها

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/30 الساعة 03:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/30 الساعة 03:24 بتوقيت غرينتش

انتظرت خلود عدة أشهر للإعلان عن فتح باب التقديم في المدارس المصرية اليابانية دون جدوى، فاضطرت للجوء لمدرسة خاصة مصاريفها الدراسية 12 ألف جنيه (حوالي 666 دولاراً)، إلى جانب دفعها ألفي جنيه (حوالي 111 دولاراً) كمبلغ تبرع لقبول ابنتها.

خلود التي تعمل محامية وزوجها يعمل بإحدى الدول الخليجية، تقول إنها بعدما سمعت عن المدارس اليابانية في التلفزيون كانت تتمنى إلحاق صغيرتها بها، وتحويل نجلها الآخر إليها، لا سيما بعد ارتفاع مصاريف المدارس الخاصة، إثر تحرير سعر الصرف، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ووصول سعر الدولار لما يقترب من 18 جنيهاً.

وقادت وزارة التربية والتعليم المصرية حملة إعلامية كبرى للإعلان والدعاية عن المدارس المصرية اليابانية الجديدة، كمدارس خاصة لغات مصاريفها تتراوح ما بين 2000 جنيه إلى 4000 جنيه ( حوالي 111 دولاراً إلى 222 دولاراً) وكثافة فصل لن تزيد عن 36 طالباً، وتقبل الطلاب في الحضانة من سن الأربع سنوات، ما يعني سنة أقل عن المدارس الحكومية التجريبية.

وتضيف خلود في حديثها لـ"عربي بوست"، أنها كانت قد اتفقت مع زوجها على تحويل ابنها بالصف الثاني الابتدائي من مدرسته الخاصة الحالية إلى اليابانية الجديدة، بعد أن وجدا أن نجليهما سيكلفانهما ما يزيد على 30 ألف جنيه في العام الدراسي (1666 دولاراً)، إلا أن تأخر فتح باب التقدم في اليابانية حتى الآن، رغم إعلان بدء العام الدراسي الجديد، في 23 سبتمبر/أيلول المقبل، جعلها تخشى ضياع العام الدراسي على طفلها.

"الجيش لم يسلم المدارس"


وزير التربية والتعليم في لقاء تلفزيوني، الإثنين 28 أغسطس/آب، أعلن افتتاح المدارس اليابانية بعد موعد الدراسة العادية، المقررة في 23 سبتمبر/أيلول، بعشرة أيام، إلا أن عمرو عبدالمنعم، مدير وحدة المدارس اليابانية بوزارة التربية، قال إن هذا الموعد غير مؤكد حتى الآن.

وأوضح في تصريحات لـ"عربي بوست"، أن السبب في التأخير هو عدم تسليم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المسؤولة عن تنفيذ مشروع المدارس حتى الآن، مضيفاً أنهم "أعلنوا عدة مرات مواعيد لتسليم المدارس، ولكن حتى الآن لم يتم".

وقال إنه حتى اللحظة "لم يتم معرفة عدد المدارس اليابانية التي سيتم افتتاحها هذا العام، أو عدد الفصول التي ستكون متاحة بها"، مشيراً إلى أنها ستقبل الطلاب من سن الحضانة KG 1 حتى الصف الثالث الابتدائي.

وعن تأخير فتح باب القبول حتى الآن، قال إنه لا يعلم أي المدارس ستكون جاهزة للعام الدراسي الحالي، حتى يُفتح باب القبول للطلاب للتقدم، والذي سيكون إلكترونياً عبر موقع الوزارة، مؤكداً أن كل شيء يتوقف على عملية تسليم المدارس لوزارة التربية والتعليم.

"السؤال بعد العيد"


من جانبه، رفض أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الحديث عن المدارس اليابانية، مشيراً إلى أن الحديث سيكون مع الدكتورة هبة رزق، مستشار الوزير للمدارس اليابانية بعد انتهاء فترة عيد الأضحى.

وحاولت "عربي بوست" التواصل مع الدكتورة هبة عدة مرات دون أن تتمكن من الوصول إليها.

"آلاف الطلبة في انتظارها"


وكيل مديرية التربية والتعليم بالمنوفية رضا الرشيدي، قال إن المدرسة اليابانية بمركز شبين الكوم باتت في مرحلة التشطيبات النهائية، وتبقّى الأثاث فقط، متوقعاً أن تنتهي مع بداية العام الدراسي الجديد.

أما بالنسبة للمدرسة الأخرى الموجودة بالمحافظة بمركز قويسنا، فقال إنها لن تنتهي قبل الفصل الدراسي الثاني.

وأوضح الرشيدي في تصريحات لـ"عربي بوست"، أن التأخير في فتح باب التقدم لن يؤثر على الإقبال، مرجعاً ذلك لقلة عدد مدارس اللغات الحكومية التي تستوعب الأعداد الكبيرة، خاصة في مرحلة الروضة، فهناك حوالي 5000 طفل لم يجدوا أماكن شاغرة في الحضانات بالمدارس وهم على قوائم الانتظار.

وأكد أنه يتم حالياً تدريب المعلمين -الذين تم اختيارهم بعد اختبارات شفوية وتحريرية- على الأنشطة المختلفة في المدارس اليابانية، مشيراً إلى أن هذا التدريب لا يتطرق للمناهج، لأن مواد الدراسة هي نفسها الموجودة في المدارس الحكومية التجريبية.

أما عن ماهية المدارس المصرية اليابانية وشروطها، ونوع الدراسة بها، فقد قامت وزارة التربية والتعليم بحملة كبيرة في وسائل الإعلام المصرية، قبل أن تعود فجأة للتوقف عن التعريف بالمدرسة اليابانية وكل ما يتعلق بها، وهو ما تجيب عنه "عربي بوست" من خلال لقاءات سابقة للقائمين على المدارس اليابانية.

من أين أتت فكرة المدارس اليابانية؟


أثناء زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى لليابان، في مارس/آذار من العام 2016، تم الإعلان عن شراكة بين البلدين في مجال التعليم لتحسين التعليم المصري، ومن بعدها أعلنت وزارة التربية والتعليم، بدء تنفيذ تجربة المدارس المصرية اليابانية، بدءاً من العام الدراسي 2017-2018، بـ45 مدرسة على الطراز الياباني، موزعة على مختلف محافظات مصر، كدفعة أولى تجريبية لمشروع المدارس اليابانية.

ماذا تعني المدارس اليابانية؟


هي مدارس مصرية حكومية لغات، قائمة على أنشطة يابانية تسمى "توكاتسو"، أو "الأنشطة الخاصة"، وتهدف لاستكمال التنمية المتوازنة لقدرات الطلاب البدنية والعاطفية والفكرية. وتشمل هذه الأنشطة توعية الطالب على تنظيف صفه الدراسي، فيما يكون "زعيم الصف ليوم واحد" ويُسمى باليابانية نيتشوكو، بالإضافة إلى دراسة المواد الأكاديمية.

كما تعمل هذه الأنشطة الخاصة على تنمية مهارات الطفل وتحسين سلوكياته من خلال (الحوار، المناقشة، حل المشكلات، الابتكار، والاحترام للطلاب والمدرسين، والانضباط في معرفة مواعيد انتهاء الحصص الدراسية دون انتظار الجرس المدرسي، وغسل اليدين والتنظيف واختبار اللياقة البدنية)، وبالتالي سيكون اليوم الدراسي في المدارس اليابانية أطول مما هو عليه في باقي المدارس.

ما مناهج الدراسة؟


المناهج التي ستُعتمد في المدارس اليابانية هي نفس المناهج المصرية، ولكن مع إضافة الأنشطة المختلفة للطالب، التي تسمى "توكاتسو" المطبقة في المدارس اليابانية.

ما شروط القبول في المدارس اليابانية؟


– نشرت الوقائع المصرية -الجريدة الرسمية- في عددها رقم 174، بتاريخ 2 أغسطس/آب، من العام الجاري شروطَ قبول التلاميذ بالمدارس المصرية اليابانية وهي:

– سن القبول في المدارس كي جي 1 هي 4 سنوات، وفي كي جي 2 هي 5 سنوات، وفي الصف الأول الابتدائي من سن 6 سنوات، ويكون الاختيار من الأكبر سناً للأقل.

– الالتزام بالمربع السكني لولي أمر الطالب، بمعنى أن يكون الطالب يعيش بنفس المحافظة الموجودة بها المدرسة، وفي حالة وجود عدة مدارس بنفس المحافظة، يكون منزل الطالب الأقرب.

– الالتزام بالزي الرسمي الموحَّد والمحدد من المدارس اليابانية.

– الالتزام من قبل أولياء الأمور بالضوابط والنظم المختصة بالمدارس اليابانية، التي من بينها إقرار من ولي أمر الطالب بالموافقة على متابعة ابنه لمدة 20 ساعة داخل المدرسة طوال العام الدراسي.

كم تبلغ مصاريف المدارس المصرية اليابانية؟


تم تحديد مصروفات المدارس اليابانية في مصر من 2000 إلى 4000 جنيه في العام الواحد، حسب المستوى التعليمي (عربي- لغات).

أين توجد المدارس المصرية اليابانية بمصر؟


يتم بناء 28 مدرسة، وتم توزيعها على 28 محافظة كمرحلة أولى، والمرحلة الثانية سيتم بناء 55 مدرسة أخرى، وتبلغ مساحة المدرسة الواحدة نحو 6000 متر.

ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من جانب وزارة التربية والتعليم لإعلان أي المدارس التي سيتم افتتاحها هذا العام.

ما مساحة المدرسة المصرية اليابانية؟


مساحة المدرسة 6 آلاف متر، ومساحة الفصل 8 × 8 وله بابان، ويسع الفصل ما بين 36 إلى 40 طالباً، وفي كل فصل سبورتان وساعة، ولكل طالب مكتب منفصل خاص به وكرسي أيضاً.

يذكر أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هي المسؤولة عن عملية البناء.

كيف سيتم اختيار المعلمين بالمدارس؟


المعلمون في المدارس اليابانية مصريون، يتم انتدابهم بمعايير معينة مثل حصولهم على شهادات من الأكاديمية المهنية للمعلمين، ولا تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، والمديرون عن 45 عاماً، بالإضافة لتدريب المعلمين والمديرين والموجهين على طبيعة العمل بهذه المدارس، مع تخصيص حافز مميز لهم نتيجة زيادة فترة اليوم الدراسي، وعملهم بالأنشطة اللاصفية.

وتم تدريب بعض المدربين والمعلمين والمديرين والإداريين من مديريات مختلفة، بداية من شهر فبراير/شباط الماضي، وأطلق عليهم "سفراء التوكاتسو"، كما تم سفر بعضهم إلى اليابان لتلقي التدريب العملي هناك، لتعلم كيفية تطبيق التوكاتسو، ثم نقل خبراتهم إلى معلمي هذه المدارس، وإعطاء المنهجية الصحيحة للتطبيق، بالإضافة لمتابعتهم.

متى تبدأ الدراسة؟


وفقاً للقرار المنشور بالجريدة الرسمية، يبدأ العام الدراسي اعتباراً من الأحد الأول من شهر سبتمبر/أيلول، وينتهي في الخميس الأخير من شهر يونيو/حزيران من كل عام، باستثناء العام الدراسي الجديد 2017-2018، وهو الاستثناء غير المعروف موعده حتى الآن، لأنه لم يتم افتتاح باب التقديم أمام الطلاب حتى اللحظة عبر الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم كما أُعلن.

تحميل المزيد