تواصلت السبت، 19 أغسطس/آب 2017، ملاحقة أحد آخر أفراد المجموعة التي ارتكبت اعتداءي برشلونة وكامبريلس في إسبانيا، واللذين تبنَّاهما تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد وزير الداخلية خوان إيناسيو زويدو أنه "تم تفكيك الخلية".
لكن شرطة منطقة كاتالونيا ذكرت أن "شخصاً لا يزال قيد الملاحقة"، من دون أن توضح ما إذا كان سائق الشاحنة الصغيرة التي دهست المشاة في برشلونة، كما أوردت بعض وسائل الإعلام الإسبانية.
وتُلاحق الشرطة في كل أنحاء البلاد المغربي يونس أبو يعقوب (22 عاماً) الذي نشرت صورته.
من جهته، قال الملك فيليبي السادس، بعدما عاد مع زوجته ليتيسيا الجرحى في مستشفيين في برشلونة: "لسنا خائفين. ولن نخاف مستقبلاً".
"لست خائفاً"
واعتبر أن الاعتداءات لم تستهدف "برشلونة فقط ولا كاتالونيا أو إسبانيا، بل العالم بأسره".
وسيزور الملك لاحقاً جادة رامبلا، حيث يشارك في تكريم الضحايا الذين يحملون أكثر من 35 جنسية، وقضوا دهساً بواسطة شاحنة بيضاء صغيرة.
والسبت، عبرت بضع سيارات أجرة الجادة الشهيرة في برشلونة، وعلقت عليها لافتات "لست خائفاً" بالكاتالونية.
بعد ساعات على الهجوم الأول في وسط برشلونة، أقدمت سيارة "أودي أيه3" مسرعة على صدم سيارة للشرطة على الكورنيش البحري لكامبريلس، المنتجع السياحي جنوبي العاصمة الكاتالونية.
وتلى ذلك تبادل لإطلاق النار، قتل خلاله ركاب السيارة الخمسة الذين كانوا مزودين بأحزمة متفجرة زائفة وفأس وسكاكين.
ولا يزال أربعة مشتبهين موقوفين رهن التحقيق، فيما يرجح مقتل اثنين آخرين في انفجار منزل في ألكانار، على بعد 200 كلم جنوب برشلونة، حيث كانت المجموعة تحاول صنع عبوات متفجرة.
وذكرت الشرطة أن المجموعة التي فقدت ما جمعته من مواد في هذا الانفجار، اضطرت إلى تغيير خططها فتحركت بتسرع لشنِّ هجمات على نطاق أصغر وأقل دموية مما كان متوقعاً.
وقرَّرت الحكومة إبقاء مستوى التحذير من عمل إرهابي على الدرجة الرابعة، ولم ترفعه إلى الدرجة الخامسة، وهي الأقصى، مع تعزيز انتشار الجيش في الشوارع.
على سفوح البيرينيه
كان معظم أعضاء الخلية على صلة بمدينة ريبول الصغيرة على سفوح سلسلة جبال البيرينيه، التي تعد 10 آلاف نسمة، حيث أقام ثلاثة من المنفذين الذين تم التعرف على هوياتهم، وهم المغاربة موسى أوكبير (17 عاماً)، وسعيد علاء (18 عاماً)، ومحمد هشامي (24 عاماً)، حيث أوقف ثلاثة من المشتبه بهم.
وفي المدينة نفسها، تمت فجراً مداهمة منزل إمام يُدعى عبد الباقي الستي، على ما أفاد شخص يشاركه السكن، عرف عن نفسه باسم نور الدين.
ونقلت صحيفة "ال بايس" عن مصادر في الشرطة، أن الإمام قد يكون قتل في انفجار ألكنار. وقال نور الدين لوكالة فرانس برس "رأيته لآخر مرة الثلاثاء، وقال لي إنه يغادر للقاء زوجته في المغرب".
وأثار الإعلان عن التورط المفترض لموسى أوكبير وشقيقه إدريس (27 عاماً)، واعتقل الخميس، في الاعتداءات، صدمة لدى أقربائهما الذين أكدوا أنهم لم ينتبهوا إلى أنهما قد تطرّفا. وقال والدهما سعيد من بلدته ملوية في الأطلس الوسط بالمغرب، وقد اغرورقت عيناه بالدموع "لم ألمح أي مؤشر تطرف لديهما. كانا يعيشان مثل الشبان الآخرين من عمرهما، ويلبسان مثلهم".
وحتى الآن، كانت إسبانيا في منأى من الاعتداءات التي ضربت العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا، علماً أنها تعرضت العام 2004 لهجمات استهدفت منطقة مدريد، وخلَّفت 191 قتيلاً.