أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، مساء الجمعة 25 أغسطس/آب، "مراجعة" العمليات العسكرية في منطقة "فج عطان" بصنعاء، بعد تقارير عن مقتل 14 مدنياً بغارة جوية في تلك المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم التحالف، العقيد تركي المالكي، نقلتها قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية.
وقال المالكي إن "قيادة التحالف اطلعت على ما تم تداوله بمواقع التواصل عن مزاعم باستهداف التحالف لمنزل في فج عطان، وستقوم بمراجعة العمليات في المنطقة المحددة وستعلن النتائج حالما تنتهي إليه المراجعة من نتائج أولية".
وأكد أن عمليات التحالف "تجري وفق آليات وإجراءات الاستهداف التي نصت على أن تحديد الأهداف العسكرية يمر بعدة مراحل".
التحالف: مراجعة العمليات في جنوب صنعاء بعد مزاعم عن استهداف موقع مدني #العربية_عاجل
— العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) ٢٥ أغسطس، ٢٠١٧
وفي وقت سابق، قال سكان إن ضربة جوية أصابت مبنى بالعاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل، بينهم 6 أطفال حينما انهار مبنى سكني مجاور.
وأدانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سقوط قتلى ووصفته بأنه عمل شائن، وذكرت أن عدد القتلى في الهجوم الذي وقع صباحاً في منطقة فج عطان بصنعاء بلغ 14، إضافة إلى إصابة 16 آخرين.
وقال كارلوس مورازاني، نائب رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن، بعد زيارة موقع الضربة: "هذه الخسائر في أرواح المدنيين شائنة وتتناقض مع المبادئ الأساسية لقانون الصراع المسلح.. ما رأيناه على الأرض لا يوجد هدف عسكري ظاهر".
ونقب سكان ومسعفون بين الحطام لانتشال جثث عدة أطفال كانت مضرّجة بالدماء.
اليمن: مقتل عشرات المدنيين بغارات .. و"التحالف" ينفي بعضها ويتعهد بالتحقيق فـي أخرى https://t.co/9bqno5oOLE pic.twitter.com/ufsJSUJhZt
— مصادر عمانية (@oman_sources) ٢٥ أغسطس، ٢٠١٧
وأبلغ أشخاص في موقع الحادث رويترز بأن الطائرات تتبع التحالف العربي الذي تقوده السعودية. ويشن التحالف حملة منذ عامين ونصف العام ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران. وأزهق الصراع أرواح 10 آلاف شخص على الأقل.
وقالت واحدة من السكان تعيش على مقربة واكتفت بذكر المقطع الأول من اسمها وهو أروى: "كان هناك تحليق كثيف للطيران استمر لبرهة ثم أطلقت 4 صواريخ ووقع انفجار قوي".
وأضافت: "بعد دقائق سمعنا الناس يصرخون. كان هذا حين أصيب المبنى على ما يبدو".
وذكر سكان أن الضربة لم تستهدف المبنى السكني، حيث وقع القتلى لكنها استهدفت مبنى مهجوراً مجاوراً. وقال أحد الشهود إن المبنى السكني كان يضم 8 شقق ويبدو أن أسقفه من الخشب.
بينهم أطفال.. مقتل 14 مدنياً بغارات جوية في #صنعاءhttps://t.co/J97lYqhVLo#اليمن pic.twitter.com/2lPFF0SQmn
— بوابة الشرق (@alsharq_portal) ٢٥ أغسطس، ٢٠١٧
وقال موقع رسمي لحركة الحوثي: "ارتكب طيران العدوان الأميركي السعودي مجزرة بشعة بحق المواطنين في منطقة فج عطان بالعاصمة صنعاء".
أزمة إنسانية متفاقمة
وقال التحالف في بيان: "اطلعت قيادة التحالف على ما تم تداوله في وسائل الإعلام عن مزاعم باستهداف طائرات التحالف لمنزل في فج عطان".
وتابع: "ستقوم قيادة التحالف بمراجعة كافة عملياتها في المنطقة المحددة والوقت المحدد وستعلن حالما تنتهي مراجعتها ما تصل إليه من نتائج. تود القيادة التأكيد على تبنيها لقواعد الاشتباك طبقا لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.. والتزامها بواجب حماية المدنيين وتجنيبهم آثار الصراع".
ويسيطر الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح على معظم أجزاء شمال البلاد ومن بينها صنعاء. وتتمركز الحكومة المعترف بها دولياً التي تحظي بدعم التحالف بقيادة السعودية في جنوب البلاد.
وتزوّد الولايات المتحدة وبريطانيا التحالف بأسلحة ومعدات لوجستية الأمر الذي أثار جدلاً في بريطانيا بسبب وقوع قتلى من المدنيين.
وقال وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً عبدالملك المخلافي في تعليق على تويتر: "ما حدث اليوم في منطقة فج عطان في العاصمة صنعاء من قصف للطيران أصاب مدنيين يستوجب التحقيق من قبل التحالف وإعلان نتيجة التحقيق".
ودعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إلى تحقيق مستقل في غارات جوية للتحالف على فندق قرب صنعاء يوم الأربعاء. وأسفر هذا الهجوم عن مقتل أكثر من 30.
وقال وليام سبندلر، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إن الفندق كان يستخدمه عادة عمال زراعيون.
وقال التحالف إن مراجعته لهجوم يوم الأربعاء أظهرت أن القتلى في الفندق مقاتلون حوثيون وليسوا مدنيين.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص نزحوا عن ديارهم جراء الحرب.