جيل الضباع بالمغرب يغتصب مختلة عقلية في الحافلة

هل أبكي أم أصرخ؟ ماذا عساي أفعل أمام مشهد اغتصاب جماعي لشابة مغربية أمام العيان في الحافلة؟ وهل أكتب تدوينة أستنكر فيها وأظهر أني أتعاطف مع شابة وأرفض الاغتصاب؟ أسئلة عدة تبادرت إلى ذهني بعد حادثة الاغتصاب.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/26 الساعة 04:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/26 الساعة 04:43 بتوقيت غرينتش

هل أبكي أم أصرخ؟ ماذا عساي أفعل أمام مشهد اغتصاب جماعي لشابة مغربية أمام العيان في الحافلة؟ وهل أكتب تدوينة أستنكر فيها وأظهر أني أتعاطف مع شابة وأرفض الاغتصاب؟ أسئلة عدة تبادرت إلى ذهني بعد حادثة الاغتصاب.

لقد أعادني صراخ الشابة المغتصبة إلى سنوات المعاناة مع "طوبيس المغربي" خلال فترة الدراسة بالجامعة، تذكرت أنه كان لكل فتاة ذكريات مع تحرش، وأنها مضطرة للصمت عوضاً عن الاحتجاج، تذكرت مشاهد الظلم تتكرر كل يوم أمام أعيننا لشابات وأمهات وعجائز يتعرضن لتحرش جنسي، كانت أحياناً بعض الفتيات يخترن الصراخ ويتهمن المتحرش أمام الجميع، لكن الغريب أنهن يسمعن تلك العبارة المعروفة: "كوني تحشمي على عراضك… راه انت لغادي تفضحي".

علمتنا الحافلة المغربية أن نشاهد الاغتصاب والتحرش والعنف، ولكن علينا أن نصمت ونختار البكاء وننزل من الحافلة ونحن حانيات الرؤوس، فذنبنا الوحيد أننا إناث في مجتمع متخلف، لم يعتد بعد المكبوت على رؤيتنا نركب إلى جانبه في الحافلة، لكن إلى متى تغتصب الشابات ويتحرش بهن بالصوت والصورة أمام صمت الجميع؟!

مَن المسؤول إذن عن تنامي مثل هذه السلوكيات؟ وعن بروز جيل من الضباع المغربي ليست لديه أحلام ولا هوية يعاني من تشرذم ويتلذذ في التعنيف والإساءة للآخرين؟ مَن المسؤول عن انتشار ثقافة التوحش بين المراهقين المغاربة؟ ولماذا لم يكلفوا أنفسهم عناء فهم ودراسة سيكولوجية المراهق المغربي؟ ولماذا لا تلتفت الدولة إلى هذا الجيل الذي أضحى اليوم يشكل خطراً على صحة المجتمع؟ ومَن المستفيد إذن؟

كيف ستعيش الضحية بعد الحادثة؟ ونحن مجتمع لا نكتفي برؤية الظلم والصمت، بل نلوم الضحايا ونجتهد في تفسيرات، "لو أنها بقيت في البيت لما تعرضت للاغتصاب.. لو أنها ارتدت ملابس محتشمة لما اغتصبت.. لو.. لو.." تعبنا من سماع تفسيراتكم ودفاعاتكم عن المغتصبين.

طبعاً فماذا تنتظر من شعب يتعاطف مع المغتصب ويسانده في قضيته ويبرر له فعلته، خاصة أن البعض يتسامح مع مشاهد التحرش والاغتصاب ويجدها مظهراً من مظاهر الاحتفاء بالفحولة والرجولة، وأنه من حقه ممارستها.. نعم لدينا نوع بشري في المغرب، سواء رجال أو نساء لا يترددون في إلقاء اللائمة على المغتصبة.

لذلك تفضل بعض المغتصبات في المغرب الصمت وطيّ صفحة اغتصابها؛ لأنها إذا فضحت المغتصب ستفتح على نفسها باب جهنم على الأرض، ولن تسلم من أعين المغتصبين الجدد فهي أضحت بذلك مستباحة للجميع.

أدعوك يا من تتسامح مع المغتصب أن تسأل نفسك هل أنت إنسان وتستحق العيش بيننا؟ فأنا لا أجد لنوعك البشري اسماً.. تخيل أن أحداً يغتصبك أمام الجميع يمزق ملابسك بوحشية ليلبي غريزته، ومن بعد فإن الجميع سيلومك وعليك أن لا تصرخ.. فلو كنت رجلاً ابن عائلة لسترت محاسنك وبذلك لن يغتصبك أحد.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد